خدام: أميركا تتألم وتريد تثبيت «التهدئة» وروسيا ستقبل ولكن بشروطها
اعتبر المعارض منذر خدام أمس أن الولايات المتحدة الأميركية تريد تثبيت نظام التهدئة في سورية الذي انتهى منذ ثلاثة أيام لأنها أصبحت «تتألم أكثر»، وأن روسيا سوف تستجيب لذلك ولكن «بشروطها».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام: «لا يزال عض الأصابع مستمراً بين روسيا وأميركا غير أن أميركا بدأت تتألم أكثر.. لذلك هي تريد تثبيت الهدنة وفق رؤيتها لكن الروس واعون لها».
وأضاف: «لن يقبل الروس بأي هدنة على حساب مكاسب الجيش العربي السوري التي حققها بدماء المئات من شهدائه».
ورأى أن «الحرب سوف تستمر لكن بميزة واضحة للجيش وحلفاؤه لذلك سوف تضغط أميركا للعودة للهدنة وسوف يستجيب الروس إنما بشروطهم».
وأعلن الجيش العربي السوري مساء الاثنين الماضي انتهاء مفعول سيران نظام التهدئة الذي استمر سبعة أيام بموجب اتفاق روسي أميركي في التاسع من الشهر الجاري.
ولا يزال الاتفاق الروسي الأميركي غارقاً في حلقة مفرغة، فالروس يتهمون الأميركيين بعدم الإيفاء بالتزاماتهم فيما يتعلق بفصل «المعتدلين» عن جبهة النصرة، والأميركيون يتهمون الروس بعدم الضغط على الحكومة السورية بشكل كاف من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق «المحاصرة» وعلى رأسها الأحياء الشرقية لمدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة المسلحين.
وجاءت الغارة الأميركية على مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور، واحتراق شاحنات المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى بلدة أورم الكبرى بريف حلب الشمالي لتزيد من التوتر بين واشنطن وموسكو.
واعتبر خدام أن الحرب في سورية باتت «أشبه بمسرح العبث. قوافل إنسانية مرخصة وبمرافقة الهلال الأحمر ومع ذلك الذي دمرها يبقى مجهولاً..؟!!! مع ذلك فهي وسيلة ضغط قوية رغم محاذيرها السياسية…».
ورداً على سؤال إن كان الأميركان سوف يمتثلون للشروط الروسية قال خدام: «لا خيار أمامهم لأن المماطلة ليست في صالحهم. الروس يتمسكون بمطلب فصل «النصرة» عن بقية الميليشيات المسلحة وهم يعلمون أن ذلك غير ممكن وهذا ما يوفر لهم ذريعة الاستمرار في قصف جميع المسلحين».
وأضاف: «من جهتهم الأميركيون يدركون أيضاً أن هذا غير ممكن وبالتالي يريدون حماية «النصرة» من التدمير كورقة في بازار السياسة القادم في جنيف».
وتابع: «بصورة عامة الموقف الأميركي ضعيف وربما لذلك سوف يعملون ما بوسعهم لترحيل الملف إلى الإدارة القادمة».
ورداً على سؤال حول ما ستكون عليه الأوضاع من الآن حتى قدوم الإدارة الأميركية المقبلة، قال خدام: «حديث لا يمل منه عن الهدنة وخرقها وعن المساعدات الإنسانية.. كل ذلك تحت القصف المستمر إلا إذا وافقت أميركا على الشروط الروسية وبصورة خاصة الشروط السياسية»، لافتاً إلى أن «بعض التسريبات بدأت تشير إلى أن أحد الوثائق الخمس ركزت على صلاحيات الرئيس خلال المرحلة الانتقالية».
وعقد الثلاثاء وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري اجتماعاً ثنائياً وراء الأبواب المغلقة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك قبل انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية لسورية، والذي أجرى تقييماً للوضع في سورية وللاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو عشرة أيام.
في موسكو، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف حينها أنه لا يوجد أمل يذكر في تجديد الهدنة في سورية، مؤكداً أن الوضع في هذه الدولة مصدر قلق كبير لروسيا. وأشار إلى أن استئناف الهدنة متوقف على تحقيق «شرط بسيط جداً» يتمثل في «ضرورة أن يوقف الإرهابيون إطلاق النار على القوات المسلحة السورية»، وأضاف في تصريحات نقلتها قناة «روسيا اليوم»: «يتعين على الجانب الأميركي ألا يقصف السوريين بالصدفة»، في إشارة إلى ما جرى في دير الزور.