لافروف أكد أن الجيش العربي السوري لن يوقف إطلاق النار من جانب واحد.. وكيري يريد إنعاش «التهدئة.. خلال جلسة لمجلس الأمن.. الجعفري: سورية مستعدة لاستئناف الحوار دون شروط مسبقة
| الوطن – وكالات
جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تأكيد استعداد الحكومة السورية لاستئناف الحوار السوري السوري دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي لكي يقرر السوريون مستقبلهم بأنفسهم، بعد أن جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد أنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة في سورية الذي يقوم على الحوار السياسي الشامل بين السوريين.
وإذ أكد لافروف أن قوات الجيش العربي السوري «لن توقف إطلاق النار من جانب واحد»، طالب نظيره الأميركي جون كيري موسكو بإجبار «النظام» السوري على وقف تحليق طيرانه الحربي من أجل «إنعاش الآمال في وقف إطلاق النار في سورية».
واجتمع مجلس الأمن الدولي أمس لإجراء مشاورات طارئة حول سورية في وقت تزداد فيه حدة التوتر في البلاد بعد انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة مساء الاثنين الماضي الذي استمر لسبعة أيام بموجب اتفاق روسي أميركي في التاسع من الشهر الجاري.
وفي كلمة سورية أمام المجلس قال الجعفري: إن «الحكومة السورية مستعدة لاستئناف الحوار السوري السوري دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي لكي يقرر السوريون مستقبلهم بأنفسهم»، مؤكداً أنها «لن نسمح أبداً بأن تتحول بلادنا إلى ليبيا أخرى».
واعتبر الجعفري أن «نجاح أي مسار سياسي يتطلب التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية». وقال: إن «العدوان الأميركي والتركي والإسرائيلي يعني الانتقال من العدوان بالوكالة إلى مرحلة العدوان بالأصالة»، مضيفاً: إن «إرهابيين تسللوا عبر الحدود التركية والعراقية إلى سورية والغريب أن الطائرات الأميركية فشلت في رصدهم»، محذراً من محاولة البعض نسف الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية.
واعتبر الجعفري أن «النجاح الوحيد لاستخبارات التحالف هو فبركة أفلام مزيفة وتقارير كاذبة عن معاناة السوريين». وسخر الجعفري من استناد وزير الخارجية الأميركي إلى شاهد عيان حول ما جرى للقافلة الإنسانية في ريف حلب الغربي. وقال: إن «الاتهامات الباطلة لحكومة بلادي باستهداف مساعدات تأتي ضمن حرب إرهابية وتعطيل الحل السياسي».
من جانبه، قال لافروف في كلمته بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن موسكو لا تزال متمسكة بموقفها بأن «لا بديل عن العملية السياسية التي تقوم على الاحترام المتبادل والشمولية مع عدم طرح شروط مسبقة والضمان بشكل مواز لوقف القتال، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، ورفع فعالية الكفاح ضد الإرهابيين».
وأكد أن الجيش العربي السوري التزم بالهدنة وسحب وحداته من المناطق المتفق عليها وفق الاتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة بخلاف المعارضة التي انتهكتها عدة مرات، داعيا كل الأطراف في سورية لأن تقوم بخطوات متوازية لتمديد الهدنة. واعتبر الوزير الروسي أن قصف طائرات التحالف لوحدات الجيش العربي السوري يوم الـ16 من أيلول في دير الزور كان انتهاكاً فظاً للهدنة. وشدد لافروف على أن الأولوية الأساسية في التسوية السورية، تبقى عملية فك الارتباط بين المعارضة من جهة وتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» من جهة أخرى وذلك من أجل ضمان فعالية أكبر لنظام وقف القتال وحل المهمات الإنسانية وقطع محاولات الإرهابيين في التملص والتهرب من القصاص تحت التستر بغطاء ما يسمى بـ«المعارضين المعتدلين» المشاركين في نظام وقف القتال. وكشف أن موسكو أبلغت واشنطن بوقوع 300 انتهاك لنظام وقف القتال في سورية، داعيا للعودة إلى موضوع تدقيق قائمة التنظيمات الإرهابية.
ونوه بأن القائمة التي استلمتها موسكو من واشنطن تتضمن نحو 150 منظمة تمت الإشارة لها كمشاركة في نظام وقف القتال. ولكن أكثر من 20 منها أعلنت فوراً وبعد 12 أيلول بشكل رسمي أنها لن تنفذ هذه الاتفاقات.
وبخصوص الهجوم الذي وقع على قافلة المساعدات الإنسانية بريف حلب الغربي أعلن لافروف أن روسيا تصر على تحقيق غير منحاز. وقال: «الكثير من الدلائل تشير إلى أن الهجوم على القافلة كان بالصواريخ أو بالمدفعية.. في البداية جرى الإعلان عن ذلك بالذات ولكن لاحقاً ذكروا المروحيات ثم الطائرات».
وطالب لافروف بأن تقدم الفصائل المسلحة المعارضة ضمانات بعدم الاعتداء على قوافل المساعدات الإنسانية، وأن يترافق ضمان أمن هذه القوافل بمشاركة فعالة من جانب كل الأطراف وليس فقط من قبل العسكريين الروس والسوريين. وقال لافروف وفق وكالة «أ ف ب»: إن قوات الحكومة السورية «لن توقف إطلاق النار من جانب واحد».
وقبل ذلك كان كيري قال في كلمته: إن «الجهود للتوصل إلى حل لا يمكن إنقاذها إلا إذا تحملت روسيا مسؤولية الغارات الجوية الأخيرة»، وفق «أ ف ب». وأضاف: إن الطائرات الروسية والسورية فقط كانت تعمل في مناطق شمال سورية» حيث تعرضت قوافل إغاثة تابعة للأمم المتحدة للهجوم الاثنين.
وتابع: «أعتقد أنه لإعادة المصداقية إلى العملية، علينا أن نحاول منع تحليق جميع الطائرات في هذه المناطق الرئيسية فوراً من أجل نزع فتيل التصعيد ومنح الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية دون عائق».
وتابع: «إذا حدث ذلك فهناك فرصة لإعادة المصداقية إلى هذه العملية» في إشارة إلى الاتفاق الذي توصل إليه مع لافروف في جنيف في وقت سابق من هذا الشهر للتوسط في إنهاء الأعمال القتالية.
وقال: «في جنيف قالت روسيا إن (الرئيس بشار) الأسد مستعد للالتزام بوقف الأعمال القتالية وانه سيقبل فكرة عدم التحليق فوق مناطق متفق عليها».
وأضاف كيري: «لكن بسبب ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.. ليس لدينا أي خيار سوى أن نفعل ذلك عاجلاً وليس آجلاً، والتحرك فوراً لاستعادة الثقة وتطبيق وقف إطلاق نار حقيقي الآن».
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الجلسة، بحسب «أ ف ب»: إن العالم «يواجه لحظة حاسمة» في الحرب السورية. وأضاف: «علينا أن نبقى مصممين على أن وقف إطلاق النار سيستأنف».
ودعا بان دول العالم إلى استخدام نفوذها للمساعدة في استئناف المحادثات السياسية بين السوريين والسماح لهم «بالتفاوض للخروج من الجحيم الذي وقعوا فيه».
كما جدد بان دعوته لمجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سورية للمحكمة الجنائية الدولية، وفق «روسيا اليوم».
وأضاف: إن المحادثات السورية يجب أن تركز على المرحلة الانتقالية أولاً، داعياً لتقديم الدعم للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا دون وضع أي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات.
بدوره قال دي ميستورا في كلمته، وفق ما نقل «روسيا اليوم»: إن «جميع الأطراف تدرك أهمية المرحلة الانتقالية في سورية».
وأوضح أنه سيطرح خطة إطار عمل لاستئناف المفاوضات، مؤكداً أن المرحلة الانتقالية في سورية «يجب أن تشمل الجميع». ونوه دي ميستورا بضرورة الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية في الجولة القادمة من المباحثات السورية السورية في جنيف.