رياضة

جدارة زيدان

| محمود قرقورا

عندما تسلم زين الدين زيدان مقاليد الأمور في ريال مدريد خشي الكثير من محبي النجم الفرنسي على سمعته العطرة أيام كان لاعباً، إذ يتفق كارهو زيدان قبل محبيه على أنه واحد من بين أفضل عشرة لاعبين على مر التاريخ بغض النظر عن سلوكياته داخل الملعب التي لم تكن مضيئة على الدوام، بدليل تلقيه البطاقة الحمراء غير مرة وإحداها كانت سبباً مباشراً في ضياع كأس العالم على الديوك وهروب الكرة الذهبية من بين يديه لمصلحة حائط برلين الإيطالي كانافارو.
زيدان قبل مهمة لا يحسد عليها ولكنه بحق أثبت نفسه رجل القلعة البيضاء بامتياز لاعتبارات كثيرة هاكم أبرزها:
تدريب أهم وأكبر ناد في العالم مهمة صعبة أياً كان رجلها بدليل أن عباقرة التدريب لم يصمدوا ولا داعي للأمثلة لأنها كثيرة.
تسلّم المهمة بظروف صعبة خلفاً لمدرب فاز بالليغا ودوري الأبطال من قبل وهو رافا بينيتيز بتوقيت حرج، حيث الفريق خارج للتو من مسابقة كأس الملك لخطأ إداري، والهوة بينه وبين برشلونة كبيرة بشأن الفوز بالدوري ومع ذلك احتفظ بأمل الليغا حتى اللحظات الأخيرة.
لم نشاهد زيدان يعتمد على الترف والبذخ في شراء اللاعبين كما درجت العادة مع غيره واستطاع بما توافر بين يديه من عناصر إعادة القلعة البيضاء إلى شموخها، فباتت هزيمة الملكي المدريدي حلماً لكل أندية القارة وليس الليغا وحدها.
تعرّض للكثير من المواقف المحرجة وتجاوزها مجبراً النقاد على الاعتراف بحسن قراءته التكتيكية للمباريات، ففاز على برشلونة بعقر داره بعدما أجبر على النقص العددي.
حقق لقب الشامبيونز ليغ بسبع مباريات في وقت خاض فيه مدرب آرسنال أرسين فينغر 176 مباراة ولم يحقق اللقب، وفي نسخة الموسم المنصرم وُضع (بخانة اليك) عندما خسر بأرض فولفسبورغ 2/صفر.
لم تكن نتائجه بفضل كريستيانو رونالدو أو غاريث بيل اللاعبين الأغلى والمتابع يدرك أنه برع في إيجاد الحلول عندما غاب أحدهما أو كلاهما وهذا امتحان كانت الجماهير المتصيدة تنتظره ولكن خاب ظنها.
زيزو هو المدرب السابع الذي حاز لقب دوري الأبطال بين لاعب ومدرب واستطاع تحقيق 16 انتصاراً متتالياً في الليغا معادلاً غوارديولا برشلونة مع الأخذ بالحسبان أن الحظ وحده حرمه من الفوز السابع عشر أمام فياريال.
حالياً زيزو يتصدر فرق الليغا، البطولة التي تنتظرها جماهير برنابيه وخاصة أن الهيمنة برشلونية في السنوات الثماني الأخيرة من خلاله حيازته ستة ألقاب تاركاً لقطبي العاصمة لقبين فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن