سورية

«درع الفرات» تولد الخلافات بين «فتح الشام» وميليشيات أخرى

| الوطن– وكالات

أدت مشاركة ميليشيات من «الجيش الحر» ضمن عملية «درع الفرات» التي تقودها تركيا في شمالي سورية إلى نشوب خلافات بين «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من جهة وميليشيات أخرى، بعد أن «حرمت»، «فتح الشام» القتال تحت راية أي طرف إقليمي ودولي.
فبعد أن أصدرت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» بياناً أكدت فيه جواز التنسيق والاستعانة بالجيش التركي في قتال تنظيم داعش وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرته، أصدرت «فتح الشام» يوم الجمعة الماضي بياناً قالت فيه: «ما يحدث في ريف حلب الشمالي هو امتداد لأحداث وظروف ماضية، وفي تلك المنطقة تتضارب المشاريع وتكثر، فهناك مشروع الخوارج (تنظيم «داعش») ومشروع النظام وحلفائه من الروس، ومشروع حزب العمال الكردستاني المدعوم من جانب أميركا، والمشروع الأميركي، ومشروع الأمن القومي لتركيا المتمثل بحماية حدودها من تمدد حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى وجود فصائل تابعة للبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) تأتمر بأمره كفرقة الحمزة ولواء المعتصم، وتقاتل تحت راية التحالف، إضافة إلى مجاميع متفرقة من أهالي المنطقة، وبعض الفصائل التي دخلت في الشهور الأخيرة ومنها دخل في الأيام الأخيرة، وليست من القوة بحيث تغير الواقع».
وتابعت: إن نقل المعركة إلى الريف الشمالي «بناء على رغبات إقليمية أو دولية مقابل الابتعاد عن ملحمة فك الحصار عن حلب أو عدم التوجه نحو معركة حماة وفتح طريق دمشق، هو حرف للمعركة عن المسار الصحيح نحو إسقاط النظام وحلفائه، وتشتيت للجهود». وأكدت: «حرمة القتال في الريف الشمالي تحت أي طرف إقليمي أو دولي».
وتنضوي كل من «أحرار الشام» و«فتح الشام» تحت لواء «جيش الفتح» الذي تقوده الأخيرة ويسيطر على محافظة إدلب، وساهم في تقدم الميليشيات في جنوبي غربي حلب الشهر الماضي قبل أن يعود الجيش العربي السوري ويطردها من المناطق التي سيطرت عليها.
وفيما يعتبر رفضاً لبيان «فتح الشام» ورداً عليه أعلن أمس ميليشيات «لواء المعتصم» و«فرقة الحمزة» و«اللواء 51» التابعة لـ«الجيش الحر» في بيان مشترك بأنهم لا يأتمرون لأي جهة خارجية أو دولية وأنهم ملتزمون بمبادئ وأهداف الثورة السورية.
واعتبرت الميليشيات أن كلاً من «المجلس الإسلامي السوري» و«المجلس الشرعي بحلب» هما المرجعية الشرعية لهم، مؤكدة التزامهم بقتال النظام وتنظيم داعش وميليشيات «pkk».
وأضاف البيان: إن المعارك مع تنظيم داعش هي «قتال فئة باغية معتدية قاداتها المتنفذون عملاء مرتدون، وعناصرها غلاة مجرمون».
وقبل ذلك اعتبر «المجلس الشرعي في حلب» في بيان أن مشاركة «الثوار في معركة «درع الفرات» مع تركيا هو جهاد شرعي، ومن قُتِل منهم في حربه على «داعش» وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، فهو شهيد».
وأفاد البيان الذي نشره المجلس على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «جهاد فصائل ريف حلب الشمالي مستمر منذ سنتين، وشاركت فيه جلّ الفصائل المجاهدة في الشمال، بدعم وتشجيع تركي، والجديد هو مشاركة تركيا بالجنود والعتاد مباشرة، لإفشال مشروع دولة كردية على غرار إسرائيل، ذات تبعية غربية، تفصل الأتراك المسلمين عن إخوتهم العرب، علماً أن المعركة هي على عصابات قسد التي يقودها التحالف الأميركي مباشرة، وعلى داعش التي يسيرها التحالف بالوكالة».
وأشار إلى أن «تسلُّل بعض الجنود الأميركان إلى منطقة الراعي كان بقصد تشويه المعركة وإثارة البلبلة وتهييج المغفلين، وما وقوف الفصائل المجاهدة في وجههم وطردهم إلا دليل ساطع على رفضهم مشاركة أميركا».
وأردف: إن «الشمال يضم عشرات الفصائل المخلصة، ولا يغيّر من هذه الحقيقة وجود أقلية قليلة من المتطفلين على الجهاد، فالعبرة في الحكم للسواد الأعظم، ولا تخلو أرض ومعركة من متطفلين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن