سورية

موسكو وواشنطن تحشدان عسكرياً لتعزيز نفوذهما في الهلال الخصيب

| الوطن – وكالات

وسط تأكيدات الخبراء على تناقض المصالح بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية في سورية و«استحالة» توصلهما إلى حل وسط، يبدو أن الدولتين بصدد إطلاق العنان لقوتهما العسكرية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، من أجل تعزيز نفوذهما في المنطقة وترجيح رؤية كل منهما للتعامل مع الفوضى التي يعيشها الهلال الخصيب.
ودعا الخبير العسكري الروسي الفريق أول المتقاعد ليونيد إيفاشوف بلاده صراحةً إلى الامتناع عن العمل مع الغرب والولايات المتحدة بشأن سورية، مؤكداً أن رحيل الرئيس بشار الأسد وتخريب البلاد وتدمير نظامها السياسي «لا يناسب روسيا».
وفي حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء تحدث إيفاشوف عن تناقض كامل في الأهداف بين واشنطن وموسكو في سورية. وقال: «إن إيجاد أي حل وسط هنا أمر مستحيل، فالمطلوب هو الفوز العسكري وحده، ويتعين على روسيا أن تدرك أن الحل الوسط مستحيل، لأن الأهداف متناقضة تماماً»، وفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم».
ومضى موضحاً: إنه ليس من مصلحة روسيا إطلاق عملية التسوية السياسية في سورية بناء على الشروط الغربية، لأنها تقتضي رحيل الرئيس الأسد و«مواصلة العملية التخريبية في سورية، وتدمير نظامها السياسي واقتصادها ومجتمعها». وأضاف «هذا لا يناسب روسيا، أما الأميركيون فلا تناسبهم خطتنا للتسوية السياسية؛ أي بقاء (الرئيس) الأسد والحفاظ على النظام القائم».
واعتبر أن التسوية السياسية في سورية تستدعي إطلاق روسيا عملاً مشتركاً مع الصين ودول الشرق الأوسط. وقال: «يجب أن نبدأ العمل مع الصين وأن نتعاون بشكل مكثف مع إيران، إضافة إلى إشراك مصر وسائر دول الشرق الأوسط، لخلق مجموعة بديلة من الدول المهتمة بالتسوية السياسية».
على خط مواز، تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية استعدادات واشنطن لتحرير الموصل، وروسيا لتحرير مدينة حلب وحقول النفط والغاز من الإرهابيين.
وأشارت الصحيفة إلى استمرار تنافس القوة بين روسيا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد انهيار اتفاق الهدنة في سورية، معتبرةً أنه يظهر بوضوح في تعزيز الدولتين العسكري في المنطقة وتوسيع عملياتهما القتالية لضرب داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى. ولفتت إلى تكثيف الهجمات الجوية لطائرات القوة الجو-فضائية الروسية على الإرهابيين في سورية، والتحضير لاستقبال حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» على الشواطئ السورية، وذلك في مقابل تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في العراق لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش. وسبق لروسيا أن أعادت تجهيز الطائرات التي تحملها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» كي تصبح قادرة على ضرب أهداف برية.
ومن المتوقع أن تكون سفينة الإنزال الروسية «غيورغي بوبيدونوسيتس» قد وصلت إلى ميناء طرطوس حيث يقع مركز الدعم اللوجستي والتموين للبحرية الروسية.
وعبرت السفينة الروسية قبل يومين مضيقي البوسفور والدردنيل إلى مياه المتوسط، بحسب ما ذكرت مواقع تركية إلكترونية، أشارت إلى أن «غيورغي بوبيدونوسيتس» تحمل على متنها شحنات ثقيلة، نظراً لدرجة غوص جسمها في الماء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن