سورية

روسيا: إحلال السلام في سورية بات «مهمة شبه مستحيلة»

| الوطن – وكالات

اعتبرت روسيا أن إحلال السلام في سورية بات «مهمة شبه مستحيلة» بسبب دعم الولايات المتحدة ودول أخرى للتنظيمات الإرهابية وعدم تنفيذ واشنطن التزاماتها المتعلقة باتفاق «نظام التهدئة» الذي انهار مؤخراً.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس في نيويورك جلسة طارئة بدعوة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمناقشة الوضع في حلب. وتسعى هذه الدول للضغط على روسيا وبشكل غير مباشر على الحكومة السورية عبر موسكو، لتفعيل «نظام التهدئة» الوارد في اتفاق أميركي – روسي تم في التاسع من الشهر الجاري حيث بدأ سريان مفعوله في الثاني عشر من الشهر الجاري وانتهى الاثنين الماضي.
وقال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في كلمة خلاله خلال الجلسة: إن الاتفاق الروسي الأميركي قد يفتح الطريق إلى الحل السياسي إلا أن واشنطن لم تنفذ التزاماتها في الاتفاق»، مضيفاً: إن إحلال السلام في سورية بات مهمة شبه مستحيلة.
وأوضح تشوركين، أن «ما نراه من عمليات استفزازية من المجموعات الإرهابية وبعض الدول التي تدعمهم هي التي تؤدي إلى زعزعة الأمور ولو أن هذه الدول ضغطت على هذه المجموعات لتم تنفيذ الاتفاقيات».
وأضاف «لكن هناك فكرة تبقى المحافظة على الطرف المناوئ للنظام بغض النظر عن ماهيته سواء كان معارضة معتدلة أو إرهابي»، مشيراً إلى شروط تنطلق بين الفينة والأخرى وأن هذا دائماً كان ينتهي بإعادة تموضع المجموعات الإرهابية وتسلحها.
وشدد تشوركين على أن «هناك حاجة لبث الروح من جديد في العملية السياسية في سورية».
وفي وقت سابق اتهمت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور في كلمتها موسكو ودمشق بشن هجوم واسع النطاق على أحياء حلب الشرقية، قائلة: إن عشرات المدنيين قتلوا هناك خلال الأيام الثلاثة الماضية جراء غاراتهما الجوية.
وقالت: إن الولايات المتحدة ستجهد لإعادة نظام وقف إطلاق النار في سورية «بكل ما لديها من الأساليب»، زاعمة أن الرئيس بشار الأسد «لا يؤمن إلا بالحل العسكري في بلاده».
وجددت المندوبة الأميركية دعوات واشنطن إلى موسكو لاستخدام تأثيرها على دمشق لوقف الأعمال القتالية في حلب. وبحسب باور فإن العملية العسكرية في شرق حلب تتناقض مع دعوات موسكو إلى الحل السلمي للأزمة السورية.
وفي تقرير له قدمه خلال الجلسة طالب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أطراف الأزمة السورية بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب.
وأعلن أن عدد القتلى جراء الأعمال القتالية في ريف حلب منذ توقف سريان الهدنة بلغ 213 شخصاً. وقال: إن الأحداث المأساوية التي تمر بها حلب حالياً غير مسبوقة، مشيراً إلى أن وحدات المعارضة السورية تستخدم صواريخ تقتل المدنيين.
وشدد المبعوث الأممي الخاص على أن نحو نصف المسلحين في شرق حلب ينتمون لـ«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وأكد دي ميستورا أن الهدنة التي أعلنت بسورية في 12 أيلول، وفقاً للاتفاق الروسي الأميركي، أدت إلى تراجع ملموس للعنف في البلاد، لكن الأوضاع تدهورت بصورة حادة بعد تعرض قافلة مساعدات إنسانية لقصف قرب بلدة أورم الكبرى قرب حلب.
كما لفت دي ميستورا إلى أن تدمير البنية التحتية شرق حلب أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية، مضيفاً: إن محاصرة طريق الكاستيلو أسفر عن توقف إيصال الأغذية إلى حلب.
وفي ختام كلمته، أكد دي ميستورا أن فرص حل الأزمة السورية لا تزال قائمة.
وقبيل انعقاد الجلسة ادعى السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة أن «جرائم حرب» ترتكب في حلب، ويجب «ألا تبقى من دون عقاب»، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء.
واتهم السفير الفرنسي «النظام» السوري وحليفه الروسي بالمضي في الحل العسكري في سورية واستخدام المفاوضات «للتمويه».
وقال دولاتر: إن «فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري» للاتفاق الروسي الأميركي «ابتداء من حلب». كما ندد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ«الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق إلى احتمال اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبر السفير البريطاني أن المفاوضات الأميركية الروسية «تكاد تتوقف» داعياً مجلس الأمن إلى الإمساك بزمام الأمور «والتوحد على موقف حاسم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن