الأولى

اغتيال للكلمة الحرة وللفكر التنويري وللرأي السياسي … حتر شهيداً على درجات قصر «العدل» الأردني

| مازن جبور

اغتالت أيادي الظلام بالأمس، رأياً سياسياً وفكرياً عرف بكلمته الحرة، وبموقفه الداعم لسورية في الحرب التي تشن ضدها، وانتقاده لسياسات النظام السعودي ونهجه المعادي لقضايا الأمة العربية وللتضامن العربي ودوره المشبوه والمتحالف مع العدو الإسرائيلي.
ناهض نايف ثلجي حتر كاتب وصحفي يساري أردني، له العديد من المقالات والمؤلفات الفكرية والسياسية، من مواليد 1960، حائز على ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، ويعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها نشطاء، الشهيد حتر، مضرجاً بدمائه في حين رجال الأمن الأردني يقفون متفرجين ولا يبادرون لإسعافه، وجاء مقتل حتر بعد أيام قليلة من اعتباره بحسب نشطاء أن الملكية الأردنية «فقدت الشرعية».
وقاتل حتر هو رياض إسماعيل أحمد العبد اللـه من مواليد 1967 وصاحب سوابق، ومن أتباع «التيار السلفي الجهادي»، ويعمل إمام مسجد في منطقة حي الزغاتيت.
وأطلق العبد اللـه النار من مسدس وأصاب حتر بثلاثة أعيرة بالرأس على مدرج مدخل قصر العدل، وهو محاط برجال الشرطة من دون أن يصاب أي منهم، وبدا لافتاً أنه سلم نفسه لحرس المحكمة مع سلاحه.
ودفعت ملابسات اغتيال حتر، نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للإعلان عن اعتقادهم بأن الأجهزة الأمنية الأردنية متورطة بالعملية، واعتبر بعضهم أن دم الشهيد قدم كجزية للإخوان المسلمين في الأردن.
وأطلقت المحكمة سراح حتر في الثامن من أيلول الجاري، لقاء كفالة عدلية، بعد أن تم اعتقاله الشهر الماضي على خلفية إعادة نشره رسماً كاريكاتيرياً اعتبره البعض «مسيئاً للذات الإلهية».
وحتر الذي ينتمي إلى «التيار القومي» يرى أن «الحركة الوهابية تهدف إلى استعادة دور وسط الجزيرة العربية في تاريخ العرب عبر ربط التعصب القبلي بالديني وتتوسل العنف الشديد لفرض برنامجها السياسي، ومن مصادفات التاريخ «اللئيمة» أنه توجد ثروة هائلة بين أياد بدوية متخلفة عبر النفط الذي أعطاها حماية أميركية للانتشار».
كما يرى حتر أن «المجتمعات المتحضرة كسورية كيفت الإسلام السياسي على نحو حضاري فأرادت البداوة هزيمته، وأن حركة حماس أحد الأسباب الرئيسة لما حدث في سورية، وأن الإسلام الوهابي دخل إلى سورية من خلال العلاقة مع السعودية».
ويعتبر أنه «يجب العمل على بناء القوة الخاصة بسورية والمشرق من خلال التحالف الروسي، وأن الرئيس بشار الأسد أصبح رمزاً للحكم وللمستقبل ولا يمكن التفريط بهذا الرمز الكبير».
وأثار اغتيال حتر صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد النشطاء «ناهض حتر شهيد سورية.. كنت متأكداً أن ناهضاً يكتب بدمه، في حين أزلام الملك يكتبون بالدنانير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن