الخبر الرئيسي

محاولات أممية لإنعاش الاتفاق الروسي الأميركي وتثبيت الهدنة.. وتشوركين: السلام في سورية «مهمة شبه مستحيلة» … الجعفري يواجه الغرب: لن نتخلى عن إنش واحد وسنحرر حلب كاملة

واجه مندوبا سورية وروسيا في مجلس الأمن في جلسة طارئة أمس، اتهامات مندوبي الدول الغربية لدمشق وموسكو بارتكاب «جرائم حرب» في مدينة حلب، فأكد بشار الجعفري أن «الحكومة السورية لن تتخلى عن إنش واحد من أراضيها» فيما اعتبر فيتالي تشوركين أن «السلام بات مستحيلاً في سورية»، وذلك بعد ساعات من بيان لميليشيات مسلحة نعى «جدوى العملية التفاوضية»، وسط أنباء عن نية معارضة الرياض تبني هذا البيان بتوجيه سعودي أميركي.
وانعقد مجلس الأمن بشكل استثنائي وعاجل لمناقشة ما يحصل في حلب، وشهدت الجلسة هجوماً استثنائياً على روسيا من قبل مندوبي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، وذلك بعد أن قدم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تقريراً عن الأوضاع في حلب، أقر فيه بأن نحو نصف المسلحين في شرق المدينة ينتمون لجبهة النصرة الإرهابية، لكنه أكد أن فرص حل الأزمة «لا تزال قائمة».
الهجوم الغربي بدأته المندوبة الأميركية سامنثا باور معتبرة أن العملية العسكرية في شرق حلب «تتناقض مع دعوات موسكو إلى الحل السلمي للأزمة» أما ممثل فرنسا فرنسوا دولاتر فاعتبر أن «التصعيد العسكري قد يقضي على بارقة الأمل التي كانت لدينا قبل أسبوع»، فيما وصل الأمر بمندوب بريطانيا ماتيو رايكروفت إلى اتهام موسكو ودمشق بارتكاب «جرائم حرب».
في المقابل أنبرى المندوب الروسي تشوركين للرد على المزاعم الغربية مؤكداً أنه لا يمكن للهدنة أن تكون من طرف واحد وأشار إلى التزام الجيش السوري المثالي للهدنة في حين رفضت فصائل المعارضة تلك الهدنة، وأكد أن دولاً غربية لا تزال تدعم الفصائل الإرهابية في حلب وريفها بالسلاح ومنها جبهة النصرة، وواشنطن على علم بذلك، وأضاف: «إن إحلال السلام في سورية بات مهمة شبه مستحيلة».
بدوره شدد الجعفري أن الحكومة السورية «لن تتخلى عن إنش واحد من أراضيها» بعدما خاطب القوى الغربية قائلاً: أطمئنكم أن الحكومة السورية ستستعيد حلب كاملة»، وأضاف: «إذا كانت لدولكم عاصمة واحدة فبلادي لديها عاصمتان: دمشق وحلب».
وفي ختام الجلسة أكد الجعفري أن الحكومة السورية ستعود إلى جنيف للانخراط بحوار سوري سوري وليس حواراً سورياً إرهابياً»، وأضاف: «نحتاج إلى جميع المعارضات في وفد واحد»، كاشفاً عن خطط لهجوم بالفوسفور الأصفر، ستنفذه مجموعات إرهابية وهي ترتدي زي الجيش السوري لتوجيه الاتهامات إليه، وجرى تخزين هذه المادة بملجأ تحت الأرض بالقرب من مدينة سراقب وزارته خبيرتان أميركيتان.
في الأثناء كانت أروقة مجلس الأمن تشهد مشاورات واسعة في محاولة لإنعاش الاتفاق الروسي الأميركي الذي وقع في التاسع من أيلول الحالي، وقالت مصادر دبلوماسية غربية في نيويورك، إن هناك مساعي دولية جادة للضغط على الدول التي رفضت الاتفاق لتغيير رأيها ودعمه بدلاً من معارضته، وأضاف المصدر: إن واشنطن روجت وبشكل واسع من خلال دبلوماسيتها عبارة تختصر الكثير: «لو طبق الاتفاق لما كنّا وصلنا إلى هنا».
وفي إطار الحملة على روسيا، استبق وزراء خارجية خمس دول هي: فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي الجلسة، ببيان طالبوا فيه روسيا «باتخاذ خطوات استثنائية» لوقف «القصف العشوائي على المدنيين في حلب» والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول كل المناطق السورية، وختم البيان بلهجة تهديدية إذ جاء فيه «صبرنا تجاه روسيا لا يمكن أن يكون بلا حدود».
وتزامن البيان مع بيان آخر لـ33 ميليشيا مسلحة أعلنوا فيه أنه لا جدوى من العملية التفاوضية وطالبوا برفض الوجود الروسي كراع للعملية السياسية التفاوضية، وذلك بالتزامن مع تغريدات أطلقها منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارض رياض حجاب تطالب بـ«تبني إستراتيجية جديدة أكثر حزماً»، وطالب المجتمع الدولي «بتبني طرح جديد في معالجة الأزمة السورية بدلاً من الدوران في حلقة مفرغة حول قضايا هامشية لا قيمة لها على الأرض»، ودعا حجاب إلى اجتماع طارئ للهيئة خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة مستقبل العملية السياسية.
وفي معلومات حصلت عليها «الوطن» من مصادر قريبة من الهيئة، فإن حجاب سيتبنى كلياً بيان الميليشيات الـ33 وذلك تنفيذاً لتعليمات الرياض وواشنطن، فيما يبدو أنها الخطة «ب» التي كان يتم الحديث عنها والتي تعني بشكل واضح استمرار القتال على الجبهات كافة بدعم عسكري ومالي ولوجستي غربي، وتعليق عملية التفاوض كلياً ومحاولة إخراج روسيا دولياً من خلال اتهامها باستخدام أسلحة محرمة دولياً!
ويأتي التحرك الغربي الداعم للإرهاب بعد «الموت السريري» للاتفاق الروسي الأميركي، وتقدم القوات السورية والحليفة في حلب، وسط حديث عن خلافات داخل الإدارة الأميركية وعدم قدرة البيت الأبيض على الالتزام بتعهداته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن