النجومية الحقيقية
| مالك حمود
ثمة خبر شد انتباهي وبشدة عن خطبة الياباني (فوكوهاري) من التايوانية (هان شي) وهما بطلان بكرة الطاولة، والجميل في الأمر إعلانهما الخطبة أمام الكاميرات التلفزيونية لتقديم الخاتم الذي وضع عليه (كرة طاولة) وإنما مصنوعة من الألماس الصافي، لكن العروس كانت على قدر المبادرة الماسية وقابلتها بمبادرة أقوى وأغرب حيث أعلنت إهداء عريسها قطعة أرض فاخرة! ولكن أين؟! على سطح القمر! ولله في خلقه شؤون! وهكذا هي هدايا النجوم!
ولكن دعونا ضمن أجواء النجوم ولنتوقف عند كلمة نجم ونجومية والمفهوم الحقيقي لهذا المصطلح في رياضتنا، فهل كل نجوم رياضتنا يدركون معاني النجومية بمختلف أبعادها وتفاصيلها وأخلاقياتها؟!
لن أتكلم عن الحالات السلبية ولكن من الأهمية بمكان استحضار حالة إيجابية فاجأتني مثلما فاجأت الآخرين ممن عملوا معها وتجددت معرفتهم فيها، واكتشافاتهم لديها.
فاللجنة الفنية لكرة السلة ارتأت أن تستثمر وجود بعض النجوم القدامى والكبار باللعبة في العاصمة كي توليهم مهام إدارة منتخبات العاصمة التي كانت تتأهب للمشاركة في بطولة منتخبات المحافظات الأخيرة بكرة السلة.
كم كان الخيار صائباً عندما وقع على نجمة السلة السورية وأفضل لاعبة كرة سلة عربية في التسعينيات كي تكون مديرة لمنتخب دمشق للشبلات.. وكم كانت تلك النجمة على قدر المسؤولية.
شهران من التحضير المتواصل والتدريبات اليومية الصباحية والمسائية ومديرة المنتخب تعمل بمنتهى الجدية والعطاء وبسخاء، وبطريقة رائعة تخلت فيها عن مواصفات المديرة لتدخل أيضاً في تفاصيل العمل التدريبي ومتاعبه وتساهم في تعليم اللاعبات الواعدات أساسيات اللعبة وفنونها وأسرارها.
وهذا هو الهدف الأساسي والجوهري من المسألة فالموهبة الواعدة بحاجة للتربة الخصبة التي تنمو فيها وتسقى من نسغها فنون اللعبة ومهاراتها ومن ينبوعها الحقيقي والثري.
المهندسة سلام علاوي ورغم مهامها الأخرى وانشغالاتها سواء كرئيسة لنادي الثورة، أم كرئيسة لتحرير صحيفة الاتحاد، وظروفها الأسرية الصعبة، ورغم أن ما سوف تتقاضاه مادياً مقابل هذه المهمة لن يغطي ربع ثمن البنزين الذي استهلكته سيارتها الخاصة في الذهاب والإياب إلى صالة الفيحاء مرتين يومياً، إلا أنها كانت رمز الالتزام مع منتخب الشبلات الذي بدا شغلها الشاغل وحياتها اليومية لتصل معه وبه إلى وصافة بطولة المحافظات.
ما فعلته سلام علاوي دليل أصالة ومحبة وعشق لرياضة نذرت لها حياتها وأعطتها أغلى أوقاتها وكانت وما تزال نبعاً للعطاء، وليس مجرد مصدر كلام ونظريات.