ثقافة وفن

الكتاب حاضر ويشترك في المهرجان … سلام من دمشق إلى حلب… ما بين الرسم والموسيقا والغناء والسينما نستمر

| عامر فؤاد عامر

تنتشر نشاطات الثقافة السورية بين أروقة الثقافة اليوم، لتنطلق إلى الحدائق والطرقات، فشبابنا السوري على رغبة في الحياة وإثبات تعلقه بالأمل دوماً. وفي واحدة من هذه النشاطات تقوم جمعية «نحنا هون» الثقافية بالتعاون مع جمعية «الفينيق» و«مبادرة كتاب» في تقديم لوحة متجددة من النشاطات الإبداعيّة المنوّعة، ولكن بطريقة قريبة من الناس، ومن مفاهيم الحياة السوريّة، والشارع السوري، وذلك برعاية وزارة الثقافة.

نشاطات للجميع وللغائبين
قدّم المهرجان نسخته الأولى في الماضي في العام 2015 وامتد قرابة الأسبوع، وحمل نشاطات توزعت بين تقديم الأغاني، ومشاركة من فرق موسيقيّة، وفرقة مسرحيّة، إضافة إلى معارض الرسم. لكن في هذا العام ازدادت النشاطات وتوسعت الأفكار وكثر المشاركون، وعن برنامج هذا العام والنسخة الثانية من المهرجان تحدّثنا «رولا سليمان» مديرة مهرجان «نحنا هون» عن نوعيّة هذه النشاطات وعن المشاركين فيه: «يحمل المهرجان اليوم أشياء جديدة مختلفة عن النسخة الأولى منه، فقد استطعنا أن نوسّع النشاط لتكون دار الأوبرا واحدة من ساحات نشاطنا، ففي مسرح الأوبرا قدّمت الفرق الموسيقيّة المشاركة معنا نشاطها مثل فرقة «مخمل» للغناء الصوفي والطربي التي افتتحت المهرجان، وفي اليوم الثاني كانت فرقة «نبض» للهواة، وهم 36 عازفاً وعازفة بقيادة المايسترو «نزيه أسعد»، وهؤلاء الهواة مشروعهم يعتمد عليهم في كتابة الأغنية وتلحينها وأدائها. أمّا المعارض الفنيّة فكانت 3 أنواع واحد للهواة في الرسم والتشكيل، والثاني لخريجي الكليّات والمعاهد المختصّة بالفنّ، ومعرض لمن لم يدرس الفنّ أكاديميّاً ويرغب في التجربة، وهذه المعارض توزعت ما بين 27 و29 أيلول في خان أسعد باشا الأثري. أيضاً لدينا لوحات لفنانين شاركونا في العام الماضي لكنهم تركوا لوحاتهم وهاجروا، وبقيت اللوحة تذكرنا بهم، لذلك قررنا أن نجمع هذه اللوحات؛ ونقدمها في معرضٍ يتحدّث عنهم؛ حتى لو كانوا غائبين. وسيكون المعرض الخاص بهم في مقهى «زرياب» في باب شرقي، وسيمتد من 1 إلى 4 تشرين الأول وسيحمل عنوان «ورحلوا».

القشلة جمعت الألوان
رصدت «الوطن» فعاليّة جاءت عبر الهواء الطلق، من خلال تجمع لأكثر من لون فني إبداعي في حديقة «القشلة» في باب شرقي في دمشق القديمة، وهذه الفعاليّة جمعت لوحات وفنانين وهواة قاموا برسمها بين جنبات الحديقة، إضافة لعدد من أعضاء فرقة نبض الموسيقيّة الذين احتلوا ركناً من الحديقة ليعزفوا على الغيتار ويطلقوا أغنياتهم بين الناس ومرتادي الحديقة، وفي ركنٍ آخر كانت «مبادرة كتاب» تساهم في نشاطها التوعوي لتشجيع الشباب على القراءة والعودة لهذه العادة، وعن هذه الأجواء وما احتوت من تفاصيل تضيف لنا «رولا سليمان»: «هذا اليوم لمن يودّ الرسم، فهو يحمل دعوة مفتوحة لمن يحبّ الرسم، بأن يأتي إلى الحديقة ويرسم أمام الناس، وقد شاركنا بعض الفنانين المعروفين مثل «نازك سليمان»، و«هناء العقلة» وغيرهم. ولكن التركيز كان على الناس التي ترتاد الحديقة أو تمر في الشوارع، وترغب في المشاركة العفويّة، وقد أعلنا عن هذا النشاط فقط عبر الفيسبوك. أثناء الرسم هناك من يغني ومن يعزف وهم: «مرام فياض»، و«ندين عز الدين»، و«علا مسوح» من فرقة نبض، وهناك فتاة من زوار الفعالية أيضاً دخلت وقدّمت أغنياتها معهم، فكان الحدث الواحد يحتوي عدّة أحداث في الوقت نفسه، فقد كبر الفريق والجميع يودّ المشاركة والتفعيل. وفي نهاية اليوم هناك عرض لفيلم فرنسي كوميدي سيتمّ عرضه في الحديقة وللجميع، وستعاد الفعالية في 29 من جديد».
بدت السعادة بملامح واضحة على وجوه الناس في المكان وقد حملت الأجواء استعادة لما كانت تحمله أروقة دمشق للنشاطات الثقافيّة والحفلات في مرحلة ما قبل الأزمة والحرب على سورية، وقد ذكرت لنا مديرة المهرجان «رولا سليمان» بأن الفنانة «فايا يونان» ستكون حاضرة من جديد في المهرجان بعد أن أطلقتها جمعية «نحنا هون» الثقافيّة في العام الماضي، فستتجدد مشاركتها معهم من جديد في هذا العام أيضاً بحفلة ستطلق من خلالها أغنياتها الجديدة ومن دار الاوبرا في دمشق. في 29 تشرين الأول.

مبادرة كتاب للشباب
التقينا المحامي «يوسف صبّاغ» مشرف «مبادرة كتاب» وهي مبادرة ثقافيّة اجتماعيّة تهدف إلى التشجيع على القراءة عند الشباب السوري. وعنها يقول: «هي حملة للتبرع بالكتب حملت اسم «كتابنا للجميع» وهي جزء من المهرجان، وكـ«مبادرة كتاب» استطعنا فتح 9 مكتبات خلال 10 شهور موجودة في 7 مقاه دمشقيّة وهناك مركزان للرعاية الاجتماعيّة، الأول تابع لدائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في الدويلعة، والثاني هو مركز «نحنا» المجتمعي في المزة 86، أمّا المقاهي التي وضعنا فيها مكتبات دائمة فهي: «بيجز» في الغساني، و«الباب العتيق» في باب توما، و«دندنة سويت كافيه» في طالع الفضة، و«بيجز» المزة في السيتي مول، و«القصبجي» في كورنيش التجارة، و«بيكولو كافيه» في التجارة، و«قهوة مزبوطة» في الشعلان، واليوم نتواصل ونتعاون مع جمعية «نحنا الثقافية» و«جمعيّة الفينيق» لتفعيل دور الكتاب، ونشجّع القراءة، ونبتكر طرقاً جديدة لتشجيع الشباب السوري، وندعو أي شاب قرأ كتاباً وأراد أن يفيد غيره بقراءته فنحن بانتظاره. ودائماً العمل مع الكتاب يحتاج إلى نوع من الجذب والتنشيط حتى يقبل القارئ عليه، لذلك نحن ندمج اليوم هذا النشاط مع الرسم والموسيقا في الحديقة، وفي النهاية الهدف هو الفائدة للجميع، وما يدفعنا لهذا العمل هو تدني معدل القراءة بين شبابنا العربي بالمجمل». أمّا عن آلية العمل التي تقوم بها المبادرة فيضيف: «نجمع الكتب، ونقوم بتجليدها، ونضع لصاقة المبادرة عليها، ونضع في داخله ختم المهرجان، ويكتب صاحب الكتاب شعار المهرجان «سلام من دمشق إلى حلب»، ويضع اسمه عليه كنوع من التوثيق، والبصمة للمبادرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن