أزمة مياه في تجمع عرطوز للنازحين … ساعة كل 14 يوماً والإجراءات على الورق حاليا!
| القنيطرة- خالد خالد
واقع المياه في تجمعات النازحين بريف دمشق تحسن بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بعد أن كانت تلك التجمعات تعاني بشكل لافت من معاناة كانت طويلة حتى إن البعض أصبح يشتكي من هدر المياه في تجمع الفضل، ولكن من غير المفهوم استمرار معاناة تجمع عرطوز الضهرة للنازحين من نقص كبير للمياه وخاصة في الأشهر الأخيرة بعد أن خفضت مؤسسة مياه دمشق حصة التجمع من مصدر مياه ريمة من 800م3 إلى كمية مقدارها 250 م3 بالأسبوع، لتزداد معاناة أبناء التجمع بعد العيد وغياب المصدر المائي الرئيسي للتجمع من مياه ريمة وعدم وصول أي كمية للتجمع حتى كتابة المادة.
والحقيقة يبدو أن المعنيين في محافظة القنيطرة ووزارة الموارد المائية عاجزون عن فك شيفرة أزمة مياه ليست وليدة اللحظة، بل هي معاناة طويلة ومستمرة ودائما كانت الحلول في السابق ارتجالية وآنية وليست حلاً للمشكلة من جذورها، وعدم التطرق لحلول إستراتيجية وبعيدة المدى والبحث عن مصادر مياه دائمة، وكما يقول أحد الغامزين من قناة مؤسسة المياه إن بعض المواطنين يلجؤون إلى رجل يحمل عود تين للدلالة على مكان المياه لحفر بئر، فكيف لمؤسسة لديها أبحاث ودراسات وجيولوجيا وما شابه وثلاث آبار تجف عندها ويتضرع البعض من أبناء تجمع عرطوز ويبتهلوا إلى اللـه بالدعاء أن يقطن أحد المسؤولين في تجمعهم وحينها يمكن أن تعالج مشكلة مياه مستمرة منذ عقود طويلة.
و المثير للدهشة والاستغراب غياب المصادر المائية عن تجمع عرطوز بعد جفاف ثلاث آبار وحاليا هناك بئر وحيدة تعمل وغزارتها دون المستوى المطلوب، وأمام ذلك يلجأ جميع الأهالي إلى شراء المياه من الصهاريج الخاصة غير معروفة المصدر وبأسعار مرتفعة حيث يتراوح سعر البرميل سعة 200 لتر بين 150-200 ليرة سورية وهذا بحد ذاته عبء إضافي على أبناء التجمع وأغلبيتهم من شريحة الدخل المحدود ومن الفقراء والمهجرين. وعلى أرض الواقع لم تخل اللقاءات الجماهيرية والجولات التي قام بها محافظ القنيطرة من شكوى نقص المياه والتي ازدادت تفاقماً خلال الآونة الأخيرة والتوجيهات لمؤسسة مياه القنيطرة بالبحث عن حلول وبموجب كتب رسمية آخرها في 20/9/2016 ومطالبة مؤسسة مياه القنيطرة بالقيام بكل ما هو مطلوب لتأمين مياه الشرب للتجمع المذكور وإعلام المحافظ بالإجراءات المتخذة من المؤسسة، كما خاطبت محافظة القنيطرة وزير الموارد المائية بالكتاب رقم 1985 تاريخ 20/9/2016 ومضمونه أن التجمع (عرطوز) ما زال يعاني من قلة مياه الشرب حيث تصل المياه لمنازل المواطنين كل 14 يوماً ولمدة ساعة واحدة وهي غير كافية لسد حاجات أبناء التجمع، وطالبت المحافظة في كتابها المذكور بإيجاد الحلول المناسبة لتأمين مياه الشرب، لافتة إلى أنه سبق أن خاطبت المحافظة وزارة الموارد المائية حول معاناة المواطنين بتجمع عرطوز بموجب كتابها رقم 1459 تاريخ 19/7/2016.
ويبدو أن الكتب الصادرة من بلدية تجمع عرطوز عن واقع المياه لا تسمن ولا تغني من جوع ففي 8/8 2016 خاطبت البلدية المحافظة بالكتاب رقم 174 بأن التجمع يعاني من قلة المياه بشكل ملحوظ وأن دور المياه أصبح كل أسبوع ولمدة ساعة واحدة وهي غير كافية لسد حاجات أبناء التجمع، لتعود البلدية من جديد في 20/9/2016 وبموجب كتابها رقم 220 وتؤكد أن واقع المياه يزداد سوءا وأصبح دور المياه كل 14 يوماً أو أكثر ولمدة ساعة واحدة وتحتاج إلى معالجة عن طريق دعم التجمع بصهاريج المؤسسة وعن طريق الشبكة مباشرة بعد إفراغها بالخزان الرئيسي.