رياضة

منتخبات السلة في غياهب النسيان وطريق تطويرها مسدود

صدق شاعرنا الكبير نزار قباني عندما قال في إحدى قصائده (لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود) لم أجد أدق من هذه الكلمات المعبرة لأدخل في تفاصيل منتخبات السلة وإعدادها، فبعد طول انتظار وطول تخطيط وتنظير وتحضير وتفاؤل بالوعود والكلام المعسول، وبعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات توصل المكتب التنفيذي إلى قرار إستراتيجي سيطمئن خلاله عشاق كرة السلة السورية كي لا يحرقوا أعصابهم أو يشغلوا بالهم بهموم وشجون تطوير كرة السلة السورية بعد تجارب مريرة أثبتت فشلها، وأكدت بالوقت نفسه أن تطوير السلة السورية لن يتم بدوري قوي أو إعداد مثالي للمنتخب، بل بات بحاجة ماسة ومؤكدة لإعادة بناء السلة على أسس علمية تبدأ من القاعدة، فطريق السلة السورية إلى نهائيات آسيا سيكون مسدوداً، ويبدو أن السد هذه المرة كان بحجة عدم توافر السيولة المادية.

غياهب نسيان
لا يلبث المكتب التنفيذي في كل مناسبة أو اجتماع مع اتحاداته الرياضية أن يطالب بتوسيع آفاقها وتطلعاتها وألعابها، وفتح باب المشاركات الخارجية أمامها، بغية تحقيق نتائج ايجابية وتسجيل حضور طيب، هو نفسه المكتب التنفيذي الذي نسي إعداد منتخبات السلة للموسم المقبل، ولم يأت على ذكر دعمها من قريب ولا من بعيد حتى، رغم جاهزية خطة اتحاد السلة بخصوص إعداد منتخباته، حيث أعد الاتحاد خطة لإعداد أربعة منتخبات وطنية تحضيراً للاستحقاقات المقبلة على الصعيدين العربي والقاري لكنه ينتظر الفرج من القيادة الرياضية للبدء بتحضيراته للمنتخبات الأربعة.

استخفاف ولعبة شعبية
لن تتطور منتخباتنا الوطنية إذا بقيت القيادة الرياضية على هذه الدرجة من الاستخفاف بها، وكأنها منتخبات للعبة في حارة شعبية، وقد نسي البعض أو تناسى أنها اللعبة الشعبية الثانية، وأن الاحتراف دخل عليها منذ سنوات طويلة، وهي بحاجة لكثير من الأمور المهمة كي تستعيد عافيتها وتألقها، لكن الوضع الحالي والميزانيات المرصودة لمنتخباتنا كافية لزيادة تراجعها وتكلس مفاصلها ووضعها على ذيل لوائح البطولات، وإن الحلول الناجعة لها لن ترى النور في المدى المنظور في ظل ميزانيات مالية كهذه لا تكفي بالوقت الحالي لإعداد منتخب لخمسة عشر يوماً، أو حتى لفريق من الدرجة الثانية، فما بالك بمنتخبات وطنية ستمثلنا في بطولات كبيرة وقوية.

خلاصة
إذا أردنا أن نبني بناء متيناً فلن نستطيع استبدال التراب بالإسمنت، ولا الحديد بالبلاستيك، والأفضل وقتها ألا نبني أبداً إذا كانت مقومات البناء غير متوافرة وغير موجودة، وهذا ما ينطبق على منتخبات السلة فالأفضل لاتحاد السلة أن يعلنها على الملأ ويقدم اعتذاره عن المشاركات الخارجية لمنتخباته، فذلك أفضل بكثير من المشاركة بعناوين قاتمة لا يمكن أن تبشر بغد مشرق ونتائج جيدة لمنتخباتنا الوطنية.
بصراحة جهد بسيط بذلته في كتابة هذه الأسطر لأثبت بدهيات بسيطة في إعداد منتخباتنا السلة، فأي خطة إعداد متطورة وعصرية تلك التي أصبحت فيها البدهيات تحتاج لجهد من أجل إثباتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن