الدوري التصنيفي في المرحلة الأولى … ملاحظات عديدة بين السالب والموجب

| نورس النجار

تعاود المجموعة الأولى لدوري المحترفين مبارياتها فتنطلق بمباراتين من المرحلة الثانية وتستكمل غداً الجمعة في مثلهما، فيلعب اليوم النواعير مع حطين على ملعب تشرين، والمجد مع الجهاد على ملعب الفيحاء، وغداً يلتقي مصفاة بانياس مع الحرية على ملعب الفيحاء، والكسوة مع جبلة على ملعب تشرين.
ولا شك فيه أن الفرق المتعثرة ستبحث عن التعويض وإزالة الصورة الضبابية التي ظهرت بها في المرحلة الأولى، والفرق السعيدة ستشد رحالها نحو انتصار آخر تعزز من مكانتها بين الفرق، ومكانها على جدول الترتيب.
والبداية الجيدة استحقها فريقا المجد وجبلة اللذان فازا في المرحلة السابقة، فالمجد كان فوزه مرعباً بخماسية ساحقة أودت الحرية إلى الحضيض وأعلنت عن فريق كبير قادم ليعتلي عرش المجموعة، وهي بالوقت ذاته جعلتنا نشفق على فريق الحرية الذي استسلم للواقع، فسلم الرايات ونأمل أن تكون هذه كبوة، فيستعيد الفريق لاحقاً بريقه واسمه القوي وتاريخه العريق، وهو قادر على ذلك بلقائه القادم مع مصفاة بانياس، فكلاهما في الهم سواء، وكلاهما ينظر إلى المباراة كبلسم لمداواة الجراح.
فوز المجد اللافت وضعه أمام مسؤولياته الكبيرة، فالمطلوب منه أن يبرهن أن هذا الفوز ليس طفرة أو مصادفة، ولم يكن بفعل عامل المباغتة، إنما هو حقيقة فريق استعد بجد وتحضر بشكل جيد ومباراته القادمة مع الجهاد ستنبئنا بالجديد، والحذر كل الحذر من الجهاد الذي أضاع فوزاً على النواعير وكان مفاجأة لكل المتابعين.

الانضباط المفقود
التعادل الذي وقع لحطين بلقاء الكسوة جاء لاعتبارات كثيرة أهمها: عدم احترام الخصم، فحطين ظن أن لقاء الكسوة مجرد نزهة أو تحصيل حاصل لكون الكسوة أحد الوافدين الجدد إلى الدوري، ولم يعرف أن طموح الكسوة كان أكبر من أحلام الحوت.
والشيء الأهم أن حطين فقد الانضباط داخل الملعب وخارجه، فضاع الفريق من خلال توجيه أكثر من شخص على خط الملعب، وفلتت زمام الأمور كثيراً، فالحارس لم يستجب لتوجيه المدرب، والكيلوني خرج بالحمراء لشتمه طاقم التحكيم، وأمور أخرى هنا وهناك.
مازلنا نعتقد أن حطين أهم فرق المجموعة، والتعادل الذي وقع به أمام الكسوة، يجب أن يكون درساً للفريق (كادراً ولاعبين) لتغيير الكثير من أسلوب التعامل مع الدوري، اليوم كل شيء ممكن، لكن غداً قد يصبح الممكن مستحيلاً.

فرصتان لا تكفيان
جبلة قدم ما عليه وحقق الفوز على مصفاة بانياس ونال نقاط اللقاء، وكان الأفضل في الشوط الثاني الذي امتلكه من الباب إلى المحراب وسجل فيه هدفيه، واليوم تنتظره مباراة أصعب مع الكسوة الذي يعيش نشوة التعادل مع الحوت، وهي نتيجة كبيرة تدفع لأداء أفضل ونتيجة أكبر، لذلك فإن الامتحان الحقيقي لجبلة يبدأ اليوم مع الكسوة وهو بلا شك سيضعنا في صورة الفريقين الحقيقية، وخصوصاً الكسوة لأننا سندرك أن ما حققه هل طفرة أم بداية؟
مصفاة بانياس في لقاء جبلة صمد شوطاً وحاول، وأتيحت له فرصتان لم يستثمرهما، وبعرف كرة القدم فإن الفرصتين لا تكفيان لتحقيق الفوز أو نتيجة جيدة كالتعادل، لذلك فإن الفريق مطالب بالشيء الكثير أمام الحرية، وخصوصاً أنه يواجه فريقاً مكسوراً يريد جبر كسوره على حسابه، وهذه مسألة يجب الانتباه إليها كثيراً.

صور جيدة
فرق الكسوة والنواعير والجهاد حققت التعادل في مبارياتها الأولى فتعادل الكسوة كبير، والتعادل بين النواعير والجهاد طبيعي واليوم ستتشكل صور جديدة، فإما أن ترتقي هذه الفرق وتثبت أن التعادل كان قاعدة انطلاق نحو نتائج أفضل، وإما أن يكون العكس، مع العلم أن مباريات الفرق الثلاثة ستكون من العيار الثقيل وتحتاج إلى الحرص والتدبير.

مكاسب كثيرة
الدوري التصنيفي كان متنفساً للكثير من اللاعبين الذين خرجوا من أسر النجومية إلى أجواء وجدوا فيها راحتهم وحريتهم بعد ما نالوا مراكزهم الأساسية في فرقهم الجديدة، فظهروا وأبدعوا بعد أن كانوا ظلاً في فرقهم السابقة. ومن هؤلاء محمد دمراني الذي ظهر أساسياً في فريق المجد بعد أن كان احتياطياً في الجيش، فساهم بصنع الفوز لفريقه وسجل أحد أهداف فريقه الخمسة.
ومنهم أحمد طفيلية الذي سجل هدفي النواعير وأهدى فريقه الجديد تعادلاً في الوقت بدل الضائع، وهو القادم من فريق النضال.
ومثل هذه الأمثلة كثير، لكننا ننتظر مرور المباريات لنتحدث بثقة أكبر وأدلة أكثر.

نعمة أم نقمة
أهداف كثيرة سجلتها مباريات المرحلة الأولى وبلغت 16 هدفاً بواقع أربعة أهداف في المباراة الواحدة، فهل هذا يدل على نعمة من خلال شهية تهديفية ومهاجمين باتت ترى طريق المرمى، أم إنه يشير إلى ضعف دفاعي جعل من هب ودب يتجرأ على اختراق الدفاع ويصول ويجول فيه ويسجل؟ المراقبون يعتقدون أن الدفاعات مازالت مخلخلة وتحتاج إلى الكثير من العمل والجهد، وكدليل على ذلك وفرة ركلات الجزاء المحتسبة وعددها أربع، وهو يؤكد هذه الحالة، فالأخطاء المرتكبة لا تدل على سلامة النهج الدفاعي.
أكثر من نصف الأهداف سجلت في الثلث الأول من المباراة (7) أهداف، وهو يدل أيضاً على هشاشة الدفاع.
في ربع الساعة الأخير من المباريات لم يسجل إلا ثلاثة أهداف وهو يدل على ضعف المخزون البدني لأغلب الفرق.
على كل حال يمكن اعتبار المرحلة الأولى، مرحلة دخول بالدوري ونأمل من المراحل الأخرى أن تكون مرحلة إثبات ذات للفرق بالدوري.