أخطاء طبية في عمليات قيصرية حولت الأفراح إلى أحزان … الحسن لـ«الوطن»: منعنا بعض الأطباء من مزاولة المهنة وشمعنا عياداتهم
| محمد منار حميجو
كثر الحديث أخيراً عن الأخطاء الطبية ولا سيما فيما يتعلق بالعمليات القيصرية التي أودت بحياة العديد من النساء، إضافة إلى تعرض بعضهن لحالات خطرة.
واطلعت الـ«الوطن» على بعض هذه الحالات ومنها أن امرأة دخلت إلى غرفة العمليات تابعة لمشفى خاص لإجراء عملية قيصرية بسيطة لا تستغرق نصف ساعة ليخرج الطبيب بعد ذلك ليخبر زوجها أنها في حالة خطرة ويجب نقلها إلى مشفى آخر إلا أن الزوجة فارقت الحياة بعد نصف ساعة من إجراء العملية «حسب كلام الزوج».
وأضاف: إن الطبيبين المخدر والجراح تقاذفا التهم بينهما والطبيب الجراح خرج من غرفة العمليات مسرعاً مؤكداً أن الزوجة وضعها الصحي بخير على عكس ما جاءت الأخبار.
حالة أخرى تكررت أيضاً في مشفى آخر إلا أن الفارق أن المريضة فارقت الحياة فوراً دون أن تتحمل عذاباً يستغرق فترة من الزمن كما حدث مع المريضة المشار إليها في الحالة الأولى والغريب في الموضوع أن الزوج كان يتأهب لاستقبال مولوده الجديد ولعله جهز لهذا المناسبة إلا أن فوجئ بخبر وفاة الزوجة لتتحول المناسبة إلى عزاء.
بدوره أعلن نقيب الأطباء السوريين عبد القادر حسن أن النقابة اتخذت إجراء صارماً بالعديد من الأطباء نتيجة أخطاء فادحة وشطبت قيدهم بالنقابة وشمعت عياداتهم بالشمع الأحمر ومنعتهم من مزاولة المهنة، مشيراً إلى أن الأخطاء الناتجة من الأطباء العاملين في المشافي الحكومية من اختصاص الرقابة الداخلية فيها.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال الحسن: إنه في حال كان الخطأ في مشفى خاص فإنه تقدم شكوى إلى الفرع المختص ثم يتقدم الطبيب إلى مجلس التأديب الذي يتألف من قاض ومستشارين لتبيان حقيقة الواقعة هل ناتجة عن خطأ أم هو اختلاط ناتج عن سبب فني أو تقصيري يتعلق بالتجهيزات، مشيراً إلى أن الحكم يطلق بحسب كل حالة.
وأضاف الحسن: إن هناك حالات تحدث نتيجة تحسس المريض من المخدر في البداية ما يؤدي إلى الوفاة لكن هذا الأمر خارج عن إرادة الطبيب على حين إذا حدث للمريض نزيف فإن النقابة تبدأ بالتحقيق بالموضوع لتبيان هل هو ناتج عن خطأ الطبيب أم أمر آخر خارج عن إرادته، لافتاً إلى أن هناك حالات تسببت بسجن الطبيب.
وبيّن الحسن أن حدوث بعض الأخطاء الطبيبة قد تكون ناتجة أن المادة المخدرة ليست بالمستوى المطلوب أو هناك أخطاء فنية بالتخدير مؤكداً أن هناك مبدأ يقول لا طبيب في الدنيا يريد أن يفشل عمله لأن ذلك يمس سمعته ولذلك يحرص كل طبيب أن يكون عمله ناجحاً إلا أن هناك ظروفاً قاهرة خارجة عن إرادته.
وأكد الحسن أن الشكاوى على النقابة ليست كثيرة، لافتاً إلى أن النقابة لا تتهاون في هذه الشكاوى وهذه رسالة لكل مواطن، موضحاً أن مجلس التأديب يتكون من شخصيات مختلفة ولذلك من الطبيعي ألا ينحاز المجلس إلى الطبيب، لافتاً إلى أن القضاء أعلى من النقابة وهو يوجه باتخاذ العقوبات بحق الطبيب المخالف.
وأوضح الحسن أن العقوبات الطبية متسلسلة تبدأ بالتنبيه الموجه إلى المسجل ثم إنذار الطبيب إلى إغلاق العيادة من شهر إلى ثلاث سنوات أو إغلاق نهائي وذلك بحسب الأخطاء المرتكبة من الطبيب، مبيناً أنه دائماً الأخطاء البسيطة أو غير المقصودة تكون عقوبتها التنبيه على حين الأخطاء الفادحة فيها كل العقوبات.