سورية

«الأناضول» تروج لـ«جيش الفتح»: يضم مجموعات «إسلامية معتدلة» و«سلفية» و«جهادية» وأخرى تابعة لـ«الحر»…«وول ستريت جورنال»: هل ينبغي اعتبار «النصرة» «الأقل شراً» في سورية

الوطن – وكالات : 

ضمن المساعي الحثيثة الجارية من أجل تعويم «جبهة النصرة»، تساءلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إذا ما كان ينبغي اعتبار هذا التنظيم المنتسب لـ«القاعدة» هو «الأقل شراً، ويجب التقرب منه بدلاً من قصفه في الحرب ثلاثية التشعب في سورية».
وأوضحت الصحيفة، أن هذا هو رأي بعض حلفاء أميركا الإقليميين، وحتى بعض المسؤولين الأوروبيين، معتبرةً أن خمس سنوات من الحرب في سورية أسفرت عن بقاء ثلاث قوى هي النظام وتنظيم داعش، وتحالف من القوى المتطرفة الإسلامية (جيش الفتح)، الذي تؤدي فيه «جبهة النصرة» المصنفة على أنها إرهابية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة دوراً رئيساً.
وبرأت الصحيفة ساحة من سمتهم «الثوار العلمانيين الذين يدعمهم الغرب»، بالقول: إنهم «اضطروا إلى خوض معارك مهمة جنباً إلى جنب مع النصرة» بعد أن وجدوا أنفسهم محوطين بقوى أكبر وأكثر تسليحاً.
وأشارت الصحيفة إلى حجة مؤيدي التعاون مع «النصرة»، وذكرت أنه مع بدء داعش كسب المزيد من الأراضي في كل من العراق وسورية، فإن مد اليد لجبهة النصرة الأكثر براغماتية، هو الخيار المعقول الوحيد أمام المجتمع الدولي. لكنها استدركت موضحةً: إن هذا الخيار يواجه صعوبة في ضوء التقارير المستمرة عن وقوع أعمال وحشية من «النصرة»، بما في ذلك قتل السجناء، وإقدام متزعم محلي على قتل أكثر من 20 مواطناً في قرية قلب لوزة بريف إدلب.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن، وهو عالم في مركز الملك فيصل بن عبد العزيز للأبحاث والدراسات الإسلامية، قوله: «عندما تصبح جبهة النصرة فجأة أكثر جاذبية، فإن هناك شيئاً مهماً وفيه دلالات كبيرة على خطورة الوضع، وفي هذه المرحلة يجب علينا التمييز بين التعصّب والبشاعة».
ونقلت عن دبلوماسيين ومسؤولين في المنطقة: إن الرياض، التي كانت مترددة في دعم «النصرة» بسبب عداوة القاعدة للمملكة، تحركت للعمل مع الدوحة وأنقرة في دعمهما لـما اسمته «تحالف الثوار، الذي يغلب عليه الإسلاميون، ويتضمن النصرة»، في إشارة إلى «جيش الفتح».
وأشارت الصحيفة إلى مزاعم تلك الدول بأن «النظام السوري» هو المسؤول عن ظهور داعش بالدرجة الأولى، لافتة إلى أن تلك الدول تفضل رؤية «النصرة» وحلفائها يحتلون المناطق، بدلاً من أن يفعل داعش ذلك.
وعددت الصحيفة ما يميز «النصرة» عن داعش وبالأخص امتناعها عن مهاجمة إسرائيل، وكررت أسطورة أنه خلافاً للأخير، فإن الجبهة تتألف، بشكل كبير، من السوريين. ومضت قائلة: «مع أن آراءها (النصرة) الدينية راديكالية، فإنها ليست بذلك التطرف، وبينما امتنعت عن مهاجمة إسرائيل، على الرغم من السيطرة على بلدات على الحدود معها، فإنها واجهت تنظيم داعش، وكان لديها الاستعداد للعمل مع غير الإسلاميين من الثوار».
وفي مخالفة لكل الوقائع، قال المسؤول الأسبق عن الملف السوري في الإدارة الأميركية فريدريك هوف للصحيفة: «كانت جبهة النصرة مغناطيساً، جذب المقاتلين السوريين، الذين ليست لديهم أي أجندة جهادية أو طائفية متطرفة». وأضاف: «كما أنهم وجدوا في جبهة النصرة أمرين؛ لديها إمكانيات جيدة، ولديها استعداد لقتال النظام، بدلاً من العمل في الأنشطة الفاسدة، ولعبة أمراء الحرب، التي تجدها في غيرها ممن هم تحت مظلة المعارضة».
وتطرقت «وول ستريت جورنال» إلى محاولة «النصرة» تمييز نفسها عن داعش، والذي رأت أنه واضح من المقابلة التي أجرتها قناة «الجزيرة» القطرية مع متزعم الجبهة أبي محمد الجولاني.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه مع أن دولاً مثل قطر طلبت من «النصرة» أن تقطع علاقتها بتنظيم القاعدة، فإنه ليس من المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة بشطبها من قوائم الإرهاب قريباً، حتى لو وافقت على التبرُّؤ من التنظيم. وفي سياق متصل، نشرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء تقريراً مطولاً تناولت فيه «جيش الفتح، الذي سيطر على الكثير من مساحة محافظة إدلب البالغة 6100 كيلو متر، معتبرة أن «نجاح تجربته» دفعت مجموعات مسلحة في عدد من المحافظات للتيمن بها وتشكيل «جيش فتح» خاص بها، كحلب ومنطقة القلمون بريف دمشق.
وفي محاولة مكشوفة ومثيرة للسخرية لخداع الرأي العام التركي، ذكرت «الأناضول» أن «جيش الفتح» يضم «فصائل إسلامية معتدلة»، هي: (فيلق الشام – لواء الحق – أجناد الشام) وأخرى «إسلامية سلفية» هي (حركة أحرار الشام الإسلامية – جيش الإسلام)، إضافة إلى كل من جبهة النصرة، وجند الأقصى «الجهاديين»، وبعض مجموعات من مليشيا «الجيش الحر»، وهي: (لواء صقور الجبل – الفرقة 13 – تجمع صقور الغاب).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن