رياضة

ذهب عتيق

| خالد عرنوس

لهواة الأرقام والمناسبات الخاصة شهد الأسبوع الأخير منها اثنتين تتعلقان بنجمين طالما أثارا محبة الجماهير وإعجاب عشاق كرة القدم على اختلاف مشاربهم وبصما كل بطريقته في تاريخ ناديين أوروبيين كبيرين وأصبحا من رموزهما.
فقد احتفل قيصر روما فرانشيسكو توتي بعيد ميلاده الأربعين عقب يومين من تسجيله رقماً قياسياً تهديفياً (بقميص ناد واحد) عندما وصل لهدفه الـ250 ومازال القائد الملقب بالملك يزاول عشقه الأول مع قطعة الجلد المدور في وقت أصبح الحفاظ على الأشياء الجميلة صعباً إلا أن توتي (الختيار) مازال في عنفوان شبابه على الأقل بالنسبة لأنصاره في الجيلاروسي.
وأمس من المفترض أن يكون أندريس إنييستا خاض مباراته الـ600 بقميص برشلونة وهي مناسبة رائعة لنجم أثرى كرة القدم بالكثير من الفنون والإنجازات فاستحق لقب (الموسيقار)، وكتب ابن الـ32 من العمر الكثير من السطور بتاريخ البلوغرانا واللاورخا عبر أكثر من ثلاثين لقباً في فترة هي الأكثر لمعاناً بتاريخه المجيد.
عند المقارنة نجد أن كلا اللاعبين توتي وإنييستا شكل رمانة ميزان في فريقه وخاصة الأول الذي اعتبر ملهماً لكل من رافقه في روما وإن كان إنييستا أكثر بروزاً وتألقاً عبر الأرقام والألقاب فمرد ذلك إلى كونه لعب للبرشا أحد قطبي الكرة الإسبانية في حين توتي اكتفى باللعب لروما الذي يعد من الصف الثاني إيطالياً ولم يكتب له صعود المجد قارياً ولو أن توتي ذهب إلى الريال مطلع الألفية كما كان مرسوماً لاختلف الأمر كثيراً ولرأينا إنجازات القيصر الإيطالي أكثر بكثير بالطبع.
المقارنة لا تبدو عادلة إلا أنهما يتشابهان بأمر وحيد عدا كونهما من اللاعبين المهرة في تاريخ كرة القدم فهما أخلصا للقميص وللبيت الذي تربيا فيه فرفض توتي كل العروض وأعلنها إنييستا صراحة منذ البداية أنه لن يغادر البرشا وهو الذي نشأ في أكاديميته (لامسيا)، وأمر آخر هو محبة الإسبان والطليان بكل أطيافهم للنجمين العملاقين وإن كنا نشك بالنسبة لتوتي في محبة بعض جماهير النادي الآخر في العاصمة (لازيو).
أما نقاط الاختلاف فكثيرة وأهمها المزاج الحاد لتوتي والهادئ لإنييستا وكذلك ميل الأول للتسديد أكثر وبالتالي فهو أحد الهدافين القلائل في بلاد الكالشيو وخاصة من الضربات الثابتة في حين إنييستا يميل إلى التمرير وصناعة الفرص أكثر، أما الأمر الذي جمعهما فهو عدم فوزهما بالكرة الذهبية الأوروبية لكن بالتأكيد فإن هذا الأمر لا يقلل من شأنيهما فسيبقيان شجرتين باسقتين في غابة كرة القدم يتغنى بهما عشاق الجيلاروسي والبلوغرانا وبالتأكيد فهما من الذهب العتيق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن