سورية

مراقبون اعتبروا أن المخرج هو التقيد الأميركي ببنود «اتفاق كيري لافروف» كافة اتصالات أميركية روسية مكثفة خلال الساعات الأخيرة

| الوطن – وكالات

تكثفت الاتصالات بين رئيسي الدبلوماسية الأميركية والروسية بشأن سورية خلال الساعات الـ24 الماضية، بالترافق مع تقدم سريع للجيش العربي السوري في مدينة حلب على حساب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وسط تحليلات بأن المخرج الوحيد من الوضع القائم هو موافقة واشنطن على بنود الاتفاق الروسي الأميركي الأخير كافة وتنفيذ بنوده كاملة.
وتصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن حول الملف السوري مع وصول المحادثات بين الجانبين إلى حائط مسدود منذ انهيار هدنة بدأ تطبيقها في سورية في 12 أيلول الماضي بموجب اتفاق بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري واستمرت أسبوعاً ولم يتم تمديدها.
ومع انتهاء مفعول سريان الهدنة استئناف الجيش العربي السوري وحلفاؤه عمليته العسكرية في مدينة حلب لضرب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية من المدينة، وحقق الجيش وحلفاؤه تقدماً سريعاً بالسيطرة على العديد من المناطق التي تتحصن بها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة وكبدها خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الأحد عن مكالمة هاتفية «جديدة» جرت في ساعة متأخرة من مساء السبت بين لافروف وكيري. واكتفت بالإشارة إلى أن الطرفين «ناقشا الخطوات المشتركة الممكنة لإعادة الوضع إلى طبيعته في حلب» من دون أي تفاصيل أخرى.
وجاء إعلان الخارجية الروسية الأحد بعد اتصال هاتفي بين كيري ولافروف في وقت سابق من يوم السبت جاء بناء على طلب أميركي، وقالت الخارجية الروسية، في بيان: إن «لافروف وكيري واصلا بحث الأوضاع في سورية بما في ذلك إمكانية إعادة الأوضاع إلى حالها الطبيعي في حلب حيث تواصل الجماعات المسلحة غير المشروعة القتال، على الرغم من الاتفاقات الروسية الأميركية الرامية لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، إضافة إلى رفض العديد من المجموعات «المعتدلة» من المعارضة السورية النأي بنفسها عن إرهابيي «جبهة النصرة» التي لا تشملها الهدنة».
وذكرت الوزارة، أن لافروف أكد لكيري رفض محاولات المعارضة السورية التي يدعمها الغرب التساهل مع «جبهة النصرة». وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بشأن إخفاق «إتفاق كيري لافروف»، ويرجع مراقبون إخفاق جولات المحادثات المارثونية بين الجانبين لاستئناف العمل بالاتفاق إلى عدم تمكن لافروف وكيري من تجاوز عقدتين: واحدة تمثل مطلباً أميركياً وهو وقف حركة الطيران الحربي التابع للجيش العربي السوري في شمال سورية 7 أيام، والأخرى روسية تتمثل في فصل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) عن باقي الميليشيات المسلحة. لكن الجانبين رفضا اعتبار الاتفاق ميتاً. واعتبر مراقبون لـ«الوطن»، أن المخرج الوحيد لإنهاء التوتر بين موسكو وواشنطن بشأن الملف السوري والعودة إلى الهدنة هو تنفيذ نص «اتفاق كيري لافروف» بالكامل وتطبيق بنوده حرفياً».
ورأى هؤلاء، أن أكثر ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو السعي للتخفيف من حدة العملية العسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه لضرب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في حلب، وهو الأمر الذي لن تقبل به موسكو ما لم تف واشنطن بالتزاماتها بموجب «اتفاق كيري لافروف» بفصل «المعارضة المعتدلة» عن «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والمدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الجانب الأميركي لن يذهب إلى الخيار العسكري رغم تلويحه بذلك في اليومين الماضيين، وهو ما بدا واضحاً من التسجيل الذي تم تسريبه لوزير الخارجية الأميركي الذي عبّر فيه عن إحباطه لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سورية لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه بلاده.
ووفق المصادر فإن «المعارضة المعتدلة» لن تتمكن من الصمود ما لم يتم تزويدها بصورايخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف من تركيا أو السعودية، وهو الأمر الذي استبعدت حصوله لأن واشنطن لن تسمح بذلك لأنها لا تريد تحدي سلاح الجو الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن