سورية

اعتبر أن موسكو أكثر تصميما على دحر القوى الإرهابية … خدام: العملية الروسية حالت دون احتمال انهيار الدولة

اعتبر المعارض منذر خدام أن المساهمة الروسية في مكافحة الإرهاب في سورية بالتعاون مع الجيش العربي السوري «حالت دون احتمال انهيار الدولة السورية» وأعاقت مخططات الدول الغربية والإقليمية إزاء هذا البلد.
وفي الثلاثين من أيلول الماضي صادفت مناسبة مرور عام على المساهمة الروسية في مكافحة الإرهاب في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام: «ينبغي الاعتراف بداية أن التدخل العسكري الروسي في سورية قد حال دون احتمال انهيار الدولة السورية، وأعاق إلى حد بعيد مخططات الدول الغربية والإقليمية التي اشتغلت طوال سنين الأزمة السورية على تدمير سورية وقد نجحت للأسف إلى حد بعيد».
وعبر خدام عن اعتقاده بأن الروس «يبدون أكثر تصميماً هذه المرة على دحر القوى الإرهابية مما يخلق ظروفاً مناسبة للحل السياسي».
ويرى مراقبون أن الروس غرقوا في المستنقع السوري، ذلك أنهم وعند إطلاق عمليتهم الجوية في سورية قالوا إن مدتها أربعة أشهر، ولكنها امتدت لعام ودخلت عامها الثاني وإن روسيا لن تستطيع مواصلة هذه العملية.
وعلق خدام على قول هؤلاء المراقبين بالقول «لا أوافق على هذا الرأي فسورية غير».
ورأى خدام أن «طول» مدة بقاء القوات الروسية «يبدو لي نابعة من تعقيد الوضع السوري وكثرة المتدخلين فيه إضافة إلى حسابات سياسية معينة حتى لا يصطدموا مباشرة مع بعض الدول».
وإن كان يعتقد أن العملية الروسية في سورية ستستمر لأكثر من عامين قال خدام: «من الصعب التكهن.. الأمر يتعلق بسلوك أميركا وحلفائها».
وأكد الكرملين الخميس الماضي أن روسيا ستواصل ضرباتها الجوية ضد الإرهابيين في سورية.
وقال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دميتري بيسكوف، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء: إن «تقييم مدى نجاح التدخل العسكري في سورية منذ عام هو شأن الخبراء العسكريين»، وتابع: «لكن يمكننا القول إنه لا يوجد داعش والقاعدة وجبهة النصرة اليوم في دمشق (…) وهو كما يبدو النتيجة الإيجابية لدعمنا الجوي للنظام».
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إن القوات الروسية في سورية لن تتوقف عن ضرب تنظيمي داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) الإرهابيين حتى ولو أقدمتا على ترك السلاح.
وجاءت العملية العسكرية الروسية في سورية بناءاً على طلب رسمي من سورية ووضعت عنواناً عريضاً هو «مكافحة الإرهاب»، تكلل بتدمير الجزء الأكبر من البنى التحتية لتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وبتحرير مناطق واسعة كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة آخرها مدينة تدمر المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي وصولاً إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب وإنجازات أخرى كثيرة تحققت خلال عام، وهو ما لم يستطع الغرب في تحالفاته أن يحققه خلال سنين طوال من ادعاءاته بمكافحة الإرهاب.
وكان الأساس للعملية الروسية احترام السيادة السورية، وانطلقت من إيمان موسكو بالحل السياسي للازمة السورية وسعيها الدائم لإيجاد صيغ واتفاقات لوقف العمليات القتالية في سورية والدخول في عملية تفاوضية تفضي إلى حل سياسي كانت تواجه بعقبات إفشالها من قبل داعمي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
ويرى مراقبون أنه ومع مرور عام على بدء عمليتها العسكرية في سورية تواصل الإستراتيجية الروسية تقدمها مؤكدة أن عصر الانفراد الأميركي بتوجيه التفاعلات الدولية قد انتهى، ومتخذة لسلسلة من التحركات تترك انطباعاً أن إستراتيجيتها الجديدة ستكون أكثر ميلاً نحو الجانب العسكري، أولى خطواتها إخراج مدينة حلب وتنظيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) من أي اتفاقية تسوية قادمة مع واشنطن، بحيث تكون إدلب وجهتها بعد حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن