سورية

نفى أن يكون قد اتفق مع السعوديين على تزويد المسلحين بمضاد للطيران … معركة دابق تقترب.. وأردوغان يريد هدنة جديدة و5 آلاف كم «آمنة» شمال سورية

| وكالات

بالترافق مع اقتراب معركة دابق بين تنظيم داعش الذي يسيطر على البلدة، والميليشيات المسلحة المدعومة من الجيش التركي ضمن عملية «درع الفرات»، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه إجراء اتصالات مع نظيريه الروسي والأميركي من أجل إعلان هدنة جديدة في سورية، نافياً أن يكون قد اتفق مع السعوديين بشأن إمداد المسلحين بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف. وأشار القيادي في ميليشيا لواء «السلطان مراد» أحمد عثمان المنضوي ضمن المليشيات العاملة تحت راية عملية «درع الفرات» التركية، إلى أن الحملة تركز أنظارها على بلدة دابق.
وتحتل بلدة دابق الواقعة في ريف حلب الشمالي، والتي تعتبر المحطة الأخيرة قبل مدينة الباب بوابة الرقة معقل تنظيم داعش في سورية، أهمية كبرى لعناصر التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من الناحية الدينية.
ولفت عثمان إلى أن التقدم صوب دابق كان بطيئاً لأن داعش زرع الألغام بكثافة في المنطقة. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن عثمان قوله: «إذا الأمور سارت كما نريد لها خلال 48 ساعة إن شاء اللـه نكون بدابق إذا سارت الأمور كما خطط لها».
وذكر أن 15 قتيلاً من مقاتلي «المعارضة» سقطوا الأحد بسبب الألغام الأرضية وهجوم بالقذائف في قرية تركمان بارح التي انتزع مسلحو ميليشيات تدعمها تركيا السيطرة عليها من داعش.
وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الأركان التركية، عن مقتل 15 مسلحاً من ميليشيات «الجيش الحر» وجرح 35 آخرين، خلال عملية السيطرة على مناطق جديدة من داعش في ريف حلب. وأشارت في بيان لها، إلى أن الجيش التركي نفّذ ضربات جوية ومدفعية، استهدفت مواقع داعش في ريف حلب الشمالي، أسفرت عن مقتل 13 عنصراً للتنظيم، إضافة لتدمير العديد من المباني والمواقع التي يستخدمها في المنطقة.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر عسكرية دمر سلاح الجو التركي 9 مبان في قرى أخترين، وتركمان بارح، ودابق. كما أشارت إلى أن قوات «التحالف الدولي» شنت 13 غارة على مواقع لداعش في قرى زيادية، وبحورتة، وأخترين، ودوبيق.
ولفتت إلى أن 3 مجموعات من المهام الخاصة التابعة لميليشيا «الحر»، تواصل عملياتها ضد داعش جنوبي بلدة الراعي، من أجل تحرير قرى جديدة. وأضافت: إن مليشيا «الحر» سيطرت على 960كم2 من داعش، بينها 111 منطقة مأهولة بالسكان، وذلك منذ انطلاق عملية «درع الفرات» في 24 آب الماضي وحتى اليوم.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس التركي أن بلاده عازمة على «تطهير 5 آلاف كم مربع شمالي سورية لكي تكون خالية من الإرهاب، و(من ثمة) تصبح هذه المنطقة آمنة، ويكون فيها حظر لحركة الطيران ويعود سكانها إليها، وتحميها قوات أمنية من سكان المنطقة». وأشار إلى أن بلاده تعاونت مع «المعارضة» السورية، وتمكنت من تحرير مدينة جرابلس، معقبا: «جرابلس لسكانها العرب، وهناك ما بين 30 و40 ألفاً من سكانها رجعوا إليها».
وقال أردوغان خلال مقابلة مع إحدى القنوات الخليجية بثت الأحد: إنه «سيجري اتصالات بنظيريه الأميركي (باراك أوباما) والروسي فلاديمير (بوتين)؛ من أجل بحث إمكانية تطبيق هدنة جديدة في سورية، بعد إخفاق الهدنة السابقة التي أطلقها الروس والأميركيون بالترافق مع عيد الأضحى الشهر الماضي.
وكرر موقفه الداعي إلى وجوب رحيل الرئيس بشار الأسد، لأن «الشخص الذي قام بقتل 600 ألف من مواطنيه لا يمكن أن يبقى» على حد زعمه.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه لم يتطرق إلى موضوع تسليح المعارضة السورية بمضادات الطيران خلال لقائه مع ولي العهد السعودي وزير الداخلية محمد بن نايف، الذي أجرى زيارة إلى تركيا قبل أيام.
من جهة أخرى، اتهم أردوغان واشنطن بتزويد منظمات إرهابية في سورية مثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا) بالأسلحة بل نقلها لهم بطائرات أميركية، مضيفاً: «عندما نواجههم بالأمر يقولون لنا: (هؤلاء يحاربون داعش).. لا داعي أن نخدع بعضنا».
وتعتبر أنقرة «الاتحاد الديمقراطي» وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» أذرعاً سورية لـ»حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. ويدعم «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «حماية الشعب» رأس حربتها، ضد تنظيم داعش في شرق وشمال سورية، وهو ما ترفضه أنقرة بشدة.
وتضغط تركيا من أجل استبعاد الوحدات الكردية عن معركة الرقة المقبلة التي يعتزم التحالف الدولي إطلاقها خلال الشهر الجاري. ولا تزال واشنطن ممانعة في الموافقة على الطلب التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن