الصفحة الأخيرة

من دفتر – الملحدون المتطرفون!!

| عبد الفتاح العوض 

كلما نما «داعش».. نما الإلحاد… يبدو ذلك متناقضاً لكنها الحقيقة.. أول موجة ما يسمى الإلحاد الجديد كانت بعد أحداث أيلول 2001 وقتها زاد عدد الملحدين في العالم وتمثلت في كتب بدأها «سام هاريس» في كتاب «نهاية الإيمان» وبعدها تناسلت نظريات كثيرة تهاجم الإسلام أولاً ثم تحولت إلى مهاجمة باقي الأديان.
ماذا يعني هذا؟
ثمة ظاهرة تبدو لي غاية في الخطورة… وهي اعتماد سياسة «وداوني بالتي كانت هي الداء»!! بمعنى… نحارب التطرف بالتطرف… ونحارب الطائفية بالطائفية…. في الحالة الأولى يتبدى لي الموضوع صارخاً في أن حركات التطرف المتمثلة في الإسلام السياسي بدأ يقابلها تطرف من الملحدين.
وتطرف الملحدين يقوم على «شتم الله» وهي أسوأ طريقة يتم فيها مكافحة التطرف… وإعلان عدم قبول الآخر.
في الإسلام.. يمنع على المسلمين سب آلهة الكافرين كي لا يقوم الكافرون بسب إله المسلمين.
إذا كنا من ذوي «لكم دينكم ولي دين» فإن هذا لا يعني أن يتم التطاول على مقدسات الناس ومعتقداتهم تحت ذريعة أن هذا يحارب التطرف الداعشي أو غيره.
لقد كثرت ظاهرة شتم الأديان وإعلان الإلحاد بطريقة فجة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا شك أن القيام بذلك ليس بريئاً، وهو في ظاهره تعبير عن الحرية الشخصية وكذا تعبير عن محاربة التطرف الديني لكنه في واقع الأمر هو أحد أشكال الفوضى وعدم قبول الآخر.
ويسهم بشكل كبير في إثارة كل أنواع التطرف الديني. إن شتم اللـه والإساءة للأديان لن يقابله إلا تطرف مقابل… وهو فوق ذلك سلوك يماثل تماماً سلوك المتطرفين.
مثلما لا يجوز أن نواجه الطائفية بالطائفية وهي ظاهرة بدأت تأخذ بمجتمعنا منحى معيباً.
يقول لك أنا لست طائفياً وإن ما أعرضه هو إظهار الحقائق للناس.. ثم يسرد لك كل ما له علاقة بالطائفية… نشم رائحة الطائفية من كل حرف يكتبه… وتزكمك الرائحة النتنة وهو يتحدث عن الطوائف الأخرى…
ماذا تركنا إذاً للطائفيين… إذا كنا نريد محاربة الطائفية بالطائفية… والعنف بالعنف والتطرف بالتطرف… والإقصاء بالإقصاء.
ردود الفعل التي تنطلق من «مثقفين» تأخذ صداها عند عامة الناس، ورغم أن المصطلح لم يعد مقنعاً إلا أن فئة من الناس مازالت تتبع ما تعتبره أفهمياً، في الرأي والسلوك.
لهذا فإن محاربة التطرف الديني… بالتطرف الإلحادي هو عامل هدم في المجتمع.
إن المبادئ القيمة التي نبحث عنها هي قبول الآخر، والتسامح واللاعنف المادي واللفظي… هذه المبادئ هي القادرة على تخفيف الألم وما عداها يسهم في زيادة المشكلة ونكء الجراح.

قول فصل
الإلحاد هو الإيمان بأن لا شيء حدث للاشيء فصار كل شيء!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن