ثقافة وفن

مهمة التلفزيون خطرة جداً.. لأنه يدخل إلى كل البيوت ويخترق العقول … سليم صبري لـ«الوطن»: أنا وثناء فتحنا منزلنا للفنانين.. وللأسف لم نجد منهم صداقة حقيقية

| سوسن صيداوي – تصوير: طارق السعدوني

الحب هو الركيزة الأساسية للوجود، ومنه الانطلاق للمشاركة والتحدي إلى إثباته، الحب سواء في الحياة الشخصية أو المهنية واضح في شخص الممثل السوري سليم صبري، الأمر سهل إدراكه من الدمعة التي تنهمر إلى رحب العين، كي تكسبها بريقا رائعا قلما يمكننا ملاحظته في رجل. إنه لا يتردد لحظة في إطلالاته ولقاءاته بالتغني بلقاء مع من يعتبرها روحا لقلبه ورفيقة لدربه جمعها به القدر المحتال في أيام الشباب الجامح، على حين هو ساع نحو مهنة برغبة قصوى لإثبات ذاته، القدر رغم احتياله إلا أن مناوراته مع سليم صبري لم تكن كثيرة، ربما لأنهما كانا متفقين ضمنيا، أو كأنّ صبري روضّه كما يروض الفارس خيله.
اليوم يستكين الفنان سليم صبري في منزله الكائن في دمشق برفقة زوجته ورفيقة روحه وعمره الفنانة ثناء دبسي، فهما متكاتفان أيضاً مع القدر على الاستمرار كقدوة، كثنائي قل نظيره.

جريدة «الوطن» التقت الفنان سليم صبري في منزله..

حدثنا عن بداياتك في مشوار المسرح؟
في السادسة عشرة كنت أنا وصديقي الفنان بسام لطفي نسير في الشارع ومررنا أمام مسرح كان يقدّم عرضا تهريجيّا، فدخلنا وشاهدنا العرض، وعند خروجنا من المسرح كان الموضوع المسرحي في رأسنا مختمرا وجديا، ومنه بدأنا نحاول كتابة مسرحية، ولأننا كنا ملتزمين بالقضايا الوطنية وبقضايا المقاومة وبحرب عام 1956، قدمنا مسرحية «قسماً بالدماء» التي كان موضوعها عن المقاومة، في المركز الثقافي المصري بإدارة عبد الستار العزوني الذي أعجب بالعرض، وقال: إننا نستطيع التمثيل على خشبته في أي وقت نشاء، وبقينا نقدم عروضا مسرحية بسيطة إلى أن دخلت كلية الحقوق في جامعة دمشق، فاقترحت أن نؤلف فرقة مسرحية على عميد كلية الحقوق الذي رحب بالفكرة وأرسلني لمقابلة مدير الجامعة الذي سألني عن المسرحية التي سنقدمها فأخبرته بأنني أفكر بمسرحية «بيت الدمية» للكاتب هنريك أبسن، الأمر الذي أثار إعجابه مع استغرابه من ثقافتي المسرحية وأنا في هذه السن وخاصة بعد أن أخبرته عن نشاطاتي المسرحية التي انطلقت من قراءاتي للكتب، فأعطاني كما نقول «كرتاً أخضر» مادمت سأباشر بهذا المستوى من الأعمال المسرحية، ومدنا بالتجهيزات اللازمة لإقامة أول مسرح جامعي، وكنت بعمر التاسعة عشرة، بعدها قدّمنا العديد من العروض كما أقمت قطاعا خاصا وقدمت مسرحية خاصة تحمل عنوان «دنيا المصالح» في مسرح القباني، وكنت حينها في الجامعة، وبعد انتهاء العرض جاء إلينا لتهنئتنا أشخاص من بينهم مدير المسارح والفنون نجاة قصاب حسن الذي أعجب جداً بي وقال لي: «هل لديك الرغبة في الاستمرار في المسرح»، فقلت له: «طبعاً»، فقال: «بدءاً من اليوم أنت معنا في المسرح القومي»، وكنت قدمت الأوراق لنهاد قلعي وبدأت كممثل ثم كمخرج للعديد من المسرحيات.

بهذا الاندفاع المغمور بعشق المسرح كنت مدركاً لأهمية المسرح، ولكن اليوم لماذا نحن في سورية لا نهتم بالمسرح الجامعي أو المدرسي، على الرغم من أنه في الخارج يعتبر مادة مهمة في المناهج الدراسية؟
أنا أعتقد أن الأمر متعلق بالتربية والموهبة في آن واحد، فتربيتي المنزلية فيها الكثير من الفنون، ففيها الرسم والموسيقا، وكنت بدأت بالرسم وأنا بعمر ثماني سنوات، وصحيح أن التمثيل لم يكن موجودا بسبب عدم وجود التلفاز في ذلك الوقت، لكنني رغم صغر سني كنت أمثّل على أهلي وأخوتي وأخترع القصص والتمثيليات وأقوم بالتقليد، ربما كان لدي هواية غير مباشرة، وهنا أريد التركيز على ثقافة الأهل لأن لها الدور الأكبر في كل شيء في الحياة، وعندما قررت أنا وصديقي الفنان بسام لطفي كتابة مسرحية، جاء أبي وسألني عما نفعل، فأخبرته بأنني أحاول تأليف مسرحية، فقال «هل تعرف ماذا يعني المسرح؟»، قلت «لا ولكنني حضرت عرضا»، هنا ردّ علي: «ما حضرته أنت هو مسرح تهريج على حين المسرح شيء ضخم وعالمي، وعليك أن تعي ماذا يعني المسرح»، ثم بعد يومين أحضر لي كمية من الكتب كلّها عن المسرح وطلب مني قراءتها، هذا ما حصل بدأنا نقرأ الكتب أنا ولطفي حتى فهمنا أهمية المسرح، إذاً كان لأبي دور كبير والفضل في صقل موهبتي وبوضعي على درب المعرفة الصحيحة وهذا طبعا مسؤولية الأهل في تربيتهم لأولادهم لأنهم في النهاية هم نواة المجتمع ومن خلال تربيتهم يكون التأثير فيه.

نعود للمسرح القومي، كنت ساهمت فيه بتقديم المسرحيات المحلية؟
عندما دخلت إلى المسرح القومي كان يقدّم المسرح مسرحيات عالمية، وأنا كسرت الطوق وقلت لهم سأخرج مسرحية محلية، فأخرجت مسرحية «البيت الصاخب» للأديب والمسرحي وليد مدفعي، بعدها قدمت «الخاطبة» وغيرها من المسرحيات ومن ثم انتقلت إلى التلفزيون.

أيهما أقرب إلى قلبك المسرح أم التلفزيون؟
أنا أقول المسرح هو قوام الفنان وعموده الفقري ومعلمه الأساسي وكل ما يمكن أن يكسبه من فن لا يكسبه إلا من المسرح، المسرح هو الاستبطان الداخلي والمباشر، والمواجهة الحقيقية مع الجمهور وخلاله تعرف إذا كنت تقدم شيئاً جيداً أم لا، وبالتالي المسرح هو أبو الفنون والفن الحقيقي للتمثيل ومن بعده يأتي باقي الفنون.

كيف كان الانتقال من المسرح إلى التلفزيون؟
عندما ذهبت إلى التلفزيون كنت انتقلت كممثل، لكن المدير العام قال «لا يوجد شيء في التلفزيون اسمه ممثل وأنت في المسرح القومي قمت بإخراج عدة مسرحيات، لهذا سينظر في تعيينك كمخرج». وفي ذلك الوقت لم يكن هناك «دائرة التمثيليات» بل كان هناك إدارة واحدة لكل أقسام التلفزيون، فتم اقتراح عمل دوائر جديدة وأنا اقترحت دائرة المنوعات ودائرة التمثيليات إلى جانب الدائرة الثقافية خلال الاجتماع المنعقد، وبالفعل صدر في الاجتماع قرار بإحداث هذه الدوائر وعين لكل دائرة مدير، وبقيت دائرة التمثيليات بلا مدير حتى بعد فترة حيث استدعاني المدير العام وأخبرني بقراره بأن أكون رئيساً لها، فطلبت أن يكون لنا موازنة خاصة وأن يتم اقتراح تمثيليات كما أصبح لدينا دائرة رقابة وكان فيها عبد العزيز هلال وزكريا تامر وغيرهما من الأدباء الذين يراقبون التمثيليات، وكنا قدمنا تمثيليات ذات قيمة ولم نقدم بفترتها إلا الثنائيات أو الثلاثيات وأقصى حالة كانت خماسية، وبقينا هكذا لفترة طويلة إلى أن تطور التلفزيون وأصبحت دائرة التمثيليات على شكل مديرية الإنتاج التلفزيوني، وحينها تركت التلفزيون وذهبت إلى الكويت واستلمت برنامج «سلامتك» الذي انتشر في الوطن العربي كلّه، وبعد خمس سنوات عدت إلى التلفزيون السوري بعد أن أخذت استيداعاً لمدة خمس سنوات وعدت كي أكون مديراً لمديرية الإنتاج التلفزيوني وخصصنا أستديو 2 وفي وقتها كان التلفزيون ملوناً.

لكنك قبل هذه الفترة وعندما كان التلفزيون السوري بالأبيض والأسود قدمت مسلسلين ملونين؟
نعم.. هذا صحيح في ذلك الوقت قمت باتصالات مع الخارج وكان لديهم استديوهات ملونة وسافرت بصحبة ممثلين، من بينهم كانت نادين وكانت وجها جديدا، واثنان من المصورين ومهندس ديكور إلى اليونان وعملنا مسلسل «حارة الصيادين»، وقمت بمونتاجه هناك، وأحضرته جاهزا للعرض، وبالفعل تمّ عرضه ولاقى نجاحا كبيراً، بعدها قدمت المسلسل الثاني والذي كان باسم «رحلة المشتاق»، وكان من بين الممثلين فيه ياسر العظمة وهند روماني، ونفذته في استديو ثان وكان مسلسلا جيداً ولاقى الإعجاب من الجمهور في زمن الأبيض والأسود، ولكن بعدها في الثمانينيات تحول التلفزيون إلى الملون.

باعتبارك كنت مدير دائرة التمثيليات ثم دائرة الإنتاج التلفزيوني أي نوع من النصوص كان يستهويك؟
كان يستهويني كل نص له أهمية، فكل نص تافه كان يُرفض وكنا بوقتها نستعين بمراقبي النصوص المهمين أمثال زكريا تامر وعبد العزيز هلال، كلّهم كانوا أدباء، كانت مهمتهم قراءة النصوص وهل ستقدم النصوص فائدة فنية وثقافية وتخدم الناس كي تتم الموافقة عليها؟ وإذا كان العكس فكان يرفض النص، أو يلتقون المؤلف كي يتم تعديل النص، لذلك كانت النصوص إيجابية وفيها دراسة عن الناس وتقدم ما يحتاجونه وليس ما يريد الناس أن نقدمه لهم سواء من توجه ثقافي أم فني، لذلك أقول: إن التلفزيون هو الأداة الخطرة التي تصل إلى كل الناس وتؤثر رغم أنف كل الناس، سواء أكان الموضوع يستهوي الشخص أو يرفضه، وهذا ما حصل معنا مرة في برنامج كنا نقدمه، وكان موضوع الحلقة الشدة والحزم في التربية، وكان الأب قاسي المعاملة وشديداً مع ابنته، الأمر الذي لطالما سبب الكثير من المشكلات بينهما، ولكن بالنهاية يصحو الأب مما هو فيه ويتصالح مع ابنته ويصبح صديقا لها، وفي فترة عرض الحلقة وإذا بفتاة كانت تنتظر خروجي من مبنى التلفزيون كي تشكرني على البرنامج، وعلى الخصوص هذه الحلقة، وقالت كانت الحلقة رسالة موجهة لأبيها الذي أحس بمعاناتها وبما تقاسيه من تصرفاته ومن ثم الحلقة أثرت في علاقتهما بشكل إيجابي واليوم أصبح من أعز الأصدقاء، إذاً التلفاز هو مؤثر في كل العائلة، وانطلاقاً من هذا نحن من وقتها وحتى الآن، ندرك تماماً ضرورة التوجيه التلفزيوني.

ولكن هذا الكلام لا يتطابق مع هذا الوقت ويُلاحظ انحدار في بعض ما يتم تقديمه؟
هذا بسبب عدم الفهم وعدم التركيز، وفي أوقات كثيرة هناك الخلط بين الجرأة وقلة الأدب، فالجرأة تكون في أوقات ناتجة عن قلة الأدب، والثقافة مبنية على الفكر والعقل.
ذات مرة قلت: إن التلفزيون في أهميته يفوق حتى السينما؟
نعم.. فأهميته تفوق السينما بكثير ولسبب بسيط جدا، فالسينما يرتادها شخص له الرغبة الخاصة بحضور فيلم معين فيذهب إليه ويدفع ثمن البطاقات للحضور، على حين التلفزيون الكل يكون جالسا في منزله ويقدم له التلفزيون وتعرض له القنوات ما ترغب حسب سياق سياستها ورغم أنف المشاهد، لهذا التلفزيون الأكثر أهمية.

على ذكر السينما.. لماذا لم تهتم بها؟
أعمالي السينمائية قليلة جداً، وعلى سبيل الذكر كنت شاركت في فيلم «خياط السيدات» عام 1969، وفيلم كفر قاسم عام 1974، ولم أجد نفسي في السينما، لم تستهوني كنت أحب التلفزيون والمسرح أكثر.

ذات مرة قلت تعبير «سينما سورية عالمية».. هل ممكن أن تصبح السينما السورية.. عالمية؟
في الوقت الحالي مستحيل الدخول إلى العالمية، لأن العالمية تواجه المشكلات التي تعالج الإنسانية، ونحن في الوقت الحالي مشغولون في مشكلاتنا الخاصة أكثر من المشكلات العامة ولذلك نحن بعيدون عن معالجة المشكلات العالمية، وحتى مشاكلنا الخاصة نحن لم نستطع ملامستها ومعالجتها، هذا من جهة ومن جهة أخرى السينما العالمية تحتاج إلى إنتاج ضخم وكبير جداً ونحن ليس لدينا إنتاج، فمؤسسة السينما وبالمقارنة مع الأعمال العالمية، مشهد واحد يكلّف ما لدى المؤسسة العامة للسينما من ميزانية.

ماذا عن الإنتاج الخاص؟
الباب مفتوح ولكن لا يوجد منتجون لأنه لا استهلاك للسينما المحلية، فالذي سينتج فيلماً كلفته ملايين، من أين سيحصّل المبلغ؟ من عرضه في دور السينما في سورية ولبنان والعراق؟ ذلك غير ممكن لأن مشاهدي السينما قلائل فالتلفزيون سحب الجمهور إلى جهته وحتى عند الذهاب إلى أي صالة سينما، الحضور لا يتعدّون نصف الصالة أو أقل، الناس لم تعد مهتمة، والتلفزيون هو الأقوى وجهاز التحكم بيد المشاهد وهو الذي يحدد ما يريد متابعته من خلال مئات الأفلام.

ماذا عن الدراما المحلية.. هل تصل إلى الشرق أو إلى الغرب؟
الدراما المحلية لا تصل إلى هذا المدى إذا لم تصل إلى درجة الإبداع المحلي.

حتى عن طريق دبلجة الأعمال الدرامية المحلية إلى لغات أخرى؟
صحيح استطعنا ذلك من خلال دبلجة بعض الأعمال إلى الإيرانية والهندية….

لكنني أقصد الدبلجة إلى الفرنسية مثلاً أو الأميركية؟
لا هذا أمر غير ممكن، كنا قمنا بتجربتها من خلال صديق لي اسمه فاروق عبيسي وهو مخرج سينمائي يعيش في كاليفورنيا ويعمل بالفن، وكنا عملنا دوبلاجاً لبعض الأعمال باللغة الإنكليزية، وتم بثها في عدة مناطق، لكنها لم تلاق الصدى المطلوب، وأصبحوا يقولون له أحضر لنا كل ما تستطيع تحضيره، لكنهم لم يطلبوا منه على الخصوص إحضار الأعمال السورية مدبلجة، فصار بين الحين والآخر يعمل عملاً ويقدمه، إلى أن أصابه حالة من الملل لعدم وجود الرغبة الحقيقية في المطالبة بالأعمال وبمتابعتها.

أنت من أول الممثلين السوريين ممن شارك في الدراما العربية، ففي عام 2000 شاركت بمسلسل «الرقص على سلالم متحركة»، ماذا تضيف تجارب كهذه للممثل وللدراما بشكل عام؟
أعتقد أن الأعمال المشتركة مفيدة، بغض النظر عن التقليد، فمثلا دوري في هذا المسلسل كان بتجسيد شخصية مصرية، ولكنني قلت: إنني سوري ولماذا أتكلم باللهجة المصرية؟ وعلى أساسه تم تغيير الدور من شخصية مصرية إلى شخصية سورية، وكانت تجربة ممتعة، وبالنسبة للمحيط الفني كانت التجربة مرحبة وبدأنا ندخل الدراما المصرية.

أنت مؤسس للمسرح الجامعي وللمسرح المحلي ومؤسس لمديرية الإنتاج التلفزيوني، هل التأسيس هو محض مصادفة أم إنك تحب العطاء والعمل؟
بطبيعيتي عندما أعمل في أي مكان، أحب أن أضع فيه شيئاً جديداً كما أحب أن أبدأ بشيء جديد.

باعتبار التلفزيون يدخل كل البيوت هل هو قادر على تضميد الجراح في هذا الوقت من خلال أعمال صادقة ومؤثرة؟
مهمة التلفزيون خطرة جداً لأنه قادر على توجيه وتصحيح المجتمع، وهذا يحتاج إلى فكر وعقل بالإضافة إلى كتّاب واعين، والآن على قدر ما يوجد كتّاب واعون، نجد مسلسلات ناجحة، فمثلا من موسم 2016 كان مسلسل الندم، وهو مسلسل مكتوب بشكل جيد، وهناك غيره من المسلسلات التي كُتبت بشكل مدرك وعاقل من خلال موضوعية تربوية وأخلاقية، ولكن للأسف هؤلاء الكتّاب أصبحوا اليوم قلة إلا أنهم يعالجون الوضع بطريقة جيدة.

أنت مكتشف لوجوه جديدة وأصبحوا اليوم من النجوم اللامعة والمهمة في سماء الفن أمثال نادين وجيانا عيد وعباس النوري، على أي أساس كانت نظرتك وانتقاؤك؟
لا أعرف.. كان الأمر لي مجرد شعور غير مبني إلا على الثقة بالشخص الذي اخترته.

قلت مرة في المسرح القومي إنه لم يكن له أهمية في تحقيق وجودي الفني، بل أيضاً في تحقيق وجودي الحياتي؟
في المسرح القومي كان اللقاء الروحي بيني وبين صديقة عمري ودربي ثناء دبسي، وبقينا نعمل المسرحيات ونقدمها معا، ولم أبح لها بحبي حتى أخذت القرار فأفصحت وعندها طلبت يدها مباشرة للزواج وهي وافقت، كانت عيونها تبرق لي من بعيد وسحرت بها.

أنتما ثنائي شديد الوسامة والسحر، كم من الإغراءات تعرضتما لها في عالم الفن، وبقيتما متكاتفين رغم أنه طريق شائك، كيف كان الحال معكما؟
أنا وثناء من بداية حبنا وحياتنا تكاتفنا معا، وابتعدنا عن كل الناس ونعيش في مكاننا الخاص ضمن حياتنا الخاصة، ومن تجاربنا في الحياة تعلمنا، وكنا فتحنا منزلنا للناس بالعموم وللفنانين بالخصوص، وللأسف لم نجد منهم صداقة حقيقية بل المشكلات، ما دفعنا للابتعاد رغم أن الود لكل الفنانين محفوظ هو والاحترام.

لكن لديك أصدقاء مثل بسام لطفي؟
كل الناس بالعموم والفنانين بالخصوص هم أصدقائي، ولكن بسام نحن معاً من عمر ستة عشر عاماً، فهو صديق عمر وبيننا صداقة خاصة، بدأنا المشوار معا وأهلنا على معرفة لهذا اسميه.. صديق عمر.

كيف تقضي وقت فراغك؟
أقضي أوقات فراغي بالقراءة غالبا وهوايتي تجميع الكتب بشكل دائم.

هل تحضّر عملا للاخراج؟
كلا أخذت قراراً بالابتعاد عن الإخراج، المسألة ليست لعدم وجود نصوص جيدة، إنما لأنني شعرت بالتعب والملل، أصبح هناك عدد من المخرجين وأرغب بأن أفسح المجال لغيري.

ألن تكتب نصا تلفزيونيا؟
كلا لا أحبذ، رغم أنني قادر فأنا مستشار درامي وأقوم بذلك دون أن يُكتب اسمي، لا أريد أن أدخل بمهنة جديدة واكتفي في الوقت الحالي بالتمثيل فقط.

هل هناك عروض؟
للآن.. كلا

ماذا تقول للفنانين الشباب؟
أقول لهم: إن الدراسة والعقل أهم شيء في تقديم الموهبة التي عندهم، وهما من العناصر التي تنمي الموهبة وعليهم الاهتمام بها.
أنا وجدت نفسي بنفسي وكنت أعيش في جو مملوء بفنون الرسم والموسيقا حتى كان لدي موهبة التمثيل إلا أن المسرح وهواية التمثيل أنا وبسام وصولاً إلى «قسما بالدماء».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن