سورية

في مقابلة مع فصلية «طهران لدراسات السياسة الخارجية» اعتبر أن آل سعود «لا يخدمون» الحرمين الشريفين بل الحرم الأكبر بالنسبة لهم أي أميركا … الرئيس الأسد: العامل الأول في صمود سورية هو «الوعي الشعبي».. وإذا انتصرت فستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية

| وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة الأميركية تخوض الحروب بهدف ترسيخ مشروعها بالسيطرة والهيمنة على العالم عبر ضرب كل الدول التي تعارضه، مشدداً على أن الولايات المتحدة تفشل في كل مكان منذ الحرب العالمية الثانية ولكنها تنجح في خلق المشاكل وتدمير الدول.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع فصلية «طهران لدراسات السياسة الخارجية» الإيرانية نشرتها وكالة «سانا» للأنباء: «بالنسبة للموقف الأميركي، أولاً هو موقف يعتمد على الهيمنة على دول العالم وخاصة بعد أن استمتعت أميركا بالسيطرة على هذا العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي حتى اليوم، وما تخوضه اليوم من حروب هدفها ترسيخ مشروعها بالسيطرة عبر ضرب كل من يقف في وجه هذه الهيمنة خاصة مع صعود قوى أخرى عالمياً وبداية نوع من التوازن في هذا العالم، هذا شيء ترفضه أميركا، من الطبيعي أن يكون أحد أدوات هذا المشروع الأميركي هو ضرب الدول التي تعارض هذا المشروع كما فعلوا مع إيران منذ طرح موضوع الملف النووي في عام 2003 وموضوع سورية وما يحصل فيها اليوم».
واعتبر الرئيس الأسد «الولايات المتحدة ليست لديها ازدواجية في السياسة وإنما ثلاثية ورباعية وخماسية وهي مستعدة لألف معيار إذا كان لديها ألف حالة حسب ما يخدم مصلحتها ومصلحة المسؤولين فيها».
الوعي الشعبي هو العامل الأول في صمود سورية

وأكد الرئيس الأسد وجود حالة وعي عام في سورية بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الأزمة بأن ما يجري فيها هو «قضية مؤامرة من الخارج وعملية ضرب للوطن وتصب في مصلحة الإرهابيين وليس لها علاقة بالإصلاح أو بأي شيء آخر» مشيراً إلى أن المطلوب غربياً وأميركياً من سورية كان أن تذهب دولة وتأتي مكانها دولة عميلة لكي تقدم سورية لقمة سائغة للغرب لذلك دعموا الإرهابيين فيها لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح الرئيس الأسد، أن العامل الأول في صمود سورية طوال خمس سنوات هو «الوعي الشعبي»، وقال: «القاعدة الأساسية في أي حرب هي الوعي الشعبي، لذلك أنا أقول بدأنا بالحوار السوري- السوري لأننا كنا نعرف بأنه إذا امتلكت سورية وعياً شعبياً فستربح، إذا لم يكن هناك وعي فسنخسر، وسنخسر مباشرة، لذلك صمدنا خمس سنوات، فالعامل الأول هو الوعي الشعبي، وهذا الوعي الشعبي هو الذي غذى العناصر الأخرى..».
وأوضح الرئيس الأسد أنه «لو لم يكن هناك رضا على الدولة بشكل عام وخاصة بالتوجه الوطني وبالتوجه السياسي لما صمدت الدولة خمس سنوات».

ما سيحصل في سورية سيؤثر
في الخريطة السياسية العالمية

ورأى الرئيس الأسد، أن ما سيحصل في سورية سيؤثر في الخريطة السياسية العالمية وأنه إذا انتصرت سورية فستخرج أكثر قوة وستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية بين الدول وهذا ما يخشاه الغرب، مؤكداً أن ضرب الإرهاب في سورية سيحمي شعوب العالم من تأثيراته.
وأوضح الرئيس الأسد أن سورية وبالرغم من أنها عملياً، حتى بالمقاييس العربية، هي دولة صغيرة، ليست دولة كبيرة، وهي ليست من الدول الغنية اقتصادياً، مع ذلك هي تحتل مكانة متميزة في التاريخ وفي الجغرافيا.
وقال: «هذا الدور لأسباب اجتماعية وتاريخية وسياسية. بالنسبة للأسباب التاريخية، فكما تعرفون سورية دولة لديها حضارة عريقة، هناك أدوار تاريخية تلعبها الدول هي التي تعطيها أدواراً في الحاضر وفي المستقبل، هذا الدور التاريخي يصبح أقوى من أي شيء، ويؤثر هذا الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في هذه الدولة على كثير من الدول التي تحيط بها وخاصة أن سورية في العالم العربي يمكن أن تشبه بأنها خط التقاء الصفائح التكتونية تحت الأرض بالنسبة للزلازل لأنها أكثر دولة بين الدول العربية بشكل عام التي يحصل فيها التقاء وتنوع للطوائف والأديان والمذاهب المختلفة وهي تعيش مع بعضها بسلام منذ قرون، فأي خلل في هذه الصفيحة سيخلق زلزالاً تصل نتائجه أو أصداؤه أو ارتجاجاته إلى الدول الأخرى، هذا من جانب».
وأضاف: «من جانب آخر لأن سورية تميزت خلال أكثر من أربعة أو خمسة عقود بمواقفها المستقلة، في وقت سارت فيه كثير من الدول العربية مع الغرب واستسلمت له، البعض منهم يعتقد بوجود اللـه سبحانه تعالى والغرب، والبعض يعتقد فقط بوجود الغرب، بأنه الحاكم والآمر الناهي، وحتى الخالق ربما، فسورية تميزت باستقلاليتها منذ ذلك الوقت، وبالتالي أصبح أي تعديل على الوضع السوري سواء كان سياسياً أو اجتماعياً سيؤثر على المنطقة كلها، من جانب آخر».

الكلام عن حرب طائفية مناف للواقع

وأكد الرئيس الأسد عدم صحة ما يثيره الغرب ودول إقليمية بأن الحرب الجارية في المنطقة وسورية في جزء منها هي حرب طائفية، وقال «هذا كلام منافٍ للواقع تماماً، لأنها لو كانت حرباً طائفية، كان يجب أن تبدأ منذ ظهور الطوائف قبل أربعة عشر قرناً، وليس اليوم».
واعتبر الرئيس الأسد أن وضع التجانس بين الطوائف في سورية اليوم «أفضل مما كان عليه قبل الأزمة، وليس فقط أفضل من بداية الأزمة، بل أفضل مما كان قبل الأزمة، لأن الأزمة خلقت وعياً أكبر».
وأوضح الرئيس الأسد أنه «لدينا في سورية إيمان بأننا أمام خيارين، إما أن نفقد الوطن أو أن ننتصر، فلذلك بعد أكثر من خمس سنوات على الرغم من التعب الذي تتحدث عنه، وهو موجود وكلنا نعيشه، ولكن هناك تصميم، ولذلك هناك نتائج، هناك إيمان أيضاً بأنه عندما يقف معك صديق وشقيق من دول أخرى وفي مقدمتها إيران هذا أيضاً يعطي أملاً للناس بأننا لسنا وحيدين، غير صحيح أن كل العالم ليست لديه مبادئ، الغرب ليست لديه مبادئ ولكن معظم العالم لديه مبادئ، هناك دول تجرؤ على الدعم، وهناك دول لا تجرؤ وهي معك، فإذاً كل هذه الأمور خففت من تعب الشعب السوري».

الاستقرار هو الأساس لأي عملية تقدم

وأوضح الرئيس الأسد أن «عملية الإصلاح في سورية، بكل تأكيد تراجعت بسبب الحرب الحالية ووجود الإرهاب»، معتبراً أنه «لا يمكن أن تكون هناك عملية إصلاح اقتصادي واجتماعي وسياسي إن لم يكن هناك استقرار، الاستقرار هو الأساس لأي عملية تقدم في أي دولة ولأي عمليات تغيير إيجابي، مهما تكن هذه العملية، واسعة، ضيقة، بعيدة المدى، قصيرة المدى، أنت بحاجة للاستقرار».
وأضاف: «نحن منذ أكثر من خمس سنوات نعيش حالة لا استقرار، الأولوية بالنسبة لنا في أي خطة، هي أولاً ضرب الإرهاب والقضاء عليه، لا يمكن بوجود الإرهاب أن نحقق شيئاً، هذا أولاً، ثانياً، عندما تتمكن من السير في عملية ضرب الإرهاب خطوات كبيرة تبدأ بنفس الوقت عملية حوار سياسي اجتماعي، وأنا أعتبرها عملية واحدة لأن الحوار ليس حواراً فقط بين أحزاب أو بين قوى سياسية، عملية إصلاح الوطن هي عملية شاملة، يجب أن يشارك فيها كل مواطن سوري، هذا يشمل القوى السياسية والقوى الاجتماعية، وعندها يمكن الحديث عن النظام السياسي المطلوب لسورية المستقبلية، عن عملية تحديد ما هي السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، عندها ندخل في حوار من هذا النوع».

الحوار السياسي يحل مشكلة سياسية
والمشكلة ليست سياسية

وحول تعريفه للجهات التي يمكن أن تكون مشاركة في الوطن، في مستقبل سورية؟ قال الرئيس الأسد: «أولاً، هذه الجهة التي نتحدث عنها يجب أن يكون لديها إيمان بالوطن، وأول مبدأ للإيمان بالوطن ألا تكون هذه الجهات تابعة لجهات أخرى، ألا تكون مرتزقة أو عميلة، ألا تكون داعمة للإرهاب أو تحمل السلاح وتقتل وتدمر، هذا ليس عملاً سياسياً وليس عملاً وطنياً، عندما تتوفر هذه الظروف التي لم تتوفر حتى هذه اللحظة يمكن الحديث عن حوار مع هذه الجهات، حوار سياسي».
وأضاف: «لكن الحقيقة أن الحوار السياسي يحل مشكلة سياسية، والمشكلة ليست سياسية حتى هذه اللحظة لأننا قمنا بعملية إصلاح بحسب مطالب المعارضة أو من سموا أنفسهم معارضة في البدايات، غيرنا الدستور والقوانين وكل شيء ولم يتغير شيء، بالعكس كلما غيرنا كلما ذهبوا أكثر باتجاه الإرهاب، من الواضح أن القضايا السياسية كانت مجرد عنوان لأنهم كانوا يتوقعون بأننا سنرفض، وإذا رفضنا فسيقولون، «لأن الحكومة السورية رفضت الإصلاح فإن الاضطرابات بدأت»، ولكن هذا الشيء لم يحصل».

لا نتحاور مع منظمات إرهابية
وإنما نتحاور مع أفراد

ورداً على سؤال قال الرئيس الأسد: «حول إمكانية الحوار مع المجموعات المسلحة التي تتخلى عن السلاح، الجواب هو، نعم، وهذا ما قمنا بتطبيقه، كل من قرر أن يلقي السلاح قدمنا له عفواً كاملاً، فنحن كنا مرنين لدرجة أننا تجاوزنا حتى القانون، القانون لا يعفي الإرهابيين من أعمالهم، ومع ذلك، ولمصلحة الشعب ولحقن الدماء قمنا بتقديم العفو»، مضيفاً: «نحن لا نتحاور مع منظمات إرهابية وإنما نتحاور مع أفراد».
واعتبر الرئيس الأسد أن «الحوار والاختلاف هو شيء غني وجيد وجميل، أنتم لديكم هذا الغنى في إيران ونحن لدينا هذا الغنى في سورية، وهذا ما يخلق أفقاً واسعاً للتفكير وبالتالي للتطوير، أنتم قطعتم خطوات كبيرة في المجال العلمي، في مقدمتها المجال النووي، لو لم يكن لديك انفتاح عقلي في الوطن لما كنت قادراً على الوصول إلى هذا الانفتاح العلمي لأن الأمرين مرتبطان، فلذلك أنا أقول إن الاختلاف جيد ولكن عندما يصل إلى درجة الإلغاء فهو مدمر».

العلاقة بين السعودية وإسرائيل موجودة
منذ أكثر من خمسة عقود

وحول عملية التطبيع وإقامة العلاقات التي دخلت بها السعودية مع الكيان الإسرائيلي، وتأثير ذلك على العالم الإسلامي والعربي، قال الرئيس الأسد: «لا يؤثر كثيراً لأنه ليس تغيراً حقيقياً وإنما هو تغير ظاهري، هو نقل الحالة من السر إلى العلن، هذه العلاقة موجودة منذ أكثر من خمسة عقود، منذ ما قبل عام 1967».
وأضاف: «نحن نقول إن أول نتائج التعاون السعودي الإسرائيلي هي حرب 67 بهدف ضرب عبد الناصر في ذلك الوقت، ليس بالضرورة أن يكون اللقاء مباشراً ربما كان عبر الأميركيين، أو ربما كان بطلب من جانب الأميركيين، أو بطلب سعودي من الأميركيين، هناك أساليب مختلفة لهذا التواصل ولكن عملياً التنسيق كان بهذا الإطار، المبادرة العربية في عام 2002 التي طرحها الملك عبد اللـه كانت في هذا الإطار، مبادرة الملك فهد في عام 1981 التي كانت تهدف لإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان كانت في هذا الإطار، فالفرق هو أن هذا العمل الذي لم يكن معلناً، أو ربما كان غير مباشر، أصبح معلناً ومباشراً الآن.
واعتبر الرئيس الأسد أن آل سعود «لا يخدمون» الحرمين الشريفين، «هم يخدمون الحرم الأكبر بالنسبة لهم وهي أميركا»، وأضاف: «هذه هي الحقيقة، هذا ما يقومون به، الشريحة الأوسع من المسلمين في العالم كما قلتَ يجب أن تعرف هذه الحقيقة».

أي شيء يحقن هذه الدماء سنقوم
به بغض النظر عن العواطف

ورداً على سؤال إن كان يتصور بأنه سيكون بالإمكان أن يدخل في عملية تفاوض بالنسبة لمستقبل سورية، مع الدول المعارضة له وقادة هذه الدول، أردوغان، أوباما، والمسؤولين السعوديين إذا غيروا موقفهم، قال الرئيس الأسد: «بالنسبة لنا هدفنا الأول هو حقن الدماء السورية، وبالتالي وتحت هذا العنوان فإن أي شيء يحقن هذه الدماء سنقوم به بغض النظر عن العواطف..».
وأضاف: «أستطيع أن أقول بغض النظر عن المبادئ لأن حقن الدماء هو مبدأ، هذا هو المبدأ الأهم، هو المبدأ الأكبر، إن التعامل مع الإرهابي هو شيء غير جيد، ولكن إذا كان التعامل مع الإرهابي يحقن دماء ويحقق المبدأ الأكبر، لابد أن تسير به، هذا جانب، الجانب الآخر أن التعامل معهم لا يعني أن نثق بهم، هم أشخاص بلا أخلاق، حتى لو جلسنا معهم ألف مرة فهم سيبقون في نظرنا مجرمين منافقين بلا أخلاق، هذا شيء ثابت، لكن بالعمل السياسي الهدف الأساسي لأي مسؤول أن يحقق مصلحة الشعب، فعندما تكون هناك مصلحة للتعامل مع هذه الدول، يجب أن نقوم بذلك، هذا جانب..».
وتابع: «الجانب الآخر، علينا دائماً أن نميز بين الدول والشعوب، الشعب التركي حقيقة لم يتخذ موقفاً عدوانياً تجاه سورية على الرغم من كل الأكاذيب التي طرحت عليه في الإعلام الموالي لأردوغان ولدول الخليج، ونسمع من وقت لآخر مسؤولين وبرلمانيين وشخصيات شعبية تنتقد أردوغان وتهاجمه وتحمله مسؤولية الأزمة في سورية، فإذاً عندما نلتقي مع مسؤول في دولة، لا يعني بأننا نلتقي من أجل هذا المسؤول وإنما نلتقي معه لأنه القناة الطبيعية للقاء مع الشعب، فنحن يجب أن نضع في هدفنا دائماً أن العلاقة السورية التركية يجب أن تكون علاقة شعبية بالدرجة الأولى، المسؤولون يأتون ويذهبون، أما العلاقات الشعبية فعلينا أن نحافظ عليها وألا نقع في خطأ أن ننقل العداوة بين الدول إلى عداوة بين الشعوب.

الحرب لم تؤثر على دعم سورية السياسي للقضية الفلسطينية

وإن كانت السنوات الخمس من الحرب الجارية في سورية أثرت على دعم سورية لقضية فلسطين، والمقاومة، قال الرئيس الأسد «على المستوى السياسي لا تؤثر، نحن ما زلنا في نفس الموقع كما كنا قبل خمس سنوات، ولكن لا نستطيع أن ننفي بأن تأثيرات الحرب والأخطاء التي وقع فيها عدد ممن يسمون أنفسهم فلسطينيين، ووقوفهم مع الإرهابيين بدلاً من رد الجميل لسورية، على الرغم من أن سورية وقفت معهم، لا شك بأن هذه الأشياء تؤثر في الحالة الشعبية التي تكون في غالبها حالة عاطفية».
وأضاف: «لكن أعتقد بأن هذه التأثيرات العاطفية هي تأثيرات مؤقتة بسبب الضغط، والحرب، عندما تخرج من الأزمة تعود الناس لطبيعتها وتعود للتفكير بالطريقة الطبيعية والسليمة والأوسع أفقاً وخاصة أن هؤلاء الذين ذكرتهم وذكرت ما فعلوه لا يمثلون القضية الفلسطينية، هم أفراد والقضية دائماً أكبر من الأفراد، لذلك أنا لست قلقاً من هذا الموضوع، أما على المستوى السياسي، كما قلت نحن في نفس الموقف».

نؤمن بالقضاء والقدر وعندما ستأتي الساعة ستأتي

وحول زيارته في شهر رمضان لإحدى الجبهات وتناول الإفطار مع بعض الجنود رغم استمرار حالات القتال وتبادل إطلاق النار قال الرئيس الأسد: «بالنسبة لي فهذا واجبي كرئيس جمهورية وكقائد عام للجيش والقوات المسلحة أن أكون قدر المستطاع بالخط الأمامي مع العسكريين، ثانياً أنا أبقى معهم ربما في عدة جولات، عدة ساعات، ولكن هم يجلسون في هذه الأماكن لعدة أسابيع وأشهر، فما أقوم به أقل بكثير مما يقومون به هم تجاه وطنهم، هذا من جانب..».
وأضاف: «أما بالنسبة للأخطار، فهذا الموضوع يطرح معي بشكل مستمر، وأنا أقول دائماً نحن نؤمن بالقضاء والقدر، هذا شيء بديهي، فعندما ستأتي الساعة، ستأتي الساعة، لكن الأهم من ذلك، أنا في هذا الموضوع أتعلم من العسكريين، أنا قمت بعدد من الجولات، ولكن في تلك الجولة التي تحدثت عنها وأنا أتحدث مع العسكري الذي يمسك البندقية ويقف على خط النار والإرهابي على بعد أقل من مئة متر فقلت له لماذا لا تضع الخوذة.، فقال لي بكل عفوية: الحامي هو اللـه، هناك جانب آخر، عندما تحدثنا في البداية عن الحرب كان لهذه الحرب النفسية عدة عناصر وأهداف، ولكن أول هدف هو أن يزرعوا في قلوبنا الخوف، وأنا أريد أن أرسل رسالة لهؤلاء دائماً، في كل زيارة، بأنكم لا في اليوم الأول ولا اليوم بعد أكثر من خمس سنوات تمكنتم من زرع الخوف ولا للحظة واحدة ولن نخاف..».
ورداً على مداخلة من الصحفي قال الرئيس الأسد: «كيف يمكن لصاحب قضية عادلة أن يخاف من إرهابي ومرتزق، هذا غير منطقي، هو الذي يجب أن يخاف لأنه هو العميل وهو من يقاتل من أجل الأموال، أنا أقاتل من أجل الوطن، فأنا ثقتي أكبر، أنا يقف معي الشعب، هو من يقف معه، هو يقتل الشعب، لذلك الشعب لا يقف معه، فكيف أخاف، عندما يكون الشعب معك فلا تخف، وفي الوقت نفسه عندما يكون اللـه معك لا تخف، فلو كان اللـه يريد لهذا البلد أن ينهار لانهار، بعد خمس سنوات لم ينهر، بالمنطق الاقتصادي لا يمكن لبلد في مثل هذا النوع من الحرب أن يصمد أكثر من خمس سنوات، في منطق الحسابات يصمد عاماً، يصمد عامين، خمس سنوات غير منطقي، انكسرت كل الأسس الاقتصادية والنفسية والمنطقية، لذلك الغرب حتى الآن يحلل ولا يصل إلى نتيجة، لا يعرف ما الذي يحصل، هنا أقول إن هناك أشياء إلهية دائماً».

محبة كبيرة بيني وبين الإمام الخامنئي
ليس لها علاقة بالسياسة

وحول رؤيته تجاه سماحة قائد الثورة في إيران الإمام الخامنئي، قال الرئيس الأسد: «على المستوى الشخصي هناك محبة كبيرة بيني وبين سماحة الإمام الخامنئي ليس لها علاقة بالسياسة، لها علاقة بالطباع الشخصية، بالتواضع الموجود لديه، بالاحترام، هذه صفات تجعلك تحب هذا الشخص وتبني معه علاقة شخصية حتى وإن كنت أنت وهذا الشخص خارج نطاق السياسة، هذا جانب، الجانب الآخر، في الإطار السياسي، هو شخص لديه وفاء، لقد عبر عن وفاء إيران تجاه موقف سورية، عندما كانت سورية من الدول القليلة التي تقف مع إيران في الثمانينات، الشعب الإيراني كان وفياً، وسماحة الإمام عبر عن هذا الوفاء بشكل مباشر في عدة مواقف، ولكن هذه الأزمة بالذات زادت هذه اللحمة وهذه النظرة لأن هذه المحن تظهر الوفاء بشكل أوضح، فكان هو واضحاً في هذه النقطة، الجانب الثالث هو أنه شخصية إستراتيجية كبيرة، وأثبتت الأزمة بأنه كان يرى الأمور منذ البداية كما كنت أراها بنفس الدقة، مع أنني أعيش في سورية وهو لا يعيش فيها، هو يأخذ معطياته من أجهزة الدولة وأنا أعيش هنا مع المواطنين، ومع ذلك، في الأسابيع الأولى كان يعرف تماماً ما الذي يحصل، حقيقة، إذا تحدثنا، وأنا ليس من طبعي المديح، أنا لا أمدح أحداً، ولكن يجب أن نقول الأمور كما هي للتاريخ، هو كان يرى الأمور بهذه الطريقة فعندما تنظر للأمور من منظور شخصي ومن منظور إستراتيجي، تستطيع أن تقول إن هذا الشخص وضع لنفسه مكانةً كبيرة على المستوى التاريخي في هذه المنطقة.
وإن كان يريد توجيه رسالة قال الرئيس الأسد: «يهمني بالدرجة الأولى أن أوجه تحية المحبة والتقدير للشعب الإيراني لأن كل قرار سياسي يتخذه القائد أو تتخذه الحكومة الإيرانية والرئيس روحاني أو قبله الرئيس نجاد في بدايات الأزمة، كل إجراء قمتم به، سواء كان موقفاً سياسياً أو إجراء اقتصادياً أو دعماً عسكرياً بشكل أو بآخر، هو محصلة توافق الشعب الإيراني على دعم سورية، وهو بالمحصلة مساهمة مباشرة من كل مواطن إيراني فقيراً كان أو متوسطاً أو غنياً بأمواله في دعم سورية ضد الإرهاب، فأنا أريد أن أستغل هذا اللقاء لكي أنقل تقدير كل سوري لهذا الدور للشعب الإيراني وللقيادة الإيرانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن