الخبر الرئيسي

الحريري في موسكو برسائل سعودية.. وروسيا: لن نقف مكتوفي الأيدي في سورية … الرئيس الأسد: أميركا تفشل في كل مكان.. وما يحصل عندنا سيؤثر في الخريطة السياسية العالمية

| وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن أميركا تخوض الحروب بهدف ترسيخ مشروعها بالسيطرة والهيمنة على العالم عبر ضرب كل الدول التي تعارضها، ورأى أنها فشلت في ذلك ولكنها تنجح في خلق المشاكل وتدمير الدول، في وقت أكدت فيه موسكو على أن تعليق واشنطن العمل الثنائي معها بشأن سورية لن يدفعها إلى «التخلي عن خططها لمكافحة الإرهاب ودعم الحكومة السورية».
وفي مقابلة مع فصلية «طهران لدراسات السياسة الخارجية» الإيرانية قال الرئيس الأسد: «الولايات المتحدة ليست لديها ازدواجية (في السياسة) وإنما ثلاثية ورباعية وخماسية وهي مستعدة لألف معيار إذا كان لديها ألف حالة حسب ما يخدم مصلحتها ومصلحة المسؤولين فيها».
ولفت الرئيس الأسد إلى أن المطلوب غربياً وأميركياً من سورية كان أن تذهب دولة وتأتي مكانها دولة عميلة لكي تقدم سورية لقمة سائغة للغرب، لذلك دعموا الإرهابيين فيها لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن العامل الأول في صمود سورية طوال خمس سنوات هو «الوعي الشعبي».
ورأى أن ما سيحصل في سورية سيؤثر في الخريطة السياسية العالمية وأنه إذا انتصرت فستخرج أكثر قوة وستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية بين الدول وهذا ما يخشاه الغرب، مؤكداً أن ضرب الإرهاب في سورية سيحمي شعوب العالم من تأثيراته.
واعتبر الرئيس الأسد أن عملية التطبيع وإقامة العلاقات التي دخلت بها السعودية مع الكيان الإسرائيلي، لن تؤثر على العالم الإسلامي والعربي، وقال: «لا يؤثر كثيراً لأنه ليس تغيراً حقيقياً وإنما هو تغير ظاهري، هو نقل الحالة من السر إلى العلن، هذه العلاقة موجودة منذ أكثر من خمسة عقود، منذ ما قبل عام 1967».
ولم يستبعد الرئيس الأسد إمكانية الدخول في مفاوضات مع قادة دول معادين لسورية مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين سعوديين، إذا كان ذلك لمصلحة سورية وقال: «بالنسبة لنا هدفنا الأول هو حقن الدماء السورية، وبالتالي وتحت هذا العنوان فإن أي شيء يحقن هذه الدماء سنقوم به بغض النظر عن العواطف».
وفي موسكو، نقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث الصحفي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، قوله: «موسكو تلقت بأسف نبأ خروج الولايات المتحدة من الحوار حول التسوية في سورية، لكنها لا تريد تضخيم الموضوع فيما يخص آفاق العلاقات الثنائية».
وجاءت لهجة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشد، وقال: «للأسف الشديد، منذ البداية، كان في الإدارة الأميركية مسؤولون كثيرون حاولوا إفشال الاتفاقات» التي توصل إليها وزيرا خارجية روسيا وأميركا في التاسع من الشهر الماضي.
وخلال لقاء مع رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، الذي يبدو أنه جاء موسكو حاملا رسائل سعودية، قال لافروف: لن «نقف مكتوفي اليدين، وسنفعل ما بوسعنا ليتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي».
وفي نيويورك، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن أمله في عدم تكرار «الحرب الباردة» بين الجانبين، ولم يستبعد عودتهما للتعاون بشأن سورية.
وأعلن أن الجانب الروسي يدرس الوثيقة الفرنسية، ولديه عدد من الأسئلة، وأضاف: «إذا كانت فكرة مشروع القرار هي الدفع بنا نحو وقف إطلاق النار من قبل القوات الحكومية (فقط)، فإن هذا القرار لن يعمل».
ورفض الكرملين فكرة تقييد حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، بعد دعوة المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين إلى ذلك من أجل إحالة ملف حلب إلى المحكمة الجنائية الدولية.
من جانبه تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالعمل من أجل حث المسؤولين الأميركيين والروس على العودة للحوار بشأن الملف السوري، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء.
في الأثناء نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية قوله: إن «مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سيجتمعون في برلين الأربعاء لبحث سبل حل الأزمة السورية»، في حين صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن موسكو تعول على دعم دول مجموعة البريكس للنهج والتقييم الروسي للوضع في سورية والشرق الأوسط بشكل عام، وذلك وفق وكالة «سبوتنيك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن