سورية

مستشار أممي: كان بضربة جوية … خبراء مستقلون يؤكدون أن الهجوم على قافلة المساعدات في حلب «مجرد تمثيلية» والأميركيون يرفضون استناجات التقرير

| وكالات

أعلن خبير بالأمم المتحدة أن تحليل الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لهجوم على قافلة مساعدات في ريف حلب الشهر الماضي يظهر أنه كان ضربة جوية، على حين اعتبر خبراء مستقلون متعاونون مع مجموعة الدعم الدولية لسورية أن الهجوم كان مجرد تمثيلية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن تقرير أعده الخبراء المستقلون: إن الخبراء المستقلين لفريقي العمل التابعين لمجموعة دعم سورية، حللوا الصور والأشرطة المصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام، إضافة إلى الفيديو الذي صورته طائرة من دون طيار روسية كانت ترافق القافلة.
وأشار الخبراء إلى أنه تظهر في اللقطات المصورة سيارة مع مقطورة عليها مدفع هاون ثقيل «تسير مع القافلة الإنسانية».
وأوضح الخبراء في تقريرهم أن بلدة أورم الكبرى، حيث وقع الهجوم، خاضعة لسيطرة جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية)، مضيفين: إن عناصر التنظيم تتمركز في تلك المنطقة.
وجاء في التقرير: «إذ اطلعنا على البيانات العملياتية، في يوم 19 أيلول الذي وقع فيه الهجوم، سنرى أنه في المنطقة نفسها وفي الوقت نفسه، شن مسلحو «النصرة» هجوماً واسع النطاق باتجاه حلب مدعوماً بنيران كثيفة للمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ».
وأوضح الخبراء أن تحليل الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام تدل على أن الحديث يدور عن مسرحية مفبركة «على سبيل المثال، بقيت قمرة إحدى الشاحنات سالمة ولا تظهر عليها أي أثار ناجمة عن انفجار، ولا أضرار قد تتسبب بها الشظايا، بل تضررت مقطورة الشاحنة فقط، واحترقت الشحنة التي كانت فيها بالكامل».
كما أن الخبراء لفتوا الانتباه إلى وجود صداءة على السطح المعدني لمقطورات الشاحنات، على حين لا حفرات أو أضرار أخرى على سطح الطريق، وهو أمر مستحيل في حال وقوع ضربة جوية.
وتابع الخبراء: «في أعقاب هذا التحليل الأولي، يمكننا أن نستنتج أن الحديث يدور عن مسرحية معدة بشكل جيد».
هذا ونقلت «نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي قريب من فريقي العمل لمجموعة دعم سورية، أنه تم عرض هذا التقرير خلال اجتماعات الفريقين المعنيين بإيصال المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال القتالية، وتم تعريف ممثلي الولايات المتحدة على مضمونه، إذ رفض الأميركيون استنتاجات التقرير.
وكان الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية قد وقع يوم 19 أيلول الماضي حين كانت في طريقها إلى حلب، ووجهت واشنطن مباشرة أصابع الاتهام إلى الطيران السوري والقوات الجوية والفضائية الروسية، على حين نفت موسكو ودمشق أي صلة لهما بالهجوم.
وقتل نحو 20 شخصاً في الهجوم كما احترقت عدد من الشاحنات.
وبخلاف ما ذكر الخبراء المستقلون قال المستشار بمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث لارس بروملي في تصريحات صحفية بجنيف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء: «من خلال تحليلنا وجدنا أنها كانت ضربة جوية وأعتقد أن عدة مصادر أخرى قالت ذلك أيضاً».
وأضاف: «في حالة الضربات الجوية ما نفحصه عادة هو حجم الحفرة الظاهرة ونوعها. «وتابع: إن من شبه المؤكد أن وجود حفرة ضخمة في الأرض يكون بسبب «إسقاط ذخائر من الجو» على عكس المدفعية أو المورتر.
وتشير الأمم المتحدة إلى «هجوم» فحسب حتى الآن ما أدى إلى تعليق قوافلها البرية في سورية لفترة وجيزة. وكان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أشار في بادئ الأمر إلى «ضربات جوية».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة أنه سيشكل لجنة داخلية تابعة للمنظمة الدولية للتحقيق في الهجوم ودعا جميع الأطراف إلى التعاون الكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن