ثقافة وفن

سأتزوج للمرة الثالثة والرابعة… والعاشرة … تولين البكري لـ«الوطن»: مهنة التمثيل «ما لها أمان».. وتشبيهي بنادين نجيم يسعدني

| وائل العدس

ظهرت موهبتها الفنية بعمر السنوات التسع، فكانت بدايتها طفلة بالإعلانات التلفزيونية، ثم قدمت أول أدوارها في مسلسل (أيام شامية) عام 1992 بشخصية «فتحية».
اكتفت هذا العام بالظهور في مسلسل واحد هو «مذنبون أبرياء» خاصة بعدما تأجل عرض مسلسل «لستُ جارية» المشاركة فيه أيضاً.
من أبرز أعمالها «ليالي الصالحية»، و«مشاريع صغيرة»، و«أسياد المال»، و«على طول الأيام»، و«وصمة عار»، و«بنات العيلة»، و«صرخة روح»، و«دنيا2»، و«حرائر».
الممثلة السورية تولين البكري حلت ضيفة على «الوطن» وكان الحوار التالي:

حطمتِ رقماً قياسياً كأسرع مطلقة في الدراما السورية بانفصالك عن زوجك بسرعة، فما الذي حصل؟
(تضحك) إذاً، أستطيع أن أسجل اسمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وباختصار تزوجت مرتين من الشخص ذاته، انفصلنا في المرة الأولى بعد شهرين فقط بسبب رفض أهله، وتزوجنا مجدداً بعد موافقتهم، واستمر زواجنا تسعة أشهر قبل أن ننفصل ثانيةً.

هل كرهتِ الرجال بعد تجربتي زواج فاشلتين؟
لا، مطلقاً، ليس عندي أي مشكلة بتكرار التجربة مع الرجل المناسب، فالزواج قسمة ونصيب، وهو مؤسسة ناجحة تؤمن الاستقرار للطرفين في حال كانا متفاهمين، وعندما يتقدم لي الشخص المناسب لن أتردد بالزواج للمرة الثانية والثالثة والرابعة وحتى العاشرة.

إذا فكرتِ بالزواج مجدداً، فمن سيكون فارس أحلامك؟
أولاً وأخيراً أن يكون رجلاً حقيقياً بكل المقاييس، وأن تترجم مواصفات رجولته لأفعال كالنخوة والكرم، وأن يغار ولكن ضمن حدود المعقول، إضافة إلى أنني لا أجد أبشع من أن يسمح الرجل لزوجته أن تصرف عليه.

من شاهد صورة ابنك، استغرب أن يكون لديك ولد بهذا العمر، فهل تزوجت مبكراً؟
صحيح، لأنني تزوجت بعمر الـ15 عاماً، وكنتُ طفلة حينما أنجبت أطفالي، والحمد لله رزقني اللـه بأجمل ثلاثة أولاد «طلال وجودي ولولوة».

حدثينا عنهم.. وكيف ترين مستقبلهم؟
لا أحب التحدث عنهم كثيراً، لأن لهم حياتهم الخاصة أولاً، ولأنه من الصعب أن تتحدث أم عن أولادها.
هم يقيمون في دول الخليج، وهم بالمختصر كل حياتي.. أتمنى لهم أن يكونوا أحسن الناس وأن يحققوا ما يطمحون إليه وليس ما يُفرض عليهم، وبما أنهم أصبحوا في سن الشباب فأظن أنهم قادرون على رسم خطوط مستقبلهم بأنفسهم.

درامياً، بعض الفنانات يشاركن بالموسم الواحد بخمسة أو ستة مسلسلات، في حين تكتفين أنتِ بعملين أو حتى عمل واحد، لماذا؟
هنالك عدة أسباب لذلك، ولن أجمّل ولن أتحدث بدبلوماسية، لكني فعلاً أحاول دراسة خطواتي الفنية، وأهتم بالنوعية أكثر من الكمّ، لأن المفترض أن نقدم فناً لا أن نخوض ماراتوناً وسباقاً درامياً للظهور على الشاشة.
بكل الأحوال، إن لم أشعر بتوازن يناسبني بما يتعلق بالنص والشخصية والمخرج والأجر فإني فإني أفضّل الاعتذار عن العمل.

وصفت الفن بالعهر بمنشور على الفيسبوك، فما السبب؟
تصحيحاً للمنشور، أطلقت هذا الوصف على بعض المتطفلين على الفن ولم أعمم، وبالتأكيد مثلما يوجد أشخاص سيئون بالوسط الفني، يوجد أشخاص غاية في الاحترام والتواضع والأخلاق.
لكن بصراحة، في السنوات الأخيرة كثر الدخلاء إن كانوا ممثلين أو مخرجين أو حتى منتجين، وعندما كتبتُ منشوري كنتُ منزعجة من آلية تفكير إحدى شركات الإنتاج عندما يدعون البعض لمناسبة ما ويتناسون البعض الآخر، علماً أن لهم تاريخهم الفني الطويل والعريض.. ما يعني هنالك خيار وفقوس.
هذا الكلام لم يصدر عني فقط، بل اشتكى الكاتب مازن طه من الموضوع ذاته ولكن بطريقته الخاصة.

منذ ظهورك الأول في «أيام شامية»، وحتى «مذنبون أبرياء» رمضان الماضي، ما الذي تغير فيكِ؟
فنياً، تغيرتُ كثيراً، فأصبحت أكثر نضجاً باختياراتي وانتقائي للأدوار المعروضة وبرؤيتي الخاصة للشخصيات وتفاصيلها، لكني لم أصل إلى مرحلة خارقة من الخبرة، وما زلتُ حتى الآن أتعلم وسأبقى كذلك حتى آخر يوم في حياتي.
على الصعيد الشخصي لم يتغير فيّ أي شيء (للأسف)، وأقول للأسف لأني ما زلتُ بالطيبة والتواضع الزائدين اللذين يعتبرهما البعض ضعفاً وسذاجة.

بعد ما يقارب خمسين مسلسلاً، ما الذي تنتظرينه درامياً؟
لغاية هذه اللحظة لم أقدم 1% من طموحي الفني، الموضوع لا يتعلق بالكم، فممكن أن أؤدي دوراً صغيراً مثلما فعلت في «أيام شامية» ويرافقني نجاحه بقية حياتي، وممكن أن أشارك بدور كبير ولا يعلق بأذهان الناس.
أنتظر شيئاً عظيماً بالدراما، لكني صدقاً لا أعرف ما هو، ما أعرفه أني أود أن أبصم بقوة تبقى عالقة في قلوب وأذهان الجمهور قبل أن أرحل.

تعرضت لأكثر من حادث، هل تؤمنين بالحسد والعين؟
الحسد والعين مذكورتان بالكتب السماوية وأؤمن بهما بكل تأكيد، لكن بالنهاية هو قضاء وقدر، والحمد لله على كل شيء.
شبّهك البعض بالممثلة اللبنانية نادين نجيم في إحدى إطلالتك، فما ردك؟
هذا شرف لي، فأنا شخصياً من محبي هذه الفنانة شكلاً ومضموناً، إضافة إلى معرفتي الشخصية بها، فهي على الصعيد الإنساني طيبة جداً، وشهادتي فيها مجروحة لأني أحب أداءها وذكاءها، فإن يشبهوني بها فهو أمر يسعدني لأني أعتبرها من النساء الجميلات جداً.

تعرضتِ لبعض الانتقادات بنشرك صوراً على شاطئ البحر، ما ردك وأين تقف خطوطك الحمراء؟
كل ما نشر من ثرثرات وشائعات لا تعنيني، ولا أشعر أني مضطرة للتبرير، لكني أحزن على الناس الذين ينسون عيوبهم ويفتشون عن عيوب غيرهم.
وأتساءل: ما الذي كان يخدش الحياء في صوري على شاطئ البحر؟، خطوطي الحمراء كثيرة لكنها تتوقف عند احترامي لمبادئ واضحة في الحياة.

تم نشر أكثر من شائعة تخصك، ما سبب كثرتها، وهل تعرفين من يطلقها؟
لا أعرف ولا يهمني من يطلق هذه الشائعات، أكتفي بالصمت والابتسام، لأن الابتسامة سخرية على بعض الأقلام الصفراء.

مؤخراً، دخلت مجال التجارة من الباب الواسع، حدثينا عنه.
صحيح، أقوم حالياً باستيراد أهم الماركات العالمية من الملابس والأحذية النسائية، وأطمح أن أوسع شغلي لأفتتح فرعاً للرجال والأطفال، وحالياً مشروعي الجديد محصور بصفحة على الفيسبوك تحت اسم (توت she).

هل دخلت هذا المجال طلباً للمال أم لأسباب أخرى؟ وإن كان لطلب المال فهل يعني أن الدراما لا تفيك حقك المادي؟
السبب الأول لتأسيس مشروعي المستقبلي هو المال، لأن مهنة التمثيل «مالها أمان»، ولا شيء مضموناً فيها مادياً، ومن خلال مشروعي سأشعر بالأمان كي لا أحتاج أحداً عندما أكبر.
باقي الأسباب يأتي بالمرتبة الثانية كالاستمتاع والتسلية وخوض مجال جديد أحبه.

تنتمين إلى حارات الشام القديمة، وتحديداً حي الصالحية، فما تعني لك هذه الحارات؟
وصف عشقي لهويتي الدمشقية يشبه صعوبة وصفي لأولادي، لا أجيد التعبير عما تعني لي هذه الحارات بشكل خاص وسورية بشكل عام، لكني باختصار كالسمكة إن خرجت من الماء تمت، وأنا إن خرجت من سورية أمت، حمى اللـه سورية وأهلها.

بوصفك من الشام وشاركت في عدة مسلسلات من البيئة الشامية، كيف ترين هذه الأعمال؟ وهل أنصفت الشام؟
لأنني بنت هذه البيئة رفضتُ مؤخراً المشاركة بعدة مسلسلات لعدم قناعتي بمصداقية سرد التاريخ الدمشقي.
أرى أن بعض الأعمال تقدم على شكل فانتازيا شعبية، ولا علاقة لها بواقع عاشه أجدادنا قديماً.

من أصدقاؤك بالوسط الفني وخارجه؟ وكيف تفهمين معنى الصداقة؟
الصداقة الحقيقية لا نبنيها بأيام وشهور ولا حتى بسنين، لأنها مواقف تدل على الصديق الحقيقي، بل الحياة كلها مبنية على المواقف، حتى بعلاقات الحب والزواج.
في وقتنا هذا من الصعب تحقيق شروط الصداقة، ولذلك أصدقائي قليلون، وأولهم صديقتي الصدوقة رنيم الهاشم التي أثبتت أنها وفية ونظيفة من الداخل مهما اختلفنا بالرأي، وهناك بالطبع أشخاص محبون ووفيون من داخل الوسط الفني وخارجه.

كيف تصفين علاقتك بالمطبخ؟
علاقتي بالمطبخ ممتازة، وإن أهم هواياتي الطبخ واختراع الأكلات الجديدة.. وعندما أتذوق أكلة ما في مطعم، أعود إلى البيت وأجرب صنعها بنفسي.. وأشعر بمتعة كبيرة عندما أعدّ الأكلات الشرقية والغربية.

البعض علق على أحدث صورك بأن وزنك في ازدياد، فهل هذا صحيح؟
لا أعرف إن كان هذا التعليق صحيحاً، لأني آكل قليلاً وأحاول الحفاظ على وزني، علماً أن وزني نقص كثيراً خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

كلمة أخيرة.
أشكرك على هذا اللقاء، وأشكر كل من جرحني أو آذاني لأنه منحني دافعاً لأكون أكثر قوة وإصراراً على النجاح.
أشكر الناس المحبة، وكل شخص دعمني بمسيرتي الفنية أو حياتي الشخصية، وأشكر أهلي لأنهم السبب الأول باستمراري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن