أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة لـ«الوطن»: طموحنا الكروي أكبر مما وصلنا إليه وسلتنا تلقى الدعم المطلوب
| ناصر النجار
بكل هدوء وثقة أجاب أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة الرياضي عن تساؤلات «الوطن». في كرة القدم يقول: إن اهتمام إدارته بكرة القدم لأنها صاحبة الشعبية الجارفة، ولأن كرة القدم في النادي ركن من أركان الكرة السورية، وكرة السلة جزء من بنيان النادي لا يمكن إغفاله أو إهماله، فالوحدة جزء من مكون السلة السورية.
وبعيداً عن السلة والقدم فهناك العديد من الألعاب الأخرى التي تحظى باهتمام النادي ودعمه، لكنها لا تحظى باهتمام الإعلام!
أما عن الاستثمارات، فالأوراق مكشوفة، والاستثمارات واضحة، وطموح النادي أن يصل إلى استثمارات أكبر وأفضل بدخل وفير هذا ما بجعبتنا من اللقاء، وهذه التفاصيل كاملة من دون أي تعقيب.
الأخضر واليابس
هل يقتصر ناديكم في نشاطه على كرتي القدم والسلة؟
لا، لدينا ألعاب أخرى متطورة ومتفوقة ونقدم لها كل الدعم الفني والمالي، ولدينا فيها بطولات وأبطال على مستوى الجمهورية، لكن قد يكون الاهتمام الإعلامي بها ضعيفاً، نمارس كرة الطائرة بكل الفئات «ذكور» ونشارك بكل البطولات الرسمية على مستوى دمشق والجمهورية وفريقنا ينافس على الصدارة بكل الفئات دائماً، ولدينا أبطال في الملاكمة والمصارعة والسباحة وكمال الأجسام والسنوكر والبلياردو والبولينغ.
لكن كرة القدم تأكل الأخضر واليابس، وتحظى بالدعم الأكبر والاهتمام الأكبر من إدارتكم؟
لا أنكر أن كرة القدم تأخذ الحيز الأكبر من الدعم والاهتمام، لكن بقية الألعاب لها نصيبها الكامل والمتكامل الذي يخدمها بالتمام والكمال.
خطة النادي موضوعة ضمن تقنية عالية، فلا شيء يقوم على حساب الآخر، والدليل على ذلك أن كل الألعاب مع الموظفين نالوا حقهم الكامل من دون تأخير، وليس علينا دين لأي جهة سواء من داخل النادي أو من خارجه «قطاع عام وخاص».
ونحن في خطتنا الأخيرة وضعنا دعماً متميزاً للقواعد بكل الألعاب لأنها الأساس في بناء رياضي سليم.
في البطولة الآسيوية، هل حدودكم دور الـ16؟
بالتأكيد هو ليس مبلغ طموحنا، لكن تراجع كرتنا الخارجي له أسباب عديدة، فهو جزء من تراجع الكرة السورية التي تعاني مشكلة كبيرة أهمها: الأزمة، فالأزمة جعلت كرتنا تلعب خارج أرضها، وهذا يكلفها الكثير من الأعباء المعنوية والمالية التي تصب في مصلحة الفرق الأخرى.
ثانياً: عدم القدرة على التعاقد مع محترفين وهو ما يجعل صفوف الفرق الأخرى بتعاقداتها متكاملة، وخصوصاً أن بعض اللاعبين المحترفين قادرون على صنع الفارق في المباراة.
ثالثاً: عدم التحضير والاستعداد للبطولة الآسيوية، بسبب قرارات المنع الظالمة بحق رياضتنا، فأغلب الدول تعتذر عن استقبال فرقنا ومنتخباتنا هذا كله يؤدي إلى أن نقف عند حدود معينة في مشاركاتنا الخارجية، ومع ذلك، فنحن نجتهد ضمن هذه الإمكانيات لنتجاوز هذا الدور وصولاً إلى الأفضل، وحلمنا تحقيق البطولة.
دوماً يسأل جمهوركم عن سبب لجوئكم إلى التعاقد مع لاعبين من خارج النادي، وهل هذا يتم على حساب أبناء النادي؟
التعاقد مع لاعبين من خارج النادي تفرضه المشاركة الآسيوية وذلك لتقوية خطوط الفريق والمشاركة الآسيوية تحتاج إلى لاعبين مميزين وجاهزين، ومع ذلك فإننا نزج كل موسم ببعض اللاعبين المميزين المواهب من شباب النادي والأمثلة كثيرة والمشكلة الأكبر التي تعترضنا هي هجرة اللاعبين، وكانت بمثابة الكارثة التي حلت على النادي في السنوات السابقة ولدينا في الخارج أكثر من 80 لاعباً بمختلف الألعاب أغلبهم من كرتي القدم والسلة.
السؤال الأهم يتجه نحو القواعد، أين قواعدكم، ولماذا شبابكم تأخر ببطولة دمشق الأخيرة؟
قواعدنا جيدة ومتميزة، والاهتمام بها كبير، وسنحصد ثمار هذه القواعد في القريب العاجل، واستراتيجيتنا مبنية على دعم القواعد، ولدينا أجهزة مختصة بكل فئة، إضافة لفريق إشراف يشرف على كل الفئات ويطلع على مسيرتها كما قلنا، المشكلة الأكبر تتعلق بهجرة اللاعبين، ومن دون ذلك ليس لدينا أي مشكلة، في بطولة دمشق الأخيرة لعبنا ناقصي الصفوف، فغاب عن فريقنا أربعة لاعبين مهمين ومؤثرين، ومع ذلك كنا من المنافسين وجاء فريقنا ثالثاً خلف الشرطة والجيش، ومع ذلك فهذا ليس طموحنا، بقية الفئات تتصدر البطولات، وتحرص على احتكار بطولات كرة القدم، لأننا نستحق ذلك، مع احترامنا لبقية الفرق وتقديرنا لعملها وجهودها.
هموم سلوية
في كرة السلة يعتبر البعض تراجعكم عن البطولة هبوطاً للسلة، كيف تواجه هذا النقد؟
كرة السلة باتت تعتمد على مجموعة من اللاعبين لا يتجاوز عددهم سبعة لاعبين، أينما وجودوا في أي فريق فاز ببطولة الدوري، وهذه الحالة صحيحة، فعندما كانوا بصفوفنا فزنا بالدوري، وعندما انتقلوا إلى غير فريق فاز بالدوري، وهذا الكلام لا ينفي وجود لاعبين من النادي كانت لهم بصمة كبيرة في انتصارات النادي وفوزه بالبطولات.
في هذا العام لدينا لاعبان من خارج النادي فقط، وهذه حالة صحية في عالم الاحتراف، وسنكون منافسين على البطولة بقوة.
المنافسة ستنحصر هذا الموسم بين فرق الوحدة والجيش والاتحاد، والفوارق بين الفرق الثلاثة بسيطة، فالفرق الثلاثة استكملت شروط التفوق وخصوصاً الاتحاد الذي عزز صفوفه بالعديد من اللاعبين من أبناء النادي ومن خارجه، ونحن نأسف لخروج الكرامة من عالم المنافسة نظراً لبيعه أغلب لاعبيه.
ألا تعتقد أن اختصار المنافسة على ثلاثة فرق حالة غير صحية؟
نعم، والكرة بملعب الأندية، وعليها العمل على العناية بقواعدها وصولاً إلى بناء قاعدة عريضة ترفد فريق الرجال بالمواهب والنجوم، بلدنا مملوء بالطاقات والمواهب وما علينا إلا اكتشافها والعناية بها.
كيف تتعاملون مع السلة لتطويرها؟
أولاً: بدأنا الاعتماد على أبناء النادي بدرجة كبيرة، ثانياً وهو الأهم: العناية بالقواعد وتطويرها، فلدينا مجموعة من اللاعبين المواهب يحتاجون إلى القليل من الدعم والصقل ليكونوا مشروع نجوم المستقبل، ونحن جادون في سلوك هذا الطريق، وسنحصد آلية العمل به نتائج أكثر من جيدة مستقبلاً وهذا الأمر ينسحب على الفئات الأنثوية التي تلقى دعماً واهتماماً مماثلاً.
علاقة ضبابية
الملاحظ أن علاقتكم مع اتحاد السلة ضبابية؟
على العكس نتعامل مع اتحاد السلة ضمن النظم والأطر التي تحددها قوانين التعامل بين المؤسسات الرياضية، ونحن «مطيعون» لجميع المؤسسات الرياضية ولا نختلف مع أحد أو نتمرد على أحد.
لكن لدينا بعض الملاحظات على عمل الاتحاد، أولاها: عدم إقامة دوري تصنيف وهي جزء من مشكلة تراجع كرة السلة، فكيف نسمي الدوري دوري محترفين ويشارك فيه كل من «هبّ ودبّ» من دون أن نصنف الأندية؟
ثانياً: إلغاء دوري الشباب له سلبياته الكثيرة، لأن الشباب يعتبر رديف الرجال، وتداعياته على مستقبل السلة خطرة جداً.
ثالثاً: قد نختلف أو نتفق مع اتحاد السلة في الكثير من الأمور وهذا أمر طبيعي، لكن نحن لسنا نادياً على هامش السلة السورية، نتمنى أن يبادر اتحاد السلة بالاجتماع بإدارات الأندية التي تعمل في السلة ليتستمع إلى همومها ومشاكلها ومقترحاتها التي تصب في مصلحة السلة الوطنية.
مشاريع استثمارية
الكثير من اللغط دار حول استثمارات النادي وخصوصاً أنها أصبحت لا تتناسب في عوائدها مع أسعار السوق، لذلك رأى البعض أن النادي في هذه الأوقات يخسر والمستثمر يستفيد.
رئيس النادي يجيب عن هذا التساؤل بقوله: أولاً: جميع استثماراتنا قانونية وجرت ضمن الأنظمة والشروط المرعية، ونادينا يعتبر من الأندية القليلة جداً التي ليس لها منازعات مع المستثمرين لأن كل طرف التزم بحقه الاستثماري والقانوني.
واستثمارات النادي جاءت على عقود طويلة الأمد، وعلى عقود سنوية.
فالعقود السنوية التي أقرتها إدارة النادي، جاءت لتواكب الأزمة وظروفها، وخصوصاً المتغيرات في سعر السوق وسعر الصرف، وهذه الاستثمارات وفرت للنادي الدخل الجيد.
أما العقود الطويلة فهي موقعة قبل الأزمة، ولا يمكن تحريكها إلى الأمام أو إلى الخلف حسب الأنظمة والقوانين المرعية، لذلك ننتظر انتهاء مدة هذه العقود، لجعلها متناسبة مع الأمر الواقع.
استثمارتنا بلغت 77 مليون ليرة سورية، وهي قابلة للزيادة سنة بعد أخرى، وأول الاستثمارات القديمة التي سينتهي عقدها، هي صالة الأفراح التي ستنتهي مع نهاية العام الحالي، استثمارها الحالي ثلاثة ملايين ليرة سورية فقط، وإدارة النادي تفكر بتغيير صفة الاستثمار بمشروع يدر على النادي ريوعاً كبيرة تتجاوز الرقم السابق بأضعاف.
ولدينا العديد من المشاريع الاستثمارية التنموية والربحية بآن معاً، منها إقامة صالة مغلقة مع مكاتب للإدارة، سيكون بناؤها وتجهيزها من ريوع النادي، وستتضمن مطارح استثمارية، منها سوق بازار، وسيتم تنفيذها على مراحل.
ويضيف: العمل الاستثماري مهم جداً وهو حيوي، لذلك تجتهد إدارة النادي لتنميته وتطويره ليخدم ألعاباً ويطورها ويسهم في بناء قاعدة رياضية كبيرة ومتميزة بكل الألعاب التي يمارسها النادي.
وهل تكريم شركة غاز بروم هو جزء من المخطط الاستثماري القادم لناديكم؟
بلا شك أن دعوة شركة غاز بروم لها آفاق مستقبلية كبيرة جداً، هناك أمور جيدة لمصلحة النادي، طموحنا فيها كبير، ويلزمنا بعض الوقت للتكلم عنها، المشاريع التي ننظر إليها مستقبلاً مع الشركة ستكون مشاريع فنية وأكاديمية أكثر من المشاريع الاستثمارية، فالتنمية التي نضعها ضمن استراتيجية العمل للنادي ليست تنمية مالية فقط، بل هي تنمية فنية وإدارية وتنظيمية.
الجمهور هو الحياة
ماذا تقول عن جمهوركم؟
القوطرش يجيب: جمهور النادي الكبير والمخلص هو الذي أوصل النادي إلى ما هو عليه من مكانة وشعبية وتفوق، فالجمهور هو الحياة، ونحن ننظر إلى الجمهور على أنه الداعم الرئيس للنادي ونقدر له محبته وتضحياته من أجل النادي.
جمهورنا أعاد الحياة إلى الملاعب والصالات وهو ما لم يفعله جمهور الأندية الأخرى، وهو بذلك أعاد الحياة إلى الرياضة السورية متحدياً الظروف والأزمة.
والفكرة انطلقت من مجموعة من شباب النادي قرروا العودة إلى الملاعب مؤازرين النادي في مبارياته بكرتي القدم والسلة، وتم توزيع الإعلانات واللافتات في الشوارع إيذانا بهذه العودة وازداد العدد مباراة بعد أخرى، وسيملأ جمهورنا الملاعب ويعيد إليها الحياة كما كانت، ليثبت أن سورية بخير ورياضتنا بخير.
نحن ندين لجمهورنا بالكثير ونعده بالبطولات التي تليق به.