الأخبار البارزةشؤون محلية

لماذا يهرب طلاب الثانوي من المدارس العامة إلى الخاصة بالقنيطرة؟

| القنيطرة- الوطن

مرة جديدة السؤال الذي تكرر أكثر من مرة، ماذا يحدث في مدارس القنيطرة؟ وكيف أصبحت الإدارات المدرسية تغرد خارج سرب تعليمات وتوجيهات الوزارة وحتى الجهاز الإداري لا هم له بما يجري وكأنه أغمض عيونه وترك الأمور على ما هي عليه؟ والأكثر من ذلك كيف أغلقنا شعبة للثالث الثانوي وتسرب طلابها للمدارس الخاصة!؟
ما يحدث في مدارس القنيطرة أن الإدارات المدرسية تضرب عرض الحائط بتعليمات الوزارة وترفض قبول الطلاب الجدد في مدارسها بحجة أن الأعداد كبيرة والمدرسة لم تعد تستوعب أعداداً إضافية ومرة تكون المبررات عدم وجود مقاعد دراسية ومرة لا يوجد قاعات من تلك الحجج التي تسوقها الإدارات في عدم قبول الطلاب وإن لم تقبل المدرسة الطالب فإن مصيره الشارع وخاصة الذكور، ما يضطر الأهالي إلى اللجوء إلى مدير التربية للموافقة على تسجيل الطلاب والأمثلة كثيرة على ذلك ومن يرد التأكد فسنقوم بتزويده بالأسماء ولكيلا نتهم أننا نتحدث بالعموميات فإن ثانوية الشهيد حسن إبراهيم مثال على ذلك!؟
أما الأمر الثاني لتجاوز الإدارات المدرسية تعليمات الوزارة فهو رفضها الطلاب من دون اللباس المدرسي وكما يعلم الجميع فإن مدارس القنيطرة وخاصة في تجمعات النازحين بريف دمشق أصبحت تستقبل الطلاب المهجرين من القطاع الجنوبي والذين استقر أغلبيتهم في تجمعي جديدة وعرطوز والسؤال: ماذا بخصوص التعميم الصادر عن التربية بعدم التشدد باللباس المدرسي وإذا فهمنا حرص المدارس على تطبيق النظام وعدم مخالفة الطلاب للأنظمة، فمن أين سيؤمن رب الأسرة بنطالاً وقميصاً لابنه بكلفة لا تقل عن ستة إلى سبعة آلاف ليرة وحقيبة بثلاثة آلاف وقرطاسية من دفاتر وأقلام وتجليد وغيرها من المستلزمات، والأكثر غرابة أن مدرس كل مادة يرغب بدفتر خاص ولا يسمح المشاركة مع مدرس آخر وسعر الدفتر وسطياً 200 ليرة وعلى الأقل يحتاج الطالب عشرة دفاتر فإذا كان رب الأسرة لديه خمسة طلاب فإنه يحتاج إلى 100 ألف ليرة لتجهيز أولاده وبالتالي فالمهجر سيضطر إلى عدم إرسال أبنائه للمدرسة، وبصراحة متناهية إدارات المدارس أصبحت ترى في نفسها أنها أعلى من الوزارة ومديرية التربية وعدم تطبيق التعليمات الوزارية أكبر دليل على ما نشير إليه.. ويقول أحد أولياء الأمور في تجمع الفضل إن الكوادر الإدارية تنادي الطلاب بألفاظ نابية كا يا (أوباش أو يا!! وما شابه من هذه الألفاظ) حتى إن أولياء الأمور يعجزون في كثير من الأحيان عن مقابلة مدير مدرسة وهذا الأمر ليس بالقنيطرة فحسب، والغريب بالموضوع أن إدارات المدارس لو حقا كانت تريد تطبيق النظام والتعليمات والالتزام بتعاميم وزارة التربية لكانت منعت التدخين المنتشر بين طلاب الحلقة الدراسية الثانية ولكانت راقبت الطلاب أثناء الفرصة لعدم تسلقهم جدران المدارس كما يحدث في مدارس تجمع الفضل أيضاً.
أما الأمر الآخر والأكثر خطورة فهو يتمثل بهروب طلاب الثانوية العامة وتحديدا الثالث الثانوي العلمي إلى المدارس والمعاهد الخاصة واليوم نرى إغلاق شعبة للثالث الثانوي في ثانوية البعث والمسؤولية كلها تتحملها التربية لعدم تكليف مدرسين أكفاء بمستوى هؤلاء الذين يدرسون بالخاصة، والحقيقة أننا اعتدنا منذ عقود أن الصف الأول والشهادات يكلفون بالتدريس فيها أصحاب الخبرة والكفاءة.. أحد الطلاب يؤكد أنه انتقل إلى مدرسة خاصة لعدم وجود مدرسين أكفاء بالمدارس الحكومية ومن يتم تكليفهم للتعليم بالثالث الثانوي أغلبيتهم من خارج الملاك، ولا يعتقد أحد أن أولياء أمور الطلاب يرغبون في تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة من باب الترف أو حبا ورغبة بالمدارس الخاصة إنما لعدم وجود مدرسين أكفاء في المدارس الحكومية وقد كان يكفينا فخرا أن أول طالب حصل على العلامة التامة بالثانوية العامة ولأول مرة من محافظة القنيطرة. ومن غير المفهوم أن التربية لم تحرك ساكناً تجاه وجود 60 طالبا في الشعبة الواحدة بالعلمي تحديدا بالمدارس الخاصة.
رئيسة دائرة التعليم الخاص في تربية القنيطرة أكدت أنه لا يوجد أي تعليمات بعدم جواز نقل الطالب من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، وخلال الأسبوع القادم ستقوم بجولة على المدارس والمعاهد الخاصة للوقوف على واقع الطلاب فيها ومدى حصول الطلاب على وثائق نظامية بالنقل ومن لم يحصل على ذلك فستتم إعادته إلى مدرسته.
أخيراً نقترح على التربية عدم تشكيل لجان لأنها ستكون مضيعة للوقت، أما بالنسبة للردود فهي من حقها ولكن نتمنى أن تكون مصلحة الطلاب في المقام الأول بعيداً عن النظرة الخاصة الضيقة وبحيث نقوم بثورة على الإدارات المدرسية المقصرة والتي تجاوزت كل الأنظمة والقوانين وأصبحت ترى بنفسها أنها أعلى من التربية وبذلك يكون الرد الحقيقي على ما نقوم بنشره!؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن