سورية

العويجة والجندول في قبضة الجيش … العملية البرية الحاسمة في حلب قاب قوسين أو أدنى

| حلب- الوطن

قضم الجيش العربي السوري أمس مزيداً من مناطق سيطرة المسلحين المهمة شرقي حلب وبسط نفوذه على العويجة عند مدخل المدينة الشمالي الشرقي وصولاً إلى مستديرة الجندول التي وضعته على مرمى حجر من أحياء عديدة بات يشرف عليها نارياً في انتظار البدء بعملية عسكرية برية واسعة وحاسمة وشيكة.
وقال مصدر ميداني لـ«الوطن»: إن الجيش وبمؤازرة لواء القدس الفلسطيني شن عملية متوقعة من مشفى الكندي ومخيم حندرات ومنطقة الشقيف الصناعية التي سيطر عليها الأسبوع الماضي وسد الجيب الوحيد المتبقي عند مدخل حلب الشمالي الشرقي بمد نفوذه إلى منطقة عويجة بشكل كامل ومعملي كراش والمطاط منهياً الوجود المسلح والذي استمر ثلاث سنوات فيها وكبد المسلحين خسائر بشرية فادحة دفعتهم للجوء إلى عمق الأحياء الشرقية.
وتبلغ مساحة عويجة، التي استولى الجيش الأربعاء الفائت على العديد من معاملها، خمسة كيلو مترات مربعة وتشكل ممراً للعديد من الأحياء التي ستتساقط كأحجار الدومينو الواحدة تلو الأخرى بعد انهيار الخطوط الدفاعية للميليشيات المسلحة مع روحهم المعنوية التي لم تعد تعينهم على الصمود في أي من الأحياء أمام انتصارات الجيش وهزائمهم المتتالية.
وأضاف المصدر: إن الجيش سيطر تماماً على مستديرة الجندول الحيوية التي رفع العلم السوري عليها وتطل على أحياء عدة وأصبح يشرف نارياً على أحياء الإنذارات وعين التل والهلك في الوقت الذي هيمن الجيش فيه على مناشر الحجر شمال مساكن هنانو التي أصبحت هي الأخرى ساقطة إثر ورود معلومات أهلية مساء أمس لـ«الوطن» عن انسحاب بعض الميليشيات منها وخصوصاً «حركة نور الدين الزنكي» و«تجمع فاستقم كما أمرت».
في جنوب حلب وبعد سيطرة الجيش يوم الجمعة على تلة الشيخ سعيد الإستراتيجية التي تشرف على حيي الشيخ سعيد والعامرية، غدا بمقدور الجيش مواصلة التقدم نحو عمق الشيخ سعيد وتقسيم المنطقة إلى مربعات أمنية إضافة إلى تأمين أوتوتستراد الراموسة – مطار حلب الدولي خصوصاً بعد السيطرة على أكثر من 30 كتلة بناء في العامرية المشرفة على مدخل الطريق من جهة حلب خلال الشهر الأخير.
وتمكنت وحدات الجيش من السيطرة على نصف مساحة حي بستان الباشا المتاخم لحي الميدان وبستان الحلبي وثبتت أقدامها على مقربة من حي الهلك الفوقاني في حين تقدمت في حي سليمان الحلبي وفرضت هيمنتها على الأقسام المتبقية منه التي كانت تحت سيطرة المسلحين واقتربت إلى حدود مستديرة حي الصاخور الإستراتيجية الذي يعتبر مركز الثقل الأساسي لمقاتلي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا).
وبين خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن سيطرة الجيش المتوقعة قريباً على حيي الصاخور ومساكن هنانو ستؤمن له فتح طريق مطار حلب الدولي في قلب مناطق سيطرة المسلحين وتقسيم الأحياء الشرقية من المدينة إلى شطرين.
وأشار الخبراء إلى أن إطلاق العملية العسكرية البرية الكبرى رهن إشارة القيادة العسكرية والسياسية في انتظار ما ستؤول إليه مبادرتا المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مجلس الأمن بإخراج مسلحي «فتح الشام» من الأحياء الشرقية ونائج المبادرة الروسية في المجلس واللتين يتوقع أن يمنيا بالفشل الذريع، ما يعني إطلاق يد الجيش بشكل نهائي لحسم معركة الأحياء الشرقية لمصلحته.
وكالعادة رد المسلحون على هزائمهم بإطلاق القذائف الصاروخية على أحياء المدينة الآمنة حيث استشهد 3 مدنيين وجرح 4 آخرون في حي الشيخ مقصود، الذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب»، الكردية، بقذائف أطلقها مسلحو بستان الباشا في حين لم تتوفر إحصائية حتى مساء أمس عن القذائف التي طالت حي الزهراء وأوتوتستراد قرطبة شمال غرب المدينة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن