سورية

«حرب» دبلوماسية في مجلس الأمن بشأن سورية

| الوطن – وكالات

توقع مراقبون أن يشهد مجلس الأمن الدولي معركة دبلوماسية حامية منتصف ليل السبت، بين روسيا من جهة وكل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى بشأن مشروعي قرارين حول سورية تقدمت بهما كل من فرنسا وروسيا.
ومن المفترض أن يصوّت مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة من ليل السبت على مشروع قرار روسي يدعو إلى وقفٍ لإطلاق النار في حلب، من دون الإشارة إلى وقف الطلعات الجوية.
وسيأتي التصويت على مشروع القرار الروسي بعد التصويت على مشروع قرار فرنسي نص على وقف إطلاق النار مع وقف القصف الجوي على حلب.
ويدعو مشروع القرار الروسي إلى الاسترشاد بالاتفاق الأميركي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات «المعارضة المعتدلة» عن «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية) كأولوية رئيسية.
ويرحب مشروع القرار بمبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأخيرة، التي دعا فيها مسلحي «النصرة» إلى الخروج من الأحياء الشرقية لحلب، ويطلب من الأمم المتحدة وضع خطة تفصيلية لتنفيذ المبادرة.
وسيتم التصويت على مشروع القرار الروسي بعد التصويت على مشروع القرار الفرنسي الذي يتضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في المدينة، وإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
ويهدد مشروع القرار باتخاذ «مبادرات أخرى» إذا لم يُحترم، لكنه لا يتحدث عن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وفرض عقوبات.
ويماثل مشروع القرار الروسي بشكل فعلي الفرنسي، مع تعديلات روسية تعيد التركيز مرة أخرى على اتفاق الهدنة الذي توصلت له روسيا مع الولايات المتحدة في التاسع من أيلول الماضي.
وتعليقاً على مبادرة باريس، قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين: إن روسيا، التي تترأس خلال الشهر الجاري مجلس الأمن، تعتقد أن إجراء تصويت على مشروع القرار الفرنسي هو «خطوة استفزازية للفيتو الروسي»، مشدداً على أنه لا يرى إمكانية لتبني مجلس الأمن الدولي المشروع الفرنسي، وفق الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأكد تشوركين أن مبادرة دي ميستورا هي النقطة التي يجب على أعضاء مجلس الأمن الدولي أن يتوحدوا حولها، وليس مشروع القرار الفرنسي بشأن وقف إطلاق النار في حلب.
من جهته، قال سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت عن مشروع القرار الروسي إن «هذه محاولة ساخرة لتشتيت الانتباه عن قصف حلب».
ويحتاج أي مشروع قرار لتأييد تسعة أعضاء دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين للفيتو. والدول الخمسة الدائمة التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الوطن» فإنه من المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الفرنسي، وأن تبادر كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا إلى ذات الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن