ثقافة وفن

الفنانة التشكيليّة نازك سليمان لـ«الوطن»: البورتريه لونٌ بارز في لوحتي

تعلّقت في الرسم الذي بدأ هوايةً منذ الصغر فكانت تنظر إلى تفاصيل وجهها وترسمه مراراً، وصقلت موهبتها في الدراسة، فهي خريجة كليّة الفنون الجميلة 2006، لكنها بقيت على تعلقها في رسم الوجوه ولون البورتريه، لتتكون علاقة من الإخلاص بينها وبين ما أخلصت له سابقاً في رسم تفاصيل وجهها، ولذلك نرى أن كلّ لوحاتها تشبه وجهها. الفنانة التشكيليّة «نازك سليمان» تحدّثنا عن تجربتها التشكيليّة، وعن خصوصية رسم البورتريه معها.

منذ البداية
تقول الفنانة «نازك سليمان» عن بدايتها في الرسم مستذكرةً: «منذ كنت صغيرة أحببت رسم الوجوه، فأقف أمام المرآة؛ وأنظر إلى تكوين وجهي وأرسمه بهدوء، وأراقب التفاصيل وأجتهد في وضعها على اللوحة، وهذه الممارسة استمرت معي لوقتٍ طويل فتعلقت بها كثيراً، واستمرت معي إلى اليوم».

المرونة
يتحقق حلمها بتطوير ملكاتها الداخليّة في فن الرسم ولاسيما البورتريه، وذلك من خلال الدخول لكليّة الفنون الجميلة في دمشق وعن هذه المرحلة تشير: «بعد الدخول إلى كليّة الفنون الجميلة، أصبحت انتبه لتفاصيل كثيرة لم أكن ألاحظها قبل هذه الدراسة الأكاديميّة، بالإضافة إلى الصقل والعمل المستمر الذي يولّد المرونة والتعامل السليم مع اللوحة واللون والريشة وحركة اليد وغيرها من التفاصيل الخاصة بالرسم والعمل».

إيحاءات أنثى
لكلّ فنان طموح تجربته في عرض لوحاته وخوض العلاقة مع المعارض الفرديّة والجماعيّة، وعن هذه التجربة تضيف «نازك سليمان»: «البداية كانت من خلال المشاركة في مجموعة من المعارض الجماعيّة في صافيتا، ولكن المعرض الفردي جاء في العام 2013 وكان معرضاً في صالة «مصطفى علي»، وهي الخطوة الأولى التي أعتبرها تشبهني، وقد حملت عنوان «إيحاءات أنثى»، وجاءت اللوحات جميعها من خلال الرسم بالباستيل وبالقهوة، واخترت هذا النوع من الرسم لأنّني أحبّ الباستيل وهي مادة تشبه الطبشور، وفيها حريّة في التعامل، ولا التزام بالريشة بل الرسم يكون باليد والأصابع، وبحريّة كبيرة في الحركة، أمّا الرسم بالقهوة فهو يشبه الرسم بالألوان المائيّة، ويمنحني هذا النوع إحساساً جميلاً. وكان هذا المعرض خطوة مهمّة لي أمّا التجارب التي تلته فكانت المشاركة بمجموعة المعارض الخاصّة بجمعيّة «نحنا هون» الثقافيّة، وهي معارض جماعيّة أقيمت بين دمشق، وطرطوس، وصافيتا، والمشاركة الأخيرة هي في المهرجان الذي أقامته جمعيّة «نحنا هون» الذي حمل شعار «سلام من حلب إلى دمشق» في حديقة القشلة والرسم في الهواء الطلق وأمام الناس، وقد رسمت لوحة فيه خلال يومٍ واحد».

نصف الوجه
عن خصوصيّة رسم الوجوه أو فنّ البورتريه الذي تعلقت به الفنانة التشكيليّة «نازك سليمان» تقول: «أنا لا أحبّ رسم الوجه كاملاً، بل دائماً أحبّ أن يكون جزءٌ منه مضاء، والآخر عاتم، أو غامض، وأفضّل إبراز عينٍ واحدة في الوجه فقط، والظلّ يرافق نصفاً من الوجه فقط وضمن تدرجاتٍ خاصّة، وأنا لا أرتاح في اللوحة إذا رسمت وجهاً كامل الملامح، وأعتقد أن رسمي يتأثر كثيراً بالمرحلة الكلاسيكيّة ولاسيما الفنان «رونوار».

وجهة النظر
يبقى للمتلقي وجهة نظره في تفسير الوجه الذي ترسمه «نازك» فبحسب إحساسه يأتي التعبير، وكلّ شخصٍ له حكايته مع الوجه. كما تتميّز تلك اللوحات بتمثيل الحياة في نصفين بين المكشوف منها والغامض، لكن يبقى لنظرة العين التي تهتم فيها كثيراً وفي إبراز ملامحها الإيحاء الخاصّ والجميل في تلك اللوحات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن