أفكار رئاسية
| خالد عرنوس
منذ رفع الفيفا عدد منتخبات نهائيات كأس العالم إلى 24 منتخباً عام 1982 بفضل أفكار هافيلانج التجارية والفنيون يرون أن مستوى الكثير من مباريات البطولة لا يرقى إلى سمعة المونديال، ومع التقدم التلفزيوني الهائل اتسعت رقعة المنتخبات إلى 32 منتخباً عام 1998 إلا أن المستوى الفني حمل انخفاضاً كبيراً في مباريات أكثر وذلك حسب خبراء اللعبة الذين يرى بعضهم أن المشكلة ليست بالعدد الضخم مع تقارب مستويات اللعبة في معظم بلدان العالم وارتقاء الكثير من دول آسيا وإفريقيا والكونكاكاف لمقارعة دول أوروبا وأميركا الجنوبية صاحبة الريادة في البطولة وتكمن المشكلة في نظام التصفيات القارية التي تفرز بعض المنتخبات الضعيفة والتي تنكشف في النهائيات فلا تقدم الأداء المأمول على الرغم من غياب النتائج الرقمية العالية عن النسخ الأخيرة من البطولة.
الزيادة الأولى حدثت في عهد الراحل هافيلانج الذي أفسد كرة القدم حسب الكثير من المراجع، جاءت الزيادة الثانية في أواخر عهد العجوز البرازيلي وبترتيب ودفع من خلفه جوزيف بلاتر الذي أبعد من رئاسة الفيفا بفضيحة مازال صداها يتردد إلى الآن، واليوم طلع علينا الرئيس الجديد جياني إنفنتينو (المنتخب العام الحالي) بفكرة زيادة منتخبات المونديال إلى 48 منتخباً وهو الذي وعد برفع العدد إلى 40 في حملته الانتخابية.
فكرة إنفانتينو التي طرحها مؤخراً تتمثل بخوض مرحلة تمهيدية تضم 32 منتخباً يتأهل منها 16 إلى دور المجموعات ويلعب الدور التمهيدي في البلد المنظم للبطولة على أن تنضم هذه المنتخبات الـ16 إلى 16 أخرى تتأهل مباشرة أو أوتوماتيكياً إلى البطولة التي ستبقى بنظام 32 منتخباً، وسيطرح إنفنتيينو الفكرة على كونغرس الاتحاد الدولي العام القادم حيث ستجري مناقشتها بشكل مستفيض.
الفكرة جذابة للكثير من اتحادات كرة القدم في العالم ولاسيما منتخبات الصف الثاني والثالث وكذلك لشبكات التلفزيون التي ستقدم منتجاً إضافياً للمشاهدين من اللعبة التي تشغل ألباب الكثيرين وهي إحدى السلعات الأكثر رواجاً، والمعارضة ستكون شبه معدومة ولاسيما من أوروبا التي سبقت الفيفا إلى توسيع دائرة المشاركة في بطولتها الخاصة بالمنتخبات وإن كانت المعارضة ربما ستكون من الأندية التي ستفقد لاعبيها لوقت أكثر من الموسم.
ربما تكون إحدى الأفكار الغريبة إلا أنها بالنهاية فكرة معقولة وهي إحدى ثمار العولمة التي غزت اللعبة وقد تؤدي إلى رؤية نهائيات عالمية مثالية والتوقعات تشير إلى إقرارها في أقرب فرصة وربما نراها في مونديال 2022.