محافظ الحسكة: نريد لمعلمينا أن يكونوا قادة اجتماعيين في المدارس

| الحسكة – دحام السلطان

الحالة الراهنة التي تشهدها مدارس محافظة الحسكة الخارجة عن سيطرة الدولة، رافقتها أزمات إضافية متعبة باعتبارها مغايرة شكلاً ولوناً ونوعاً عن الواقع المألوف للمشهد التربوي المعني بتربية وإعداد الأجيال، الذي انحرف عن مساره الصحيح بفعل فرض سياسة الأمر الواقع بقوة السلاح والتهديد والوعيد الذي تمارسه الميلشيات الكردية منهجاً يُضاف إلى منهاجها التدريسي المزعوم، بعد أن خلقت طقساً إلزامياً قسرياً مخالفاً للسياسة التربوية التي تسير وفق المناهج الوزارية المعتمدة من الدولة، في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرتها، وهو الأمر الذي خلق إرباكاً ومعايير مزدوجة بعيدة الصلة بالمنطق وبالحجة والموضوعية!
كل هذا شرحه الوسط التربوي، الواقع ضمن مجال عمل التربية في مدينة القامشلي والمدن والأرياف التي تتبع لها، أمام محافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي الذي التقى الكوادر التربوية ذاتها المعنية بالأمر ذاته، وأكد توفير كامل مستلزمات العملية التعليمية والتربوية وظروف نجاحها في المحافظة بشكل عام عبر توفير الكوادر التدريسية وكتب المنهاج وإجراء الصيانات اللازمة للمدارس، مشيراً إلى محاولات البعض في المحافظة الذين يحاولون جر التعليم إلى الوراء وتعطيل العملية التربوية، ومشيداً بتصميم وحرص الأهالي بكل مكوناتهم على إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية وتمسكهم بمنهاج وزارة التربية والذي سيفشل كل تلك المحاولات.
وبيّن المحافظ أنه يترتب على المدرسين والمعلمين أن يكونوا قادة اجتماعيين في المدرسة قبل أن يكونوا تربويين لكي يؤدوا دورهم الوطني، ويقوموا بشرح الأبعاد التي تهدف إلى تدمير العملية التربوية وهدم ما بنته الدولة وتخريب عقول الجيل، عندما تدرّس مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية، لأنها لا تعكس الروح الوطنية التي يمتاز بها أبناء محافظة الحسكة.
وأوضح المحافظ أن مديرية التربية ستقوم بتدريس الفئة (ب) للطلاب غير القادرين على الوصول إلى مدارسهم، مضيفاً سنحرص على الاستمرار في التدريس ولو في بيوت المواطنين للوقوف بوجه محاولات تدمير الجيل وبالتالي تدمير المجتمع.
وأشار إلى أنه وصلت إلى المحافظة نحو مليون و200 ألف كتاب، وسيتم توزيعها الأسبوع القادم إضافة إلى الكتب المدوّرة من العام الماضي، كما سيتم خلال الفترة القادمة توزيع 100 ألف حقيبة مدرسية على طلاب المحافظة.
وبيّن التربويون في مداخلاتهم أن مسلحي ميلشيات الأسايش الكردية قاموا بالسيطرة على المئات من مدارس المرحلة الابتدائية وطردوا الكوادر التربوية منها، كما قاموا بفرض مناهجهم غير الرسمية وطبّقوا التدريس بلغة غير عربية، مؤكدين ضرورة الإسراع بتوفير الكتب المدرسية ومستلزمات المدارس والسماح بالدوام المسائي للمدارس في المدن التي تشهد مدارسها الازدحام والإسراع بصرف رواتب المعلمين الوكلاء ومعالجة النقص الحاصل في مدرسي المواد الاختصاصية.