سورية

خوفاً من الاستئصال.. «جند الأقصى» تبايع «فتح الشام»

هددت ميليشيات مسلحة ميليشيا «جند الأقصى» المتهمة بالولاء لتنظيم داعش باستئصالها، إذا لم تستجب لشروطها من أجل وقف القتال الدامي والدائر في ريفي إدلب وحماة الشمالي مع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» منذ عدة أيام، وذلك بعد ساعات من مبايعة «جند الأقصى» لجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية).
جاء ذلك في بيان مبايعة مكتوب بخط وممهور بخاتم «فتح الشام» وموقع من زعيمها أبو محمد الجولاني ومن «الشيخ أبو دياب السرميني» ونشرته مواقع إلكترونية معارضة.
وجاء في البيان: إنه «في ظل الحاجة الحرجة التي وصلت إليه الساحة، حيث أسفرت التداعيات الأخيرة من تقدم النظام وإعادة احتلال العديد من المناطق، وحرصاُ على دماء المسلمين وتجاوزاً للاقتتال الداخلي الحاصل بيننا وبين أحرار الشام الذي لا يستفيد منه إلا النظام وحلفاؤه، فإننا في جند الأقصى نعلن مبايعتنا جبهة فتح الشام حتى تحقيق غايات هذا الجهاد المبارك في إزالة الطاغية وتحكيم شرع اللـه في أرضه».
وأضاف البيان: «إن حل كل ما يتعلق بالمشكلة الأخيرة والقضايا العالقة تُحال إلى قضاء شرعي يُتفق عليه مع قيادة فتح الشام».
أتى بيان المبايعة بعد ساعات قليلة من بيان للميليشيات المسلحة التي اصطفت إلى جانب «الأحرار» في مقابل «جند الأقصى حددت فيه لـ«جند الاقصى» عدداً من الشروط من أجل وقف الحملة عليها، محذرةً من أن عدم استجابة الجند لهذه المطالب سيؤدي إلى قتالها حتى الاستئصال.
وطالبت الفصائل في بيانها «جند الأقصى»، باعتبار تنظيم داعش خوارج، والتصريح بعداوتهم وحربهم، إضافة إلى إصدار بيان واضح من «جند الأقصى» تبين موقفها من «فصائل الثورة السورية عامة والفصائل الموقعة على البيان خاصة من حيث التكفير».
وطالب البيان «جند الأقصى» بـ«التوقف عن منع الفصائل من إرسال مؤازرات إلى ريف حماة مع سلاحهم»، رافضاً في الوقت ذاته أن «يكون هناك مناطق نفوذ خاصة بجند الأقصى».
وشدد البيان على ضرورة تسليم «جند الأقصى» لكل الخلايا المتورطة بالاغتيالات والتابعة لتنظيم داعش، وتسليم المتورطين في تصفية أسرى كفر سجنة، والقيادي في «أحرار الشام» أبو منير الدبوس لمحكمة شرعية، مشترطين إحالة كل القضايا العالقة مع «جند الأقصى» إلى المحكمة التي وافقت عليها سابقًا «أحرار الشام». الإسلامية.
ووقّعت البيان ميليشيات «أحرار الشام وجيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام والجبهة الشامية وتجمع فاستقم كما أمرت وصقور الشام وجيش المجاهدين».
وتتواصل المعارك العنيفة منذ يوم الخميس الماضي بين «أحرار الشام» السلفية القريبة من نهج تنظيم «القاعدة»، و«جند الأقصى» المتهم بمبايعة داعش بريف إدلب.
ووفق مواقع معارضة فإن «أحرار الشام» اتهمت «جند الأقصى» بالمشاركة في عمليات تهريب المقاتلين باتجاه مناطق سيطرة داعش بعد ضبطها لسيارة تقوم بهذه المهمة قبل أيام، الأمر الذي دفع «جند الأقصى» إلى اعتقال مسؤول أمن الطرق الذي كشف العملية، على حين اتهم «جند الأقصى» «الأحرار» بالتورط في عمليات اغتيال طالت عناصر من «الجند» والتورط بعمليات تفجير في إدلب.
وعلى خلفية التوتر الجديد، أصدر «جند الأقصى» بياناً هدد فيه بالانسحاب من جبهات القتال الحالية في ريف حماة الشمالي من أجل التوجه لقتال «أحرار الشام» إذا لم تفرج الحركة عن عناصره المحتجزين، على حين ردت «الأحرار» ببيان رفضت فيه تهديدات «جند الأقصى» واتهمته بالتعاون مع داعش وبعدم المشاركة أصلاً في معارك فك الحصار عن مدينة حلب.
وشهدت العديد من بلدات ريف إدلب القريبة من مدينة كفر نبل معارك طاحنة بين الفصيلين وسط تهديدات من «‏أحرار الشام» بحسم الموضوع «بحد السيف».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن