سورية

رأي روسي في: مشروع القرار الفرنسي يهدف إلى حماية «النصرة» وحلفائها

| وكالات

اعتبرت روسيا أمس أن مشروع القرار الفرنسي بشأن سورية في مجلس الأمن والذي استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضده كان يهدف إلى حماية جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية) والمليشيات المرتبطة بها في حلب من القصف الجوي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن النص الفرنسي كان مسيساً وأحادي الجانب.
وأضافت الوزارة: «كانت هناك محاولة صريحة بحظر الطلعات الجوية في منطقة حلب لتوفير غطاء لإرهابيي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) والمتشددين المرتبطين بها».
وخلال جلسة للمجلس عقدت السبت وكانت مخصصة لبحث مشروعي قرارين حول سورية، أفشلت موسكو بـ«الفيتو» المشروع الفرنسي الداعي لوقف القصف الجوي على حلب ووقف إطلاق النار فيها، وفي المقابل لم يمر أيضاً مشروع القرار الروسي.
وبدأ مجلس الأمن جلسته ببحث مشروع القرار الفرنسي، ثم بحث مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف لإطلاق النار في حلب من دون الإشارة إلى وقف الطلعات الجوية.
وخلال طرح مبادرة بلاده، حاول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، حض مجلس الأمن الدولي على «التحرك فوراً لإنقاذ مدينة حلب السورية من الدمار جراء حملة الضربات الجوية للطيرانين السوري والروسي».
وما إن طرح المشروع الفرنسي للتصويت، حتى سارع المندوب الروسي فيتالي تشوركين الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، إلى رفع يده معلناً استخدام الفيتو، كما رفضت فنزويلا المشروع على حين امتنعت الصين وأنغولا عن التصويت.
وانبرى المندوب البريطاني ماثيو ريكروفت إلى مهاجمة «الفيتو الروسي الخامس» منذ الأزمة السورية وخاطب تشوركين قائلاً: «لا أستطيع أن أتوجه إليك بالشكر بعد ذلك، وهذه الليلة سوف تكون ليلة دامية من الألم».
وفي كلمته قبل التصويت قال تشوركين: «إن اجتماع مجلس الأمن اليوم هو الأكثر غرابة للتصويت على قرارين لن يمرا»، معتبراً أن فرنسا على مدار سنوات الأزمة السورية الخمس «لم تبد أي تحرك جدي باستثناء جهود دعائية»، مؤكداً أنه «لن يتم اعتماد أي من القرارين الروسي والفرنسي»، في مؤشر على حجم الخلافات بين موسكو والغرب.
ورغم استمرار انعقاد جلسة مجلس الأمن خرج آيرلوت وعقد مؤتمراً صحفياً أكد فيه أن بلاده «لن تستسلم بعد هذا التصويت»، الأمر الذي تجلى خلال التصويت لاحقاً على مشروع القرار الروسي الذي لم يمر بدوره وكان يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الأميركي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فوراً، والتأكيد على التحقق من فصل قوات «المعارضة المعتدلة» عن «جبهة فتح الشام» الإرهابية (النصرة سابقاً) كأولوية رئيسية.
وصوت ضد مشروع القرار الروسي تسع دول بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وأربع معه هي مصر والصين وفنزويلا، إضافة إلى روسيا، واثنتان امتنعتا عن التصويت.
بدوره قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في كلمته: «من الواضح أن كلمة الحق تفقد ممثلي القوى الاستعمارية داخل هذا المجلس صوابهم، لذلك نراهم يفرون عند سماعها وهم يثبتون بذلك أنهم أصحاب نوايا خبيثة استعمارية تجاه بلادي وشعب بلادي وأن دبلوماسيتهم هي دبلوماسية الفوضى والإكراه والقسر والقوة وليست دبلوماسية الحوار وحل النزاعات بالوسائل السلمية، ولذلك وبعد أن انسحب بعض الزملاء من هذه القاعة أشكرهم لأنهم أعطوني صفة العضو الدائم بدلا عنهم».
وأضاف مخاطباً تشوركين: «أتوجه إليكم بالتهنئة على ترؤس بلدكم الصديق لأعمال مجلس الأمن خلال الشهر الحالي في وقت يشهد فيه العالم بشكل عام ومنطقتنا نحن بشكل خاص، تحديات مهمة وخطيرة نتيجة السياسات الخاطئة التي تنتهجها بعض الدول بما فيها دول دائمة العضوية في هذا المجلس سعياً منها لتنفيذ أجندتها التدخلية الخاصة والتي تتناقض مع أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».
وتابع الجعفري: «إن حكمتكم وخبرتكم تشكلان صمام أمان لأعمال المجلس في هذا التوقيت الحساس».
وأوضح «لم أتكلف عناء التفكير كثيراً لفهم مكنونات مشروع القرار الفرنسي فهو كان واضحاً في أهدافه ومبتغاه ليس لي وحدي ولكن للشعب السوري بأكمله»، معتبرا أنه يعكس حنين هذه الدولة إلى ماضيها الاستعماري الأسود حين ظنت واهمة أن إشعال فتيل ما يسمى بالأزمة السورية سوف يشكل فرصة ذهبية لها لاسترجاع نفوذ استعماري أفل ولن يعود.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن