سورية

عاصفة غضب يمنية وانتقادات واسعة للسعودية وجريمتها … سورية تطالب بوضع حد للنهج المتهور للنظام السعودي الداعم الأساسي للإرهاب … واشنطن: التعاون الأمني مع السعودية «ليس شيكاً على بياض»

أدانت سورية بأشد العبارات الاعتداء الإجرامي الذي اقترفته آلة القتل السعودية مستهدفاً بشكل متعمد مجلس عزاء في صنعاء ما أدى إلى ارتقاء عدد كبير من الأبرياء وجرح آخرين من أبناء الشعب اليمني الشقيق.
وأثارت الغارات التي شنتها طائرات التحالف السعودي موجة من الغضب على السعودية ترافقت مع انتقادات محلية ودولية، على حين تحاول الولايات المتحدة الأميركية التستر على جريمة النظام السعودي.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أمس: إن هذه الجريمة النكراء تمثل المشهد الأسود الأحدث في الدور التخريبي المشبوه الذي يضطلع به النظام الوهابي السعودي ضد أبناء الأمة العربية في اليمن والعراق وسورية وغيرها بهدف بث الوهن في نفوسهم وتدمير بنية الدول العربية خدمة للمخطط الأميركي الإسرائيلي لفرض هيمنته على المنطقة.
وأضاف المصدر: إن الجمهورية العربية السورية إذ تعرب عن مواساتها وتعاطفها مع عائلات الضحايا الثكلى وتضامنها الكامل مع الشعب اليمني الشقيق فإنها تناشد أصحاب الضمائر الحية في العالم إدانة هذه الجريمة المروعة ووضع حد للنهج المتهور للنظام السعودي الذي يمثل القاعدة الأساسية للفكر التكفيري والداعم الأساسي للإرهاب الذي يشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار في العالم أجمع.
وختم المصدر بالقول: تؤكد الجمهورية العربية السورية مجدداً أن العدوان إلى زوال وأن الشعب الصامد في سورية واليمن سيحقق النصر على قوى التآمر والهيمنة وأدواتها الذليلة من الأنظمة المهترئة كالنظام الوهابي السعودي الذي لا يعير أي اعتبار للحياة الإنسانية والذي ارتضى لنفسه أن يكون عبر تاريخه السبب في النكسات التي أحاقت بالأمة العربية.
ومع تحفظ السلطات في صنعاء على هويات القتلى في الغارات التي استهدفت مجلس عزاء بوالد وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان في صنعاء، فإن مصادر تتحدث عن تفحم عشرات الجثث لأشخاص كانوا حاضرين في المجلس، وبينهم مسؤولون مدنيون وعسكريون أغلبيتهم من المقربين للرئيس السابق علي عبد اللـه صالح.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان أن بلاده بدأت عملية «مراجعة فورية» للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني و«نشعر بقلق عميق حيال التقارير عن الغارة على قاعة للعزاء في اليمن والتي إذا تأكدت ستكون استمراراً للسلسلة المقلقة من الهجمات التي تضرب المدنيين اليمنيين».
واعتبر برايس أن التعاون الأمني للولايات المتحدة مع النظام السعودي «ليس شيكاً على بياض» وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة «شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا»، مدعياً أن بلاده «مستعدة لضبط دعمها بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن».
أما الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، فقد أدان الحادثة وقدم تعازيه لأسر الضحايا، ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة، وشدد على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
بدوره مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد طالب بضرورة معاقبة الفاعلين، وإنهاء الحرب بأسرع وقت، وأكد أن استهداف التجمعات الأسرية عمل غير إنساني ويتناقض مع القوانين الدولية، ومعاقبة الفاعلين ضرورة».
ومن جانبه أدان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في بيان «المجزرة المروعة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شريكة في الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي باستهداف مجلس عزاء في اليمن والتي تمت بأسلحة أميركية، مبيناً أنه لابد أن يطلع الرأي العام الغربي على دور حكوماته في هذه الجرائم.
ومن جهته أدان تحالف قوى المقاومة الفلسطينية في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه «الجريمة البشعة» والعدوان الوحشي الذي طال الأبرياء من الشعب اليمني، مؤكداً أن هذا العدوان جريمة حرب ويجب أن يحاسب عليها قادة النظام السعودي أمام المحاكم الدولية ولجان حقوق الإنسان، في حين اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– القيادة العامة في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أن خيطاً واحداً بين جرائم الصهاينة وسكين داعش في سورية والعراق وجرائم الحرب السعودية ضد الشعب اليمني.
وأطلق حزب الرئيس السابق وحلفاؤه دعوة لوقف الاتصالات أو الذهاب لجولة جديدة من المحادثات مع الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض.
وبدوره طالب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي المجلس السياسي الأعلى بفتح معسكرات التدريب لكي يلتحق بها أبناء الشعب اليمني.
وكانت رابطة علماء اليمن قد دعت أمس الشعب اليمني إلى النفير العام ورفد الجبهات، معتبرة أن «الجهاد ضد العدوان فرض على كل قادر على حمل السلاح ولا عذر للقاعدين القادرين».
إلى ذلك خرج آلاف المتظاهرين أمس في العاصمة اليمنية للتنديد بمجزرة التحالف السعودي التي راح ضحيتها أكثر من 800 شخص بين قتيل وجريح.

(سانا– أ ف ب– روسيا اليوم- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن