عربي ودولي

القدس: مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 6 في عملية باركتها المقاومة والفصائل الفلسطينية.. وحماس تتبنى

قتل إسرائيليان وأصيب 6 آخرون في عملية إطلاق النار التي نفذها الفلسطيني مصباح أبو صبيح في القدس المحتلة أمس. وتحدثت الأنباء عن استشهاد أبو صبيح في اشتباك مع قوة إسرائيلية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: «إن عملية إطلاق نار وقعت في منطقة التلة الفرنسية بالقرب من مقر الشرطة العام ونفذها شخص واحد من داخل سيارة كان يقودها، ثم توجه إلى منطقة الشيخ جراح حيث أكمل عملية إطلاق النار، وهناك «تمت تصفيته».
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل القرى والأحياء العربية في القدس عقب عملية إطلاق النار بالشيخ جراح.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان من موقع العملية: «سنقوم بكل ما يمكن القيام به للحفاظ على الأمن عشية الأعياد (العبرية) المقبلة»، واتهم «مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما فيس بوك بالمسؤولية عن التحريض الذي يولد العمليات ضد إسرائيل».
بدوره قال وزير الزراعة الإسرائيلي أوري اريئيل: إن «الرد على هذه العملية يكون بتكثيف البناء لإخراج الشك من قلوب أعدائنا بأننا لن نتزحزح أبداً من القدس».
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن منفذ العملية استخدم سلاحاً نارياً أتوماتيكياً من إنتاج محلي في الضفة الغربية يسمى «كارلو ستاف».
وبحسب بيان الشرطة الإسرائيلية فإن منفذ عملية القدس من بلدة سلوان ويبلغ من العمر 39 عاماً.
وباركت حركة المقاومة الإسلامية حماس عملية القدس الفدائية البطولية، واعتبرتها رد فعل طبيعياً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق شعب فلسطين ومقدساته.
وأكدت الحركة أن شهيدها أبو صبيح كان أحد أعلام مدينة القدس، ومن خيرة أبنائها الغيورين على دينهم ووطنهم، وأنه قبل أن يضحي بروحه أمس، ضحى بماله وعمره فداءً للأقصى وللقدس، حيث اعتقل بسبب ذلك سنوات عدة لدى الاحتلال.
وتنوه الحركة إلى أن قوات الاحتلال شددت من ملاحقتها للشهيد أبي عز الدين خلال الأسبوعين الأخيرين، باعتقاله وتوقيفه 5 مرات متتالية، حيث أفرج عنه بآخر اعتقال بشرط الإبعاد عن شرقي القدس لمدة شهر، وقبلها تسلّم قراراً بالمنع من السفر لنهاية العام الجاري، وكذلك بمنعه من دخول المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر.
وأشارت الحركة إلى أن قوات الاحتلال كانت تنتظر من الشهيد أبو صبيح المعروف بين أهله وأحبائه بـ«أسد الأقصى» أن يسلّم نفسه لها أمس، لاعتقاله لمدة 4 أشهر إدارية بعد صدور قرار صهيوني بذلك، على حين اختار هو الطريق الأمثل له وللمجاهدين، بتنفيذ عملية بطولية قتل فيها مُستوطنة وجندياً من وحدة «اليسام» الخاصة، وأصيب 6 صهاينة بعضهم بجراح خطرة.
وتشدد حماس على أن انتفاضة القدس ماضية، وأن أحداً ما لن يتمكن من إيقافها، وأن عملية أمس حققت عنصر المفاجأة للعدو، وهي التي أتت في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الاحتلال بسبب الأعياد اليهودية.
بدورها باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية القدس، وأعلنت على لسان القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش أن «المقاومة حقّ من حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني بكل أشكالها، ولن نتنازل عنه».
وأكد البطش أن المقاومة مستمرة طالما أن الاحتلال موجود، مضيفاً «لن يقبل أبناء الشعب الفلسطيني استمرار الإعدامات الميدانية للشباب بالضفة دون ردع، وبالتالي ما حدث هو أمر متوقع ومفروض»، مضيفاً «هذه العملية نباركها وهي عمل فدائي نفخر به».
ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول: إن العملية «تأتي في سياق الانتفاضة الثالثة المتجددة، وأضاف: «أنها ردّ طبيعي على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه».
وأشار الغول إلى أن هذه العملية تفرض مجدداً ضرورة احتضان وتطوير الحالة الشعبية الكفاحية ونظمها من خلال قيادة وطنية موحدة، وبأهداف محددة وواضحة تقود إلى انخراط مزيدٍ من القطاعات الشعبية فيها، وصولاً إلى تحقيق أهداف الانتفاضة في الحرية والاستقلال.
من جهتها، باركت حركة المجاهدين الفلسطينية عملية إطلاق النار في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وأكدت أن الانتفاضة مستمرة مهما كانت المؤامرات والتحديات.
وقال الناطق الإعلامي لحركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط: «إن عملية القدس البطولية هي عملية نوعية بالمكان والتوقيت حيث إن دلالاتها قوية»، وأضاف «أن العملية التي نفذت في قلب مدينة القدس المحتلة، تدل على شرعية الدفاع عنها وأنها أرض محتلة»، مشيراً إلى أن «توقيت العملية يدل على قوة شعبنا ومقاومته لاختراق كل الحواجز وإفشال الإجراءات الأمنية الإسرائيلية».
بدورها باركت لجان المقاومة الفلسطينية عملية القدس، واعتبرتها تأكيداً لاستمرارية انتفاضة القدس وإصرار شعبنا على التمسك بخيار المقاومة.
وفي السياق ذاته، أعلنت حركة فتح رفضها الكامل لمثل هذه الجرائم التي تمارس أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية.
وأكدت الحركة في بيان لها على تعزيز التواجد في المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وعدم تركها فريسه لغلاة التطرف والإرهاب.
وقالت الحركة: «على حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية تحمل تبعيات ما ترتكبه بحق المسجد الأقصى من الاستخفاف بمشاعر المسلمين، والسماح للمستوطنين باقتحامه وتدنيسه وانتهاك حرمته يوميا تحت مظلة وحماية شرطة الاحتلال»، وأضافت «وسندافع بأجسادنا العارية عن شرف الأمتين العربية والإسلامية».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن