«أطفالنا يبدعون».. فرح طفولي مع وجود مستقبلي … معاون وزير الثقافة لـ«الوطن»: هؤلاء الأطفال مستقبل سورية وهم قيمة مضافة لوزارة الثقافة
| سوسن صيداوي – تصوير: طارق السعدوني
«أطفالنا يبدعون» هكذا هو العنوان لفعالية كانت كلّها ألواناً وهي أكثر بكثير من ألوان قوس قزح، ألوان تبعث على الفرح والتفاؤل وعلى الأمل الدائم بالحياة، حال هذه الألوان كحال الأطفال المشاركين في الفعالية وكحال حبهم لوجودهم السوري، وبأنه يليق بهم الفرح ويليق بهم المستقبل وخاصة أنهم صنّاعه.
برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل ومعهد صلحي الوادي للموسيقا، أقيمت احتفالية «أطفالنا يبدعون» في مجمّع دمر الثقافي، وكانت الاحتفالية عبارة عن يوم مفتوح تخلّله عرض لنتاج أعمال الأطفال واليافعين في مراكز الإيواء والمراكز الثقافية في دمشق وريفها، ضمن مشروع مهارات الحياة والدعم النفسي لعام 2016، فكانت الأعمال الفنية واليدوية جمالها كجمال أنامل الأطفال الذين صنعوها وكانوا صاغوا فيها مشاعرهم وأفكارهم وخيالاتهم الممزوجة بألوان الطفولة السعيدة، هذا وأضافت حوله مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين «هذه الفعالية هي يوم مفتوح، والهدف الأساسي منها هو دعم مشروع مهارات الأطفال واليافعين، ونحن في مديرة ثقافة الطفل نخصص كل ثلاثة أشهر يوماً مفتوحاً لفعالية كهذه في المحافظات السورية، وفعالية «أطفالنا يبدعون» هي مخصصة لمحافظة دمشق وريف دمشق، وحاولنا أن يكون هذا اليوم متنوعاً من خلال نماذج الأشياء وهي من نتاج الأطفال ويتم عملها على مدار العام، سواء أكانت الأعمال الفنية أو اليديوية هي من الرسم والتدوير والكروشيه، والصوف، والقش، والإكسسوار، والبسط، وفي الفعالية كورال للأطفال جاء إلينا من بلدة صحنايا كي يكونوا بيننا، بالإضافة إلى مجموعة العزف الإيقاعي، ومجموعة أخرى هي الرقص والزومبا، والكثير من النشاطات الأخرى».
أطفالنا مستقبل موعود
الطفل هو المستقبل وعلى قدر الاهتمام يكون العطاء ومنه البناء، واليوم نحن سنسعى للبناء وما نحتاجه هو جيل قادر، ومن هنا تأتي المسؤولية والاهتمام، ومن خلال دعم وزارة الثقافة سواء من خلال النشاطات أو الفعاليات فهي تضع نفسها بالمسؤولية وتؤكد أنه من أهم أولوياتها الاهتمام بالطفل، وكان معاون وزير الثقافة توفيق الإمام هو من افتتح الفعالية وأكد «هذه الفعالية هي ضمن الفعاليات التي أقيمت ضمن المحافظات السورية، ونحن واليونسيف شركاء حقيقيون وداعمون للأطفال وللنشاطات التي تقوم الوزارة بدعمها بشكل كبير في مراكز الإيواء، وذلك من خلال مديرية ثقافة الطفل التي تهيئ دائماً الكادر الفني، الذي يعمل بكل جد وإخلاص لتنمية مهارات الطفل وتأمين الدعم النفسي لهذا المشروع، وأيضاً في هذه الاحتفالية شارك معنا معهد صلحي الوادي لتأكيد أن هؤلاء الأطفال هم مستقبل سورية وهم قيمة مضافة لوزارة الثقافة، والفعالية أكثر من رائعة وهذا أمر معتاد من الوزارة ومديرية ثقافة الطفل التي هي على قدر من المسؤولية والأهمية والسعي لتقديم الأفضل».
بساطة من بساطة الطفولة
المشاركات كان بعضها خجولاً وكان في مكان آخر بعضها حضوره قوي، ولكن البساطة في الأداء كانت نابعة من قلوب هي في الأساس بسيطة وطيبة برقة عود أصحابها، فمن بين المشاركات كانت هناك مشاركة غريبة عمّا نحن معتادين إياه، وتجلت من خلال الإيقاع الموسيقي على آلات إيقاعية معروفة وغيرها من أدوات مبتكرة، أستاذ الإيقاع عامر الطرودي تحدّث عن الفعالية قائلاً: «نحن هنا ضمن فعالية أطفالنا يبدعون» والنشاط عبارة عن إيقاع تفاعلي يقوم به مجموعة من الأطفال لتقديم عمل موسيقي، فبعض الأدوات بين أيديهم إيقاعية معروفة كالطبلة والدف، والبعض الآخر هو عبارة عن آلات مبتكرة من مواد متوفرة بين أيديهم ممكن أن تكون علبة من التنك أو البلاستيك، وطبعا هناك تجديد دائم لهذه الأدوات حسب خيال الطفل، والفقرة التي قدّمها الأطفال عبارة عن عشر دقائق، وهي مجرد اجتهادات موسيقيّة، وكانت الفكرة قائمة منذ ثلاث سنوات، وتقريبا كل ثلاثة أشهر نقوم بتدريب مجموعة جديدة من الأطفال، والأعمار متفاوتة بين ثلاثة عشر وما دون حتى عمر السابعة».
ولادة أوركسترا آلات نفخيّة طفوليّة
قدّمت أوركسترا الآلات النفخية لطلبة معهد صلحي الوادي للموسيقا بقيادة الأستاذ دلامة شهاب مجموعة أكثر من رائعة لعدة مقطوعات موسيقيّة، ولكن، وكظهور أول وولادة، هي انطلاقة واعدة لمستقبل جدّ رائع لمجموعة من الأطفال أحضرتهم محبة الوطن والموسيقا، إضافة إلى تصميم كبير على البقاء والقول نحن هنا.. وهذه هي سورية، وأضاف دلامة شهاب قائد الأوركسترا قائلاً: «نحن كمعهد صلحي الوادي نعمل منذ بداية الشهر السادس على أوركسترا الآلات النفخيّة، وأول مرة تكون أوركسترا كصيغة أطفال بالعزف على الآلات النفخيّة، فهذا مشروعي وأردت تنفيذه على أرض الواقع والإدارة في المعهد تجاوبت وتعاونت معي كثيراً، وتم تأمين الأطفال والإمكانات المتوفرة، واستطعنا خلال فترة قصيرة جداً الوصول إلى هذه النتيجة، كان من المفروض أن تكون المشاركة الأولى للأوركسترا عند افتتاح معرض الزهور ولكن توقفت مشاركتنا بسبب عدم تنفيذ المعرض، وجئنا للمشاركة في فعالية «أطفالنا يبدعون» بالتعاون مع وزارة الثقافة، وطبعاً الأوركسترا النفخية مكونة من خمسين طفلاً تقريبا، أعمارهم هي أعمار الأطفال الذين ينتسبون إلى معهد صلحي الوادي، إذاً هي متفاوتة بين ثماني سنوات وسبعة عشر عاماً، وقدمت الأوركسترا ست مقطوعات بدأناها بالنشيد العربي السوري».
كما تخلل الاحتفالية عرض فيلم وثائقي عن عمل الأطفال في جميع الورشات خلال عام 2016….
وفي الاحتفالية علا صوت الآلات النفخية لطلاب معهد صلحي الوادي للموسيقا خلال حفل للأوركسترا من المعهد نفسه بقيادة دلامة شهاب…..
وتم تكريم الطلبة المتفوقين في المعهد لعام 2016 وتقديم الكتب والمجلات للأطفال إهداء من منشورات وزارة الثقافة.