رياضة

الحلم المنتظر

| ناصر النجار

نتوجه اليوم إلى رجالنا وهم يخوضون مباراة مصير مع المنتخب القطري بكل التحية والتقدير متمنين منهم أن يواصلوا المشوار بنجاح وثبات. والأمر لا يتعدى جهداً واجتهاداً، فإن أخطؤوا ولم يصيبوا الفوز فلهم أجر، وهو أجر جهدهم ومحاولتهم، وإن أصابوا الفوز وهو ما نتمناه فلهم أجران، ولهم محبتنا وتقديرنا.
ولأن اللـه لا يكلف نفساً إلا وسعها، فإننا لا نكلف لاعبينا أكثر من طاقتهم في المباراة، فالضغط النفسي له آثاره السلبية، وله عواقبه الوخيمة، لذلك نتمنى أن يتحلى لاعبونا بالثقة الكاملة والعزيمة الصادقة حتى يخرجوا من الملعب فرحين بفوزهم، أما الثقة المفرطة فهذه لا نريدها، لأنها الغرور بعينه.
وليس بالضرورة إن فزنا على الصين وتعادلنا مع كوريا الجنوبية أن يكون طريقنا في الدوحة ممهداً لفوز جديد، ونصر نتمناه، فالمنتخب القطري رغم تذيله الترتيب وخساراته المتلاحقة إلا أن نتائجه لا تدل على مستواه، لذلك (يؤتى الحذر من مأمنه) فربما العنابي وجد ضالته في منتخبنا ليداوي جراحه وليصحو من غفلته وهذا ما يجب الانتباه إليه والحذر منه.
ولن نكون منظرين فنملي على مدربنا ولاعبينا ما سيفعلون لأن ثقتنا باتت بهم كبيرة، وهم أهل ليقدموا لقاء تاريخياً يصنعون فيه من الحزن فرحاً، ومن العسر يسراً، ومن الضعف قوة.
رجال سورية أثبتوا أنهم أقوياء في الميدان، وصاروا مرعبين لكل المنتخبات سواء لعبوا مدافعين أو مهاجمين، وطريق الصعود الذي يسير عليه منتخبنا لن يتوقف في الدوحة، بل سيستمر صعوداً وألقاً وفرحاً.
كرتنا أثبتت أنها كبيرة وقادرة على مغازلة الكبار، وأثبت لاعبونا أنهم على قدر أهل العزم، وكادرنا الإداري والفني قدّم نفسه بشكل جيد، وأمام كل ذلك نتمنى أن يستمر العطاء، وأن يستمر البذل والصمود وصولاً إلى الفوز المنشود.
لا نملك من داخل «الوطن» إلا الدعاء لمنتخبنا وهو يخوض حربه الكروية خارج أسوار الوطن متمنين له العودة مظفراً بانتصار يفرحنا ويعزز آمالنا ببلوغ الحلم الذي طالما انتظرناه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن