رياضة

اليوم جولة التثبيت في التصفيات الآسيوية المونديالية … منتخبنا يخوض مباراة النقاط المضاعفة بمواجهة قطر

لن تكون جولة اليوم من التصفيات الآسيوية المونديالية كسابقاتها الثلاث، إذ ستلعب المنتخبات الاثنا عشر مواجهات حاسمة لمعرفة أين تقف قبل مرحلة من انتهاء نصف الطريق.
ومنتخبنا بالذات يخوض مباراة مصيرية أقل ما يقال عنها إن نقاطها مضاعفة ففوزنا يقوّض الآمال القطرية وهذا ما نتمناه مع قناعتنا بأن ذلك صعب، وبالتالي يقفز بنا نحو النقطة السابعة التي تجعلنا على مرمى حجر من القبض على المركز الثالث إذا سلّمنا جدلاً أن منتخبي كوريا الجنوبية وإيران الأمضى نحو اقتلاع بطاقتي العبور الموندياليتين.

معنويات عالية
المعنويات الجزء الأهم في كرة القدم وحمداً لله أن معنويات لاعبينا بالسماء بعد الفوز الجدير المهم على الأراضي الصينية وفي الآن ذاته تبدو معنويات لاعبي قطر في الحضيض إثر ثلاث هزائم متتالية باعدت بينها وبين ركب الطامحين، ولأن المعنويات عصب أساسي في هذه التصفيات فقد سارعت الصحافة القطرية إلى شد أزر لاعبيها معتبرة أن اللاعبين قدموا مستويات جيدة ولكن الحظ خذلهم وعزفت الصحافة القطرية على أن المباراة هي مباراة الفرصة الأخيرة أمامهم، وكلنا أمل أن نوجه لهم ضربة قاضية تعني خطوة مهمة لمنتخبنا في مقاربة الأحلام على أرض الواقع.

حذر ضروري
يقول المثل العربي من مأمنه يؤتى الحذر وهذا شعار يجب التسلح به قبل المباراة، ففوزنا على الصين يجب أن يبقي أقدام لاعبينا على الأرض ولا يبالغون بأفراحهم، فشعرة بين الثقة والغرور ونحن نتمنى أن يكون الفوز على الصين جرعة ثقة لا متنفساً للغرور الذي يهدم في مباراة ما بنيناه من صرح كروي شامخ أمام كوريا الجنوبية والصين، وعلى الورق تبدو النقطة من فم الشمشون والنقاط الثلاث من عرين التنين أصعب من مواجهة قطر، وإذا كان عاملا الأرض والجمهور مخيفين لكثير من المنتخبات فهذا لا يوجد في قاموس لاعبينا الذين اعتادوا اللعب خارج الأرض، كما أن جاليتنا السورية ستكون جاهزة مؤازرة مشجعة على غرار ما شاهدناه بأم العين في نهائيات أمم آسيا 2011.

جاهزية
اللاعبون الذين حققوا التعادل مع كوريا الجنوبية وانتزعوا الفوز من المضيف الصيني متوافرون بين يدي المدرب أيمن حكيم الذي يعرف كيف يوظف اللاعبين وكيف يحفزهم ليخرج أفضل ما في جعبتهم، أو على الأقل هكذا ظهرت المعطيات في السابقات.
مفاتيح الحكيم ليست خفية على أحد فالحارس عالمة ترفع له القبعات وهفوة لم تكن مؤثرة لا تعمينا عن أدوار بطولية قام بها والدفاع المستميت بقيادة الصالح لم يترك أي فجوة في المباراة الماضية، ولاعبو الوسط قاموا بأدوار دفاعية هجومية من دون كلل أو ملل ويبقى عتبنا على المهاجمين الصريحين الذين لم يسجلوا في المباريات الثلاث، وكلنا أمل أن تنفجر طاقتهم في مباراة اليوم التي تحتاج إلى عامل المباغتة من وجهة نظرنا وخاصة أن المضيف القطري سيبدأ مهاجماً لتسجيل هدف السبق وما أجمله من سيناريو إذا كان الهدف الأول سورياً!

أسلحة خفيفة
أثبت منتخبنا أن الإعداد ولو متواضعاً يضع المعجزات والمعسكرات وإن كانت محلية تفعل فعلها إلا أن العزيمة والإصرار يبقيان من الأسلحة الفتاكة إذا اقترنا بقراءة صحيحة للمدرب وهذا ما حصل.
الصلابة الدفاعية قالت كلمتها فهدف واحد ولج مرمانا خلال 270 دقيقة لعمري هي حصيلة ترفع لها القبعات!
الإيمان بالقدرات بدا ظاهراً هذه المرة خلافاً لمرات سابقة كان لاعبونا يدخلون مستسلمين لقدر الخروج المبكر أو المفروغ منه إن صح التعبير.
الانضباط التكتيكي وعدم التهور بدا واضحاً ففي مباراة أوزبكستان تلقى لاعبونا أربع بطاقات صفراء فانخفض العدد إلى بطاقة أمام كوريا الجنوبية ومثلها أمام الصين.
القراءة الجيدة للمدرب وهذا كنا نعانيه والتعامل بعقلانية مع اللاعبين أيا كانت أسماؤهم وركن عبد الرزاق الحسين على مقاعد البدلاء درس مفيد للجميع.

سيناريو متوقع
المتابع لن يتعب نفسه لتوقع سيناريو المباراة الذي سيكون وفق توقعاتنا هجومياً قطرياً، ودفاعاً مستميتاً من لاعبينا ولذلك الحفاظ على التوازن مطلوب بشدة وخصوصاً إذا تلقينا هدفاً لا قدر الله، فاللحظات التي تلي الهدف لحظات حرجة وحساسة للمدربين وهنا يظهر تأثير المدربين وقدرتهم في التحكم بالإيقاع.
ولا خلاف أن إغلاق المساحات والضغط على المنتخب القطري بمنتصف ملعبه بداية من مهاجمنا الأول مطلوب بشدة لأن الضغط يولد الانفجار والانكفاء للخلف لن يفيدنا بشيء إذا لم نمتلك بعض الجرأة الهجومية كالتي تجلّت أمام الصين، وحذار من البطاقات الملونة مبكراً لأن الزيادة العددية تفعل فعلها في هذه النوعية من المباريات، ولا نغفل أن قطر بجلد تدريبي جديد أثبت ميله للعب الهجومي أمام كوريا الجنوبية بدليل تسجيله هدفين ويجب العلم أن قطر تلقت خمسة أهداف في الأشواط الثانية وهنا يجب اتباع النهج الهجومي لأن دفاعات قطر لم تكن بمأمن.

اللقاء الرابع عشر
بقي القول إن المباراة تحمل الرقم 14 بين المنتخبين وسبق لمنتخبنا الفوز أربع مرات والتعادل مثلها مقابل خمس خسارات وعلى الصعيد المونديالي لعبنا مرة واحدة كانت في السعودية وخسرنا بهدف لاثنين خلال تصفيات مونديال 1982.

بقية المشهد
الفصل الرابع من التصفيات سيشهد لقاءات قوية ففي المجموعة الأولى تلعب أوزبكستان مع الصين عند الرابعة وإيران مع كوريا الجنوبية عند السادسة إلا ربعاً في مباراة المسمار على حين تنطلق مباراتنا مع قطر عند السابعة.
وفي المجموعة الثانية تتقابل أستراليا مع اليابان في مباراة قوية عند الثانية عشرة ظهراً ثم تلعب العراق مع تايلند في ماليزيا عند الثالثة والنصف عصراً والقمة العربية الخالصة بين السعودية والإمارات عند التاسعة إلا ربعاً.
تتصدر إيران وكوريا الجنوبية المجموعة الأولى بسبع نقاط مقابل ست لأوزبكستان وأربع لسورية ونقطة للصين ولا شيء لقطر.
بينما تتصدر أستراليا والسعودية المجموعة الثانية بسبع نقاط مقابل ست للإمارات واليابان ولا شيء للعراق وتايلند.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن