من العجائب السورية … الحكومة لإدارة شركة قطاع خاص متعثرة منذ 22 عاماً

| السويداء- عبير صيموعة

بعد تعثر دام ما يزيد على 22 عاماً لشركة عصير الجبل في السويداء ربما جاء الحل الجذري والنور الذي سيخرج الشركة من نفق التعثر الذي عاشته طوال تلك السنوات فبعد زيارة الوفد الوزاري المؤلف من وزير الزراعة ووزير التجارة ووزير الصناعة إلى الشركة فوض رئيس مجلس الإدارة للشركة والذي يمتلك النسبة الأكبر من أسهم الشركة شحاذة صلاح الدين وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي بإدارة وتشغيل جميع خطوط الإنتاج بالشركة حيث جاء في كتاب مجلس الإدارة رقم 10038 تاريخ 25/9/2016 أن مجلس الإدارة رحب بالإجماع بالمبادرة التي تقدم بها الغربي لتشغيل المصنع بطاقته الإنتاجية إضافة إلى إعطائه مطلق الصلاحية بما يخص الإدارة التنفيذية وذلك بموجب عقد قانوني ولمدة لا تقل عن خمس سنوات قابلة للتجديد برضاء الفريقين وذلك بالاستناد إلى تفويض المجلس من الهيئة العامة غير العادية رقم 22 تاريخ 27/7/2016 للبحث عن شريك إستراتيجي أو مستثمر.
ولابد من الإشارة إلى أن شركة عصير الجبل الطبيعي المساهمة المغفلة التي تأسست بتاريخ 16/11/1993 برأس مال وصل إلى 400 مليون ل. س يملكها 1750 مساهماً من المغتربين والمقيمين من كل محافظات القطر تعتبر من المصانع الإنتاجية القليلة في الوطن العربي المتخصصة بصناعة الفواكه الطبيعية وتحويلها إلى عصائر مركزة ضمن المواصفات العالمية إضافة إلى تصنيع أغلبية أنواع الكونسروة كما أنها تعمل حسب نظام الايزو العالمي رقم 22000 حيث تمتلك الشركة مصنعاً قائماً على مساحة من الأرض قدرها 60 دونما في منطقة استراتيجية تم تشييد البنى التحتية المتميزة ضمنها التي تشمل مباني صناعية على مساحة 10 آلاف م2 ومباني إدارية وخدمية بمساحة 4 آلاف م2 وساحات وحدائق وطرق داخلية بمساحة 15 ألف م2 إضافة إلى امتلاكها 31 ألف م2 مساحات جاهزة للتوسع في المستقبل فضلا عن التركيبات والتجهيزات الكهربائية ومولدات الطاقة وثلاث آبار مياه ارتوازية كما تتميز الشركة بامتلاكها خطوط إنتاج متعددة منها خط إنتاج عصير العنب المركز استطاعة 10 آلاف طن من الفاكهة سنويا وخط إنتاج عصير التفاح المركز استطاعة 10 آلاف طن من الفاكهة سنويا وخط لهرس وعصر المشمش استطاعة 4 آلاف طن سنويا إضافة إلى خط عصير البندورة المكثفة استطاعة 5 آلاف طن سنوياً وخط تعبئة العصير الطبيعي نظام تيترا باك عبوات كرتونية استطاعة 4 آلاف عبوة في الساعة سعة لتر واحد وخط تعبئة عصير طبيعي عبوات كرتونية استطاعة 3600 عبوة في الساعة وخط تعبئة العصير الطبيعي نظام فاريو باك عبوات استطاعة ألفين عبوة في الساعة فضلا عن وجود خط تعبئة العصير في عبوات زجاجية استطاعة ألفين عبوة في الساعة وخط تعبئة العصير المركز حسب نظام اسبتك استطاعة 6 آلاف لتر بالساعة كما يضاف إليها خط لتصنيع وتعبئة المربيات استطاعة 5 آلاف كغ يوميا وخط لتصنيع وتعبئة الكونسروة (حمص – فول – بازيلا…) استطاعة 5 آلاف كغ يومياً.
ويشير مدير الشركة المهندس وليد الغوثاني إلى أن الشركة كانت بداية لمشروع رائد وشجاع وخطوة جريئة لحث الإخوة المغتربين في المهجر مما يملكون رؤوس أموال وثروات للمبادرة بالقيام في مثل مشاريع كهذه والتي تحقق البنى التحتية لانطلاقة نمو اقتصادي حقيقي في محافظتنا النامية إلا أن هذا المشروع العملاق واجه من المصاعب والعقبات ما كان كافيا لوقوع الشركة في الخسارة تلوى الخسارة حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه من شبه تعطل عن العمل بسبب عدم القدرة على تأمين رأس مال عامل يجعل الشركة تقوم بشراء مستلزماتها في الوقت المناسب –مواسمها – ومن ثم إنتاجها وتسويقها وتشغيل العمالة الكافية لذلك (أي عدم وجود السيولة الكافية) لتأمين تشغيل الشركة وتأمين مستلزمات واحتياجات الإنتاج نظرا لموسمية الثمار والفواكه التي تحتاجها الشركة وتشكل قيمة تلك المنتجات الإنفاق الرئيسي في بنود مصروفات الشركة ومشترياتها علما أنه تم إعادة تقييم أصول الشركة الثابتة من لجان فنية متخصصة عام 2009 حيث بلغت إعادة التقييم مبلغ 200 و27 مليون وذلك بعد 14 عاماً من إنشائها.
وأمام العرض الذي قدمه الوزير الغربي يبقى السؤال ما الإجراءات التي ستقوم بها وزارة التجارة للشركة المذكورة لتعود إلى موقعها الاقتصادي في البلد طبعا مع عدم إغفال دور وزارة الصناعة في تلك الإجراءات وخاصة أن موقع الشركة الاستراتيجي إضافة إلى المساحات الشاسعة الموجودة ضمنها والمجهزة بكامل البنى التحتية يمكن استثمارها لتكون مجموعة صناعية متكاملة؟