عربي ودولي

حركة انصار الله ومصدر عسكري ينفيان استهداف المدمّرة الأميركية … طرح الخيار العسكري في اليمن بعد دعوات الحوثي وصالح إلى مهاجمة السعودية

طرح الخيار العسكري بقوة منحياً مساعي السلام، بعد دعوة زعيم الحوثيين والرئيس اليمني السابق إلى مهاجمة الأراضي السعودية، رداً على مقتل العشرات في غارة على مجلس عزاء في صنعاء.
وأعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية إطلاق صاروخ بالستي من طراز سكود على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، بعمق الأراضي السعودية، وأكدوا أنه أصاب هدفه وأحدث انفجاراً كبيراً داخل القاعدة. لكن قوات التحالف نفت ذلك، وقالت: إن الصاروخ سقط في منطقة نائية.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت قوات التحالف اعتراض صاروخين بالستيين، أطلقا على محافظة مآرب الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. وأعقب ذلك بساعات إعلان البحرية الأميركية عن إطلاق صاروخين من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في جنوب البحر الأحمر مستهدفة إحدى البوارج، لكن الصاروخين سقطا في مياه البحر.
وبدوره أقر الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون لـ«رويترز» بأن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية استهدفت بصاروخين من الأراضي اليمنية من دون أن يصيباها.
وأوضح المتحدث أن المدمرة ماسون اكتشفت صاروخين قادمين خلال فترة 60 دقيقة أثناء وجودها في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن، وأن الصاروخين سقطا في المياه قبل وصولهما إليها، مشيراً إلى أنه لم تلحق إصابات بالبحارة أو أضرار بالمدمرة.
ومن جهتها نفت حركة «أنصار اللـه» أي صلة لها بالهجوم الصاروخي الذي استهدف مدمّرة أميركية قبالة سواحل الحديدة. كما نفى مصدر عسكري يمني أي علاقة للقوات البحرية اليمنية باستهداف هذه المدمرة.
وقال مصدر عسكري يمني مسؤول: إن القوة الصاروخية لم تستهدف أي بارجة قبالة السواحل اليمني، وأكد أن ما جرى تداوله أخبار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، وأنها تأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية على الجريمة، التي ارتكبها طيران التحالف عند استهدافه مجلس العزاء باستهداف الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء.
وأتت هذه التطورات بعد دعوة الرئيس السابق علي عبد اللـه صالح إلى فتح باب التطوع وحشد المقاتلين لمهاجمة الأراضي السعودية رداً على مقتل العشرات في مجلس العزاء، بينهم قيادات عسكرية وسياسية قريبة منه.
وأطلاق عبد الملك الحوثي قائد جماعة «أنصار اللـه» دعوة مماثلة إلى مهاجمة الأراضي السعودية، وقال في خطاب متلفز: «علينا أن ننفر على كل المستويات ونأخذ بثأرنا لنكون أحراراً، وإذا تخلفنا فلن يسامحنا التاريخ ولن تسامحنا الأجيال». مضيفاً: «سنتحرك لمواجهة العدوان على كل المستويات بما تفرضه علينا قيمنا ومبادئنا وواجبنا الديني والإنساني والوطني. هذا ما نحن عليه وهذا كل ما عليه الأحرار وكل الشرفاء في هذا البلد ويجب أن يحذو حذوهم الآخرون من المقصرين والغافلين»، مؤكداً أن «الجميع مستهدفون».
وحث الحوثي قبائل خولان الطيال التي ينتمي لها وزير الداخلية جلال الرويشان، الذي استهدفت الغارات مجلس عزاء والده، وقال: «أتوجه إلى الأحرار والشرفاء في خولان الطيال، المناسبة مناسبتهم، لن أحدد لكم ما يجب أن تفعلوا. لكن بحكم ما أعرفه عنكم من شهامة ورجولة، كونوا عند مستوى ما تفرضه مسؤوليتكم الدينية».
وعلى حين تستمر ولليوم الثالث عملية البحث بين الأنقاض عن ضحايا للغارات، التي استهدفت مجلس العزاء، يواصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد السعي لعقد جولة جديدة من محادثات السلام، تشير التطورات على الأرض إلى أن النجاح لن يكون حليفها هذه المرة.
بدوره طالب جيمي ماكلدوريك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بتحقيق مستقل وعاجل بخصوص مجزرة صنعاء.
وقال ماكلدوريك في مؤتمر صحفي: «لقد شاهدنا ما حصل في مجزرة صنعاء وفوجئنا بما رأيناه»، مشدداً: «نطالب بتحقيق عاجل»، مضيفاً: إن هناك ضغط على المستشفيات، ومشيراً إلى أن الأولوية هي لمساعدة الجرحى وإعادة الطيران المدني إلى صنعاء.
إلى ذلك زار السفير الروسي في اليمن أوليغ ديريموف، أمس موقع الحادث الأليم. وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أعربت الأحد، في بيان أن «مثل هذا الهجوم، الذي أدى إلى سقوط هذا العدد من الضحايا بين المدنيين الأبرياء، يثير امتعاضاً وإدانة»، مشددة على أنه لا بد من «معاقبة منفذيه بصورة مناسبة وشديدة».
وفي حصيلة شبه نهائية أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن حصيلة مجزرة صنعاء 113 شهيداً و607 جرحى و34 جثة متفحمة ومجهولة الهوية (حتى إعداد هذا الخبر). ويشن نظام بني سعود منذ الـ26 من آذار من العام الماضي عدواناً شاملاً على اليمن بدعم أميركي ومشاركة من بعض الأنظمة الخليجية ما أسفر عن وقوع عشرات آلاف اليمنيين بين قتيل وجريح إلى جانب تسببه بتدمير البنية التحتية لمؤسسات الدولة اليمنية من مشاف ومدارس وغيرها حيث قدر تقرير دولي قيمة الأضرار بأكثر من 14 مليار دولار حتى الآن.
(روسيا اليوم – رويترز – سانا – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن