سورية

انتقدت دعوات سورية والعراق لوقف التدخل التركي في أراضيهما.. وتريد هدنة وإيصال المساعدات إلى حلب … أنقرة: التباين الروسي الأميركي يفاقم الحرب السورية.. وبوتين يلتقي أردوغان في إسطنبول

| وكالات

بالترافق مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مدينة إسطنبول التركية، حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرف منتدى الطاقة العالمي عن غايته الاقتصادية، على حين اعتبر رئيس وزرائه بن علي يلدريم أن التباين فيما بين روسيا وأميركا يفاقم الوضع في سورية.
ودعا أردوغان زعماء الدول المشاركة في النسخة الثانية والعشرين للمنتدى الذي يختتم أعماله في مدينة إسطنبول التركية يوم الخميس المقبل، إلى «توحيد الجهود من أجل إحلال الهدوء والسلام في سورية والعراق». كما دعا في كلمته أمام المنتدى إلى «بذل جهود مشتركة لوقف الأعمال القتالية في سورية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية من دون أي عوائق إلى جميع من في حاجة إليها».
وبعد المنتدى الذي يشارك في أعماله 4 رؤساء دول، وأكثر من 250 وزيراً ومديراً تنفيذياً لكبرى الشركات العالمية، عقد الرئيسان التركي والروسي اجتماعاً بحثا فيه الأوضاع في المنطقة وتطوير العلاقات الثنائية.
وتوقعت مصادر إعلامية ألا يتمكن أردوغان وبوتين من جسر الهوة بينهما بشأن الوضع في سورية، لكنها أشارت إلى أن تركيا «ستحاول التوصل إلى اتفاق مع روسيا بخصوص إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب».
وعشية وصول بوتين إلى تركيا أمس، وصف رئيس الوزراء التركي الوضع في سورية بـ«المعقد للغاية»، وأشار إلى الوجود الروسي في هذا البلد والذي جاء بناء على «دعوة رسمية من النظام»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة «تترأس.. تحالفاً لمحاربة إرهاب تنظيم داعش». وكشف أن «الأتراك يعملون، كما يعمل الإيرانيون، على إنهاء الحرب في سورية، ونضع كل طاقاتنا في محاربة الإرهاب»، واستدرك قائلاً: «ولكن غياب التعاون الروسي الأميركي يزيد الأمور تعقيداً».
وشدد يلدريم في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، على أن «تركيا تسعى إلى توحيد الجهود الروسية والأميركية والإيرانية» متوقعاً انضمام السعودية إلى تلك الجهود. وأضاف «بهذا سنتمكن من إيقاف إراقة الدماء في هذا البلد وسيتم إنقاذ أرواح المدنيين المسالمين.
وأشار إلى أن أميركا تدعم تركيا في مواجهة داعش لكنها أيضاً تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، اللتين تعتبرهما أنقرة فروع سورية لحزب العمال الكردستاني المحظور تركياً، ومدح في المقابل روسيا، إذ قال: «أنا واثق من أن روسيا تلعب دوراً كبيراً في إحلال السلام لدورها الشرق الأوسطي الكبير»، لكنه دعا موسكو «إلى استخدام نفوذها للضغط على (الرئيس بشار) الأسد».
وأعتبر أن بلاده تفهم المعاناة في سورية أكثر من الأميركيين أو الروس لأن «تركيا هي امتداد لهذه الجغرافية التي تتعرض لهذه الحرب، وعلينا أن نعمل على إحلال السلام بكل ما أوتينا من إمكانيات».
وأشار إلى حصول «تقارب كبير» في المواقف التركية الروسية حيال سورية «خصوصاً بعد حادثة الطائرة الروسية»، مبيناً أن «الخلافات لا تزال موجودة.. وإن طرأت تحسنات على علاقات الدولتين بعضها أسرع مما كنا نتصور»، وذكر أن روسيا تعتبر «عملية درع الفرات معقولة وعادلة». ورداً على سؤال بشأن الخلافات التركية الروسية بشأن مدينة حلب، قال يلدريم: «يوجد الآلاف في حلب من المدنيين المسالمين الذين هم بأمس الحاجة إلى الغذاء والدواء، ولكن بسبب القصف المستمر لا يمكن إيصال هذه المساعدات لهم. الآن في حلب مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة، وستتحمل كل الدول مسؤولية الوضع الإنساني في حلب أمام التاريخ. لذلك، يجب وعلى الفور الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية للمدنيين. نحن مستعدون دائماً لإرسال هذه المساعدات حسب إمكانياتنا المتاحة»، لكنه أشار إلى أن «مسؤولية وصول المساعدات بأمان تقع على عاتق روسيا وعلى (الرئيس) الأسد».
وفي شأن آخر، كشف يلدريم أنه سيلتقي نظيره الروسي ديميتري ميدفيدف عقب الزيارات المتبادلة لرئيسي البلدين من دون تحديد تاريخ لهذا اللقاء، مبيناً أن اللقاء سيبحث مسائل متعلقة بالاستثمار، والتجارة والطاقة والمواصلات والزارعة.
وفي وقت سابق، انتقد يلدريم في كلمة له مطالبة سورية والعراق بوقف التدخل التركي في شؤونهما ووجود قوات تركية على أراضيهما! واعتبر، وفقاً لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن تركيا تأتي في قائمة الدول الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار السائدة في سورية والعراق، وشدد على أن حكومته ستستمر في مكافحة المنظمات الإرهابية الناشطة في المنطقة إلى أن يتم إبعاد خطرهم تماماً عن الأراضي التركية، في إشارة إلى حزب العمال الكرستادني ووحدات حماية الشعب وداعش الموجودة في كل من العراق وسورية.
وتابع يلدريم قائلاً: «هناك دول لا تربطها حدود ولا روابط أخرى بدول المنطقة، إلا أننا نجدها تقوم بنشاطات في سورية والعراق، إلا أن هذين البلدين يلتزمان الصمت حيال هذه النشاطات، ويبديان استياءهما من تبني تركيا لقضايا المنطقة، وعليهما ترسيخ مفهوم الدولة أولاً في بلدانهم ومن ثمّ التحدث بحق تركيا وإطلاق تصريحات بشأنها». واستطرد: «إذا لم تتدخلوا من أجل مكافحة العناصر الإرهابية والمشاكل التي تعم بلدانكم، فإنّه من البديهي أن تأخذ تركيا كافة تدابيرها من أجل حماية مواطنيها وأمن حدودها».
ومنذ شهر آب الماضي، توغلت القوات التركية في الشمال السوري ضمن عملية «درع الفرات» بهدف مساعدة ميليشيات الجيش الحر من أجل تطهير المنطقة من إرهابيي داعش و«حماية الشعب»، وفي المقابل تصف دمشق هذه العملية بأنها «عدوان على سورية وخرق لسيادتها وحرمة أراضيها»، مشددةً على أنها «ستقوم بالتصدي لهذا العدوان والرد عليه بالوسائل المناسبة في إطار دفاعها عن سيادتها الوطنية».
كما وجهت الحكومة العراقية اتهامات مماثلة للسلطات التركية بسبب رفض أنقرة سحب مجموعتها العسكرية من قاعدة بعشيقة الواقعة شمالي مدينة الموصل العراقية. والأسبوع الماضي، أرسلت وزارة الخارجية العراقية طلباً رسمياً لمجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة «التجاوز» التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤون العراق الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن