سورية

نائب وزير خارجية التشيك في حوار مع «الوطن»: الاتفاق بشأن سورية يجب أن يضم الاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا … الأزمة أقرب إلى النهاية.. وندعو أوروبا للعمل لذلك.. ونتوقع أن تتجاوز واشنطن وموسكو التوتر الحاصل بينهما

اعتبر نائب وزير الخارجية التشيكي مارتن تلابا، أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا سوف تتجاوزا التوتر الحالي الحاصل بينهما بشأن سورية على خلفية إخفاق اتفاق التاسع من أيلول الذي تم بين وزيري خارجية البلدين، لكنه شدد على ضرورة أن يكون الاتفاق بشأن سورية ثلاثياً يضم الاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا.
وأكد تلابا استعداد أوروبا للمساعدة في حل الأزمة السورية ولكن عليها أن «تعمل لهذا أكثر»، معتبراً أنه يجب أن «نحدد الإرهابيين بعد ذلك نساعد في مكافحة الإرهاب»، ومعرباً عن اعتقاده بأن الأزمة في سورية «أقرب إلى النهاية».
وفي تصريح خص «الوطن» به، قال تلابا حول أهداف زيارته الحالية إلى سورية: «نحن أتينا بمساعدات إنسانية، ونريد أن نساعد في ترميم البلاد». وأضاف: «نحن من الذين أبقوا على وجودهم في سورية، ونفكر كيف يمكن أن نساعد سورية والسوريين».
وأوضح تلابا في رده على سؤال إن كانت هناك إمكانية بأن تؤدي التشيك دوراً في تحسين العلاقات السورية الأوروبية، أن «سفارتنا الوحيدة (الأوروبية) التي مازالت موجودة في دمشق، ونعتقد أنه لدينا معلومات صحيحة حول ما تحتاج إليه سورية».
وأضاف: «نحاول أن نوضح الظروف في سورية حتى نقول للمواطنين الأوروبيين كيف يمكننا أن نساعد الشعب في سورية».
وإن كان يحمل رسالة أوروبية للقيادة السورية قال تلابا: «أوروبا جاهزة ومستعدة للمساعدة في سورية، لكن على أوروبا أن تعمل لهذا أكثر. ينبغي أن نحدد الإرهابيين بعد ذلك نساعد في مكافحة الإرهاب».
وحول التمايز في موقف التشيك ومواقف الدول الأوروبية من الأزمة في سورية، قال تلابا: «موقف أوروبا يختلف عن موقفنا، لكن حضورنا هنا في سورية يمكن أن يساعد في أن نبحث عن الطريق الصحيح حتى في أوروبا».
ورداً على سؤال حول نظرة التشيك إلى مسار الحرب في سورية خصوصاً أن الأزمة في البلاد بات عمرها نحو ست سنوات قال تلابا: «أنا حضرت السنة الماضية إلى سورية، وأعتقد أننا أقرب إلى نهاية الأزمة من المتوقع».
وحول التوتر القائم بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على خلفية تعليق واشنطن للتعاون مع موسكو بشأن سورية بعد انهيار اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين وزيري خارجية البلدين سيرغي الافروف وجون كيري في التاسع من أيلول الماضي وتأثير ذلك على الوضع في سورية وعلى الوضع الدولي بشكل عام، قال تلابا: «يجب أن نحصل على اتفاق من جهة روسيا وأميركا وأوروبا على السواء. هؤلاء ثلاثة لاعبين يجب أن يتفقوا على تحديد الإرهابيين. هذا أهم عامل في هذا الاتفاق».
وإن كان يعتقد أن روسيا وأميركا باتتا على أبواب حرب باردة جديدة أم أن الجانبين يلعبان على حافة تلك الحرب قال تلابا: «أعتقد أن هذا التوتر الذي يسود في الظروف الحالية من المتوقع أن يمر به الطرفان روسيا وأميركا، وفي النهاية سوف يتفقان».
وحول نظرته إلى الاضطرابات الحاصلة في المنطقة من سورية إلى العراق إلى اليمن وليبيا وإمكانية اتفاقهما خصوصاً لجهة تأثيرها على العلاقات الدولية، قال تلابا: «نحن كجمهورية التشيك نعتبر هذه الاضطرابات غير مقبولة ويمكن أن تمتد إلى مناطق أخرى».
وأضاف: «نحن نعتقد أن في تلك الدول من الضروري أن تختار الشعوب أي حكومة يريدونها لا أن يتم ذلك من جهة خارجية. الاختيار يجب أن يأتي عبر انتخابات».
وأوضح تلابا، أن برنامج زيارته ينحصر بلقاءات مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ولقاء مع وزير الثقافة محمد الأحمد وزيارة إلى محافظة طرطوس، مشيراً إلى أنه قام بزيارة إلى مركز إيواء المهجرين في بلدة حرجلة بريف دمشق الجنوبي.
وعقب زيارته لمركز إيواء المهجرين في حرجلة أكد تلابا في تصريح صحفي، أن حكومة بلاده وافقت على برنامج لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوري عبر دفعات متتابعة وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وأشار تلابا إلى أن منظمة الصليب الأحمر التشيكي تقوم حالياً بنقل المساعدات الطبية إلى المشافي والمراكز الطبية والتجهيزات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وحليب للأطفال.
وأوضح تلابا أن «زيارته إلى سورية هدفها تقديم مساعدات إنسانية للسوريين المتضررين من الأزمة» مشيراً إلى صمود السوريين رغم الظروف الصعبة التي مرت بها بلادهم.
وأكد تلابا أن الحكومة التشيكية ستعمل مع الحكومة السورية ليكون لها دور في عملية إعادة الإعمار فيها بعد استعادة الأمن والأمان، مبيناً أن «بلاده ترغب بالتعاون مع الدولة السورية من أجل أن تبقى آثارها فيها ويراها العالم مجدداً».
وعلى هامش الزيارة شارك نائب وزير خارجية التشيك في كرنفال أقامته بلدية حرجلة بالتعاون مع منظمة شبيبة الثورة فرع ريف دمشق بمناسبة عيدها الثامن والأربعين وقام بغرس شجرة بالقرب من الملعب البلدي بالحرجلة تعبيراً عن الصداقة القديمة التي تربط الشعبين التشيكي والسوري.
بدوره لفت رئيس المجلس البلدي بالحرجلة عبد الرحمن الخطيب إلى الدعم الذي تقدمه جمهورية التشيك للشعب السوري منذ بداية الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن