مزارعو السويداء يقتلعون أشجارهم من الزيتون
| السويداء – عبير صيموعة
بعد أن ثبت بالتجربة الواقعية أن زراعة الزيتون في السويداء أصبحت لا تحقق الجدوى الاقتصادية المرجوة منها بدأ مزارعو الزيتون في المحافظة بالتوجه نحو اقتلاع أشجارهم التي تهاوت يباساً أمام أعينهم بسبب ما لحق بها من عطش وجفاف نتيجة عدم ملاءمة البيئة العامة في المحافظة لشروط زراعتها.
ويوضح مدير الزراعة في السويداء المهندس بسام الجرمقاني أن شجرة الزيتون تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه حيث يمكن زراعتها في مناطق يتراوح الهطل المطري فيها بين 400/600 مم في حين لا تصل نسبة الهطل المطري في السويداء إلى تلك الكميات ما يؤدي إلى عدم نجاح زراعته بعلا إضافة إلى أن بيئة المحافظة غير مناسبة لزراعته وخاصة أنه في كثير من السنوات تتعرض أشجار الزيتون إلى الصقيع الشتوي ما ينعكس سلباً على الإنتاج لافتاً إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون بدأت تتراجع أمام زراعة الكرمة والتفاح وغيرهما من الأشجار المقاومة للجفاف علما أنه في دراسة لمديرية زراعة السويداء عام 2009 توصلت إلى قرار يقضي بإيقاف زراعة الزيتون في السويداء لعدم جدواها اقتصادياً لذلك يجب أن تقتصر زراعة الزيتون و(بحسب كثير) من المهندسين الزراعيين في المحافظة على بعض الحدائق المنزلية لأنه في حال جرى الحاجة إلى عمليات الري التكميلي للشجرة نظراً لانخفاض الهطل المطري فيمكن إسعافها في الحديقة المنزلية.
وأشار الجرمقاني إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون في المحافظة 10 آلاف هكتار تقريباً ومن المتوقع أن تبلغ كمية الثمار للموسم الحالي 12 ألفاً و525 طناً لافتاً إلى أن المديرية اتخذت الإجراءات اللازمة للبدء بعمليات عصر الزيتون للموسم الحالي حيث حدد موعد بدء العصر في معاصر المحافظة الـبالغ عددها 8 معاصر بدءاً من 20 الجاري وفق الشروط الفنية المعتمدة للعصر مؤكداً وجود لجنة على مستوى المحافظة يرأسها مدير الزراعة وتضم في عضويتها ممثلين عن مديرية الصناعة والبيئة والتجارة الداخلية وغرفة التجارة والصناعة مهمتها الإشراف على عمل المعاصر طوال موسم العصر من خلال جولات أسبوعية لمراقبة عملية عصر الثمار والمدة الزمنية اللازمة لكل مرحلة وخاصة مرحلة العجن والتخمير والنظافة وترحيل نواتج العصر من البيرين وماء الجفت.