تركيا والسعودية وقطر دفعت لإنتاجه…«جيش الفتح»: ائتلاف هجين من مجموعات الإرهاب في الشمال يُقدم كـ«ورقة ضغط» إقليمية
وكالات
ترجمت تركيا خلال الأيام الماضية مساعيها المحمومة للحصول على ورقة تعتبرها «ورقة ضغط» لصرفها في التطورات الإقليمية الأخيرة، عبر عملها لجمع المجموعات الإرهابية المسلحة المقاتلة في سورية والمدعومة منها وعدد من الدول الإقليمية الأخرى على رأسها السعودية وقطر، وذلك بإخراج ما سمي «تحالف جيش الفتح» الإرهابي لواجهة المشهد الميداني في الشمال السوري والذي تمكنت تركيا من دفعه للسيطرة على مدينتي إدلب وجسر الشغور خلال الأيام الماضية. ويضم التحالف الإرهابي الذي أعلن تأسيسه في شهر آذار الماضي كل من جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سورية ومجموعة من «الكتائب الإسلامية والجهادية» المقاتلة أبرزها «حركة أحرار الشام» الإرهابية. كما يبرز أيضاً «فيلق الشام»، وهو تحالف كتائب مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، إضافة إلى «جند الأقصى» وهي مجموعة «جهادية» صغيرة. ويتحالف «جيش الفتح» هذا مع كتائب تعتبرها الولايات المتحدة الأميركية «معتدلة» بينها «فرسان الحق» التي تلقت أسلحة أميركية في وقت سابق. وإضافة للسيطرة على إدلب تمكنت مجموعات «جيش الفتح» من السيطرة على مدينة جسر الشغور السبت الماضي، على حين سيطرت كتائب ممن تعدهم واشنطن «معتدلة» على قرى في شمال حماة مستفيدة من الضغط الذي يتعرض له الجيش في إدلب.
وتلقى «جيش الفتح» دعماً خارجياً وتحديداً من قطر والسعودية وتركيا التي تتنافس لكسب نفوذ أكبر في صفوف المجموعات المسلحة.
ويرى البعض أن تحالف هذه المجموعات جاء نتيجة توافق إقليمي بين الدول الثلاث الراعية لها، لكن محللين يقولون إنه من غير الواضح إذا كان هذا هو السبب الرئيسي. ويذكرون بقيام تحالفات مماثلة ضمت مجموعات ذات إيديولوجيات يعتبرونها مختلفة في أماكن أخرى من البلاد منذ اندلاع الأزمة في سورية.
وطردت جبهة النصرة التي تصنفها واشنطن كمنظمة «إرهابية» العديد من المجموعات «المعتدلة» المدعومة أميركياً من محافظة إدلب خلال هذا العام، لكنها تتعاون اليوم مع «كتائب» سبق أن تلقت صواريخ أميركية مضادة للطائرات تم استخدامها في المواجهات الأخيرة مع قوات الجيش. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المحلل في مجموعة الأزمات الدولية نوا بونسي، أن التقدم «السريع نسبياً» في محافظة إدلب يرتبط في جزء منه بوجود تنسيق أفضل بين المجموعات المقاتلة.
وقال: «الأهم على المستوى الإستراتيجي، هو ارتفاع نسبة خسائر النظام البشرية في هذه المرحلة من النزاع. لا يمكنه ببساطة أن يعوض خسائره».
وعن وجود علاقة بين «جيش الفتح» وتنظيم داعش، افترضت «فرانس برس» أن لا علاقة تربط التنظيمين الإرهابيين، فمنذ إنشاء «جيش الفتح» لم يواجه إرهابيي داعش، لكن الوكالة رأت أن المواجهة قد تحصل، إذا واصل «الفتح» تقدمه في اتجاه محافظة حماة حيث داعش.
وأضافت الوكالة: إن العديد من المجموعات الإرهابية المنضوية في إطار «الفتح» قاتلت إرهابيي داعش في وقت سابق وخصوصاً في شمال وشرق البلاد.
ورأت، أن «جيش الفتح» يتبع إستراتيجية مختلفة في المناطق التي سيطر عليها في إدلب، حيث تتقاسم المجموعات المقاتلة الإدارة مع جبهة النصرة على الرغم من إعلان الأخيرة العام الماضي نيتها إقامة «إمارة إسلامية» موازية لما يسمى «دولة الخلافة» التي أعلنها داعش على مناطق سيطرته في سورية والعراق.