عربي ودولي

توتر متصاعد بين العراق وتركيا … أردوغان للعبادي: الزم حدودك والعراق ينبّه: تركيا تخاطر بإثارة حرب إقليمية

شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في كلمة له خلال قمة المجلس الإسلامي في أوراسيا متوجهاً إليه بعبارة «الزم حدودك!». على حين أكدت مصادر التحالف الوطني حق العراق في دفع القوات التركية خارج أراضيه بكل الوسائل.
وردّت مصادر في التحالف الوطني العراقي على تصريحات الرئيس التركي، مؤكدة حق العراق باستخدام كل الوسائل لإخراج القوات التركية من أراضيه، وقالت المصادر: «إن الردّ الأنسب على تصريحات أردوغان يكون بتجميد العلاقات مع تركيا وتخفيض التمثيل الدبلوماسي»، مشيرة إلى أن «البرلمان العربي أكد للعراق امتلاكه الحق باستخدام كل الوسائل واعتماد كل الطرق لدفع القوات التركية على الانسحاب من أراضيه».
ويأتي الموقف العراقي بعدما شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً لاذعاً ضد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول الانتقادات العراقية للعمليات التركية في بعشيقة مطالباً الأخير بالتزام حدوده.
وخلال كلمته في قمة المجلس الإسلامي في أوراسيا بمدينة اسطنبول قال أردوغان «البعض يقول لنا أنتم لستم بمستوانا، وأنا أقول لرئيس حكومة العراق الزم حدودك!… الجيش التركي لم يفقد قيمته حتى يأخذ تعليماته من رئيس الحكومة العراقية وسنواصل عملياتنا في بعشيقة».
وأوضح أردوغان أن العبادي يسيء له شخصياً وتوجه إليه بالقول: «أقول له أنت لست ندّي ولست بمستواي وصراخك في العراق ليس مهماً بالنسبةِ لنا على الإطلاق»، وأشار إلى أن تركيا لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج إزاء ما يحدث في العراق وأن تصم آذانها «على صيحات أخوتنا هناك». وكان العبادي أكد في وقت سابق أن الحكومة التركية تسعى لتوريط جيشها في العراق، ناصحاً القوات التركية أن يعودوا إلى بلدهم، وشدّد على أن «القوات التركية غير مرحب بها في العراق وعليها أن تخرج من هذا البلد». وقد تساءل أردوغان في معرض كلمته في قمة المجلس الإسلامي، لماذا يتم انتقاد تركيا في حين هناك بعض الدول تقوم بعمليات عسكرية على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها ولا أحد يتدخل، مضيفاً «نعمل على مكافحة الإرهاب في الدول المجاورة ولسنا بحاجة لإذن من أحد لنقوم بعملية في حدودنا».
من جهة أخرى تطرّق أردوغان إلى الشأن الداخلي وربط أصحاب الأفكار الانقلابية في تركيا بالفكر الإرهابي بإشارته إلى أن «تنظيم الداعية فتح اللـه غولن يعاني من مشاكل عقائدية ومادية ولا يقل خطورة عن تنظيم داعش الإرهابي»، ولفت إلى أن «العالم الإسلامي لا يعاني فقط من الإرهاب وإنما من محاولة التقسيم بذريعة الإرهاب»، موضحاً أن «محاولات التدخل الأجنبي بذريعة محاربة الإرهاب تجعل مجتمعاتنا عرضة للفتن».
وشدد على ضرورة أن نعمل على حل المشاكل عن طريق التسامح والتعاون، معتبراً أنه «يوجد عمليات إرهابيّة تنفّذها مجموعات دينية في كل مكان بالعالم ولكن إذا كان المرتكب غير مسلم لا يسمّونها عملية إرهابية».
وكانت تركيا والعراق تبادلا استدعاء السفراء في مواجهة دبلوماسية متصاعدة وحذر العبادي تركيا من أنها تخاطر بإثارة «حرب إقليمية» بالإبقاء على قوات في الأراضي العراقية.
(رويترز – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن