سورية

ميليشيا «درع الفرات» تتقدم نحو دابق.. ومسؤولون أتراك يلوحون بالتدخل شرق الفرات

| وكالات

في وقت حققت ميليشيات «الجيش الحر» المدعومة تركياً تقدماً نحو بلدة دابق بسيطرتها على قريتي دوبيق واحتيملات في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، رد مسؤولون أتراك رفيعو المستوى على إعلان المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون عزمها تزويد الأكراد بالسلاح من أجل قتال تنظيم داعش في سورية، بوصفهم أقرب «حليف لبلاده» في الحرب ضد التنظيم المتطرف.
وصعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نبرته حيال سورية رغم تدخله غير المشروع في الأراضي السورية واعتدائه على سيادة أراضيها، معلناً أن لبلاده الحق فيما سماه مكافحة الإرهاب في كل من سورية والعراق من دون استئذان أحد. وقال في كلمة بمدينة اسطنبول التركية «بعض الدول تأتي من على بعد آلاف الكيلومترات للقيام بعمليات في أفغانستان، وغيرها.. بدعوى وجود تهديدات ضدها، في حين يقال لتركيا، التي لها حدود بطول 911 كم مع سورية، و350 كم مع العراق، إنه لا يمكنها التدخل في هاتين الدولتين لمواجهة الخطر»، وأضاف «نحن لا نقبل أبداً بهذا المنطق الأعوج». وشدد أن بلاده ليس لديها أي مطامع «ولو في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها»، ولا تملك هدفاً غير حماية أراضيها وسلامة المسلمين في المنطقة.
وأضاف أردوغان: «نحن كبلد يقع بين مواطنيه يومياً ضحايا جراء إرهاب منظمة (حزب العمال الكردستاني) وداعش، كان لزاماً عليه أن يتابع وعن كثب التطورات الجارية في سورية والعراق»، ووصف مواقف سورية والعراق الرافضة لتدخل القوات التركية على أراضيهما بأنها «اتهامات.. تتجاوز حدود المعقول»، واعتبر أن تركيا هي «أكثر دولة ينبغي عليها اتخاذ التدابير وبذل مختلف أنواع الجهود من أجل إيجاد الحلول في البلدين الجارين سورية والعراق». وأضاف: «لذا فلسنا محتاجين للحصول على إذن من أي جهة للقيام بذلك، ولا نفكر في الحصول على مثل هذا الإذن. وأقول هذا خصيصاً لكي يكون الجميع على بيِّنة من ذلك».
بدوره، لوح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بالتدخل شرقي نهر الفرات إذا ما استمرت «الأنشطة الإرهابية» هناك، في رسالة مبطنة لواشنطن التي تحتفظ بوجود عسكري وازن شرق النهر يهدف إلى دعم «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، في الحرب ضد داعش. وفي كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية أمس، قال يلدريم: «نتحدث (في سورية) دائماً عن غرب الفرات، لكن في حال استمرت الأنشطة الإرهابية شرق الفرات فإننا مستعدون لفعل ما يلزم هناك أيضاً». وربما كان المسؤول التركي يشير إلى منطقتي عين العرب وتل أبيض التي تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب وبغطاء من طيران التحالف الدولي من طرد داعش منهما في عام (2015).
وأكد يلدريم أن تركيا ليس لديها مشاكل مع أكراد سورية والعراق وإنما مع التنظيمات الإرهابية التي تعكر استقرارهم، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب، الذين تصنفهم أنقرة على لوائحها للتنظيمات الإرهابية.
وفي كلمة على ما يبدو أنها موجهة لواشنطن على وجه الخصوص، قال يلدريم: «يجب على الجميع ألا ينسوا أن لنا حدود على طول 911 كيلومتر مع سورية، ومن واجبنا أن نؤمن الجانب الآخر من الحدود، وأن نطهره من العناصر الإرهابية». وأكد أن عمليات تركيا لمكافحة الإرهاب خارج حدودها في سورية والعراق «ستتواصل بكل حزم» معتبراً أن تنظيم داعش الذي انحشر في سورية والعراق، يسعى لخلق مجالات مناورة جديدة له عبر استهداف تركيا.
وفي رده على منتقدي أنشطة تركيا في سورية والعراق، أكد يلدريم أن أولئك يجهدون أنفسهم عبثاً، وأن تركيا ستطهر حدودها شبراً شبراً من الإرهابيين، ولن تسمح بأي نهج أو فرض أمر واقع في المنطقة من شأنه أن يعرّض أمن البلاد والشعب وممتلكاته للخطر.
ميدانياً، دحرت ميليشيات «الحر» المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية، مدعومةً بغطاء من القصف بالمدافع والدبابات التركية، تنظيم داعش عن بلدة احتيملات وقرية دويبق في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي. ونقلت مصادر إعلامية أن المسلحين اقتحموا أيضاً بلدات كفرة، وصوران، وسط انهيارات في صفوف التنظيم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن