سورية

رغم اتفاق وقف القتال المعارك تواصلت مع «الأحرار» … «فتح الشام» تعلن حل «جند الأقصى» واندماجه في الجبهة

| وكالات

تجددت الاشتباكات بين تنظيم «جند الأقصى» الذي بايع مؤخراً «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في ريف إدلب، رغم اتفاق تم التوصل إليه لوقف الاقتتال بينهما، يشير إلى حل «جند الأقصى» واندماجه في «فتح الشام». وحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، توصلت «فتح الشام» أول من أمس، إلى اتفاق مع «أحرار الشام» نصّ على أن يلتزم الجميع بالوقف الفوري والمباشر لإطلاق النار»، فضلاً عن الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين عدا المتهمين بالارتباط بتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. وجاء في هذا الاتفاق الأخير الذي تم بثه عبر حسابات «فتح الشام» على موقع التواصل الاجتماعي «تليغرام»، تعتبر بيعة تنظيم «جند الأقصى» لـ«جبهة فتح الشام» حلاً لكيان «جند الأقصى» واندماجاً كاملاً في جبهة «فتح الشام»، وهذا يعني منع إعادة تشكيل هذا الكيان مستقبلاً بأي شكل».
وتتهم «أحرار الشام» والميليشيات المتحالفة معها عدداً من قادة «جند الأقصى» وعناصره بالارتباط بتنظيم داعش.
لكن على الرغم من هذه الاتفاقات التي رعتها «فتح الشام»، تتواصل الاشتباكات بين «أحرار الشام» وعناصر «جند الأقصى»، حيث شن الأخير عند منتصف ليل الاثنين هجوماً على أحد مقار «أحرار الشام» بالقرب من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، تجدد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مشيراً إلى استخدام الأسلحة الثقيلة فيها.
واندلعت في السادس من تشرين الأول الجاري اشتباكات بين «جند الأقصى» من جهة و«أحرار الشام» وميليشيات متحالفة معها من جهة ثانية في ريف إدلب الجنوبي على خلفية اعتقالات متبادلة، علماً أن المجموعتين كانتا متحالفتين سابقاً وشاركتا في معارك واحدة ضد قوات الجيش العربي السوري.
ودفعت هذه المعارك «فتح الشام» المسيطرة على محافظة إدلب، للتدخل لوقف القتال عبر مفاوضات انتهت يوم الأحد بمبايعة «جند الأقصى» «فتح الشام» والانضمام إلى صفوفها. وشاركت الميليشيات الثلاث ضمن ميليشيا «جيش الفتح» المؤلف من تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة في معركة إدلب في 2015.
وتنشط «جند الأقصى» بشكل خاص في محافظتي إدلب وحماة وصنفتها الولايات المتحدة في 20 أيلول منظمة إرهابية، مشيرة إلى أنها كانت في الأساس وحدة في (جبهة النصرة). ويعد الفصل بين التنظيمات الإرهابية ومن تسميهم واشنطن «معارضة معتدلة مسلحة» من النقاط الأكثر تعقيداً في المفاوضات الروسية الأميركية حول سورية. واتهمت موسكو واشنطن بحماية «فتح الشام» المتحالفة مع ميليشيات مسلحة في شمال سورية، بينما تتهم واشنطن موسكو باستهداف الميليشيات التي تصنفها «معتدلة».
من جانبه، وحسب مواقع إلكترونية معارضة، قال الناطق الرسمي باسم «أحرار الشام» أحمد قره علي: «إنّ عصابة جند الأقصى هاجمت مقراً للحركة في بلدة تحتايا بريف إدلب عقب الاتفاق المبرم بين الحركة وجبهة فتح الشام فيما يخص وقف القتال مع فصيل جند الأقصى». وفي الوقت الذي غرّد به، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» المتحدث باسم «فتح الشّام» حسام الشافعي، بأن الأخيرة ستشد عضدها، بالوافدين إليها من «جند الأقصى»، اعتبر قره علي تصريحه، غير موفق، ويتعارض مع الاتفاق المبرم مع الميليشيات، متسائلاً في الوقت ذاته عما إذا كان هجوم «جند الأقصى» على مقار «الأحرار» جزءاً من «شد العضد». وأشار إلى أن ما وصفه بـ«الفصائل الثورية المجاهدة»، ستحافظ على كامل استنفارها وجاهزيتها القتالية للتعامل مع «جند الأقصى» في حال خرقت الاتفاق. وقال قره علي في ختام حديثه: إن «الاتفاق تم بناء على التشاور مع الفصائل الثورية المجاهدة للوصول إلى قرار موحد»، مشيراً إلى أن التنسيق مستمر بين الفصائل فيما يخص القضية.
وتأتي تصريحات المتحدث الرسمي باسم «أحرار الشام» بالترافق مع هجوم «جند الأقصى» على مقار «لأحرار الشام» في عدد من البلدات في ريف إدلب، من بينها خان شيخون، معرزيتا، تحتايا، بعد إعلان الأخير انصهاره في جبهة «فتح الشام» وقبوله بالاتفاق الموقع ما بين الجبهة، والحركة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن