سورية

أحدث مؤشر إلى تدهور العلاقات مع الغرب … بوتين يلغي زيارته إلى باريس.. وأولاند يؤكد استعداده للقائه في أي لحظة

| وكالات

لم ينجح الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعقد مباحثات حول سورية خلال الزيارة التي كانت مقررة بعد نحو أسبوع. ولقد أثار ذلك حنق أولاند فقرر «إسقاط» فعاليات الزيارة، ما دفع الرئيس الروسي إلى إلغائها. ويمثل إلغاء الزيارة أحدث مؤشر إلى تدهور العلاقات بين موسكو والغرب بعد استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) على مشروع قرار لفرض حظر جوي فوق حلب، قدمته الدبلوماسية الفرنسية، إلى مجلس الأمن الدولي.
واحتلت أخبار الزيارة صدارة الاهتمام العالمي بعد تلويح أولاند بإلغائها أمس الأول ما لم يقبل بوتين ببحث المسألة السورية، قبل أن يشير وزير الخارجية الفرنسي جان ماري إيرولت إلى أن الرئيس الفرنسي «سيأخذ بالحسبان الوضع في مدينة حلب حينما يقرر ما إذا كان سيلتقي بوتين»، لافتاً إلى أنه وافق على مبدأ زيارة الرئيس الروسي لباريس «فقط» إذا كانت ستتيح للمسؤولين الفرنسيين «الحديث (مع نظرائهم الروس) حول سورية، وسورية فقط».
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي قرر إلغاء زيارته الرسمية إلى باريس المقررة في 19 من الشهر الجاري. وأوضح أن إلغاء الزيارة جاء بسبب إسقاط «الفعاليات المتعلقة بافتتاح المركز الثقافي الروسي في العاصمة الفرنسية (من) جدول الأعمال الزيارة». وعن سبب إسقاط تلك الفعاليات من جدول أعمال قال: «يجب توجيه هذا السؤال للطرف الفرنسي».
وأضاف بيسكوف في تصريحات بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن بوتين سيكون مستعداً لزيارة فرنسا «عندما يكون الأمر مناسباً للرئيس فرانسوا أولاند»، مبيناً أن الطرفين سيحددان لاحقاً، على أساس توافقي، موعداً جديداً لزيارة بوتين إلى العاصمة الفرنسية.
من جهة أخرى، اعتبر بيسكوف أن مزاعم بعض وسائل الإعلام حول مواجهة الرئيس الروسي لـ«حالة عزلة» في المحافل الدولية، «لا تمتلك أي أساس واقعي لها». وذكر بأن هذه المزاعم لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع جدول أعمال بوتين الحافل باللقاءات مع الشركاء الأجانب. واردف قائلاً: «قرأنا الأسبوع الماضي مزاعم لوسائل إعلام فرنسية مفادها أن الرئيس الروسي يصر على القيام بزيارة إلى باريس لكي يخرج من العزلة. هذا هراء مطلق».
وفي باريس، ذكر مصدر في الرئاسة الفرنسية أن الروس قرروا تأجيل زيارة بوتين صباح أمس، بعد أن توجه قصر الإليزيه إلى الكرملين باقتراح اختصار زيارة بوتين المرتقبة إلى باريس على عقد اجتماع مع نظيره الفرنسي، واستثناء مشاركة الرئيس الروسي في فعاليات أخرى، كما كان مقرراً أصلاً، في إشارة إلى افتتاح المركز الثقافي والروحي الروسي.
وأكد أولاند أنه رفض مرافقة بوتين خلال مراسم كانت مقررة كجزء من الزيارة. وفي كلمة أمام مجلس أوروبا بمدينة ستراسبورج الفرنسية، قال أولاند: «أبلغت بوتين أنه إذا كان يتعين عليه القدوم إلى باريس، فأنا لن أرافقه في المراسم، ولكني مستعد للحوار معه حول سورية. وقد فضل إرجاء زيارته، وهذا لا يعني توقف المشاورات في مناسبات أخرى. لكنه لن يأتي إلى باريس».
وشدد على أهمية مواصلة المحادثات مع روسيا على الرغم من «الخلافات الكبيرة» بشأن سورية. وقال: «فرنسا لديها خلاف كبير مع روسيا بشأن سورية، والفيتو الذي استخدمته روسيا لرفض مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي حال دون وقف القصف وتمكين سريان هدنة». واستطرد متابعاً: «أرى أن من الضروري إجراء حوار مع روسيا ولكن يجب أن يكون حازماً وصريحاً وإلا فلن يكون له مكان وسيكون تمثيلية. إنني على استعداد للقاء الرئيس بوتين (في أي لحظة) إذا استطعنا إحراز تقدم بشأن السلام»، وساهم ذلك في «وقف القصف والإسهام في ترسيخ الهدنة في سورية».
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة عدم السماح بتدمير حلب نتيجة للأعمال القتالية المتواصلة في المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن