الخبر الرئيسي

الجيش يتقدم في الغوطة الشرقية وريف حماة الشمالي … مسلحو حلب يتدارسون اللجوء إلى سيناريو حمص القديمة!

بموازاة تقدم الجيش في غوطة دمشق الشرقية وريف حماة الشمالي، فرضت المعطيات الميدانية على الميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية من حلب خيارات لم يتخيلوا اللجوء إليها من قبل، فبعد أن دغدغ مسلحو خارج المدينة أحلامهم بالسيطرة على أحيائها كاملة هاهم يتدارسون سيناريو حمص القديمة باللجوء إلى داخل أزقة ودهاليز أحياء حلب القديمة لتحصين أنفسهم في وجه تقدم الجيش العربي السوري المستمر.
و«إذا ما تواصل قضم الجيش العربي السوري المستمر لأحياء سيطرة مسلحي شرق المدينة مع قصفه المكثف على مواقعهم، فإنهم مضطرون إلى الاستغناء عن معظم تلك الأحياء والاكتفاء بالسيطرة على أحياء المدينة القديمة التي توفر لهم أفضلية في قتال الشوارع وحماية أفضل داخل أنفاقها الكثيرة وشوارعها الضيقة كخيار قتالي أخير، غير مستبعد الحدوث في المستقبل القريب، في حال استمر الحصار المفروض عليهم»، وذلك وفق ما ذكره مصدر معارض مقرب من ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» أكبر الميليشيات المسلحة داخل المدينة لـ«الوطن».
وأكد المصدر أن عدداً من الميليشيات المسلحة تدارست فيما بينها وفي أكثر من اجتماع أخيراً قرار الانسحاب تدريجياً من أحياء خطوط التماس، ما لم يطرأ أي جديد يعينهم على الصمود، عدا جبهات حلب القديمة والتي يبدو أن الجيش العربي السوري غير غافل عنها بدليل مد نفوذه إلى حي الفرافرة في محيط القلعة. ولفت إلى أن فكرة تطبيق سيناريو الاكتفاء بالسيطرة على حلب القديمة تتم دراسته بعيداً عن عيون «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) التي ترفض بشكل قاطع أياً من الحلول الواقعية لخروج المسلحين من مأزقهم وسبق لها أن عطلت أي تسويات أو مصالحات وطنية.
مصدر إعلامي مقرب من ميليشيا «تجمع فاستقم كما أمرت»، وهي إحدى الميليشيات الوازنة داخل حلب، أوضح لـ«الوطن» أن هاجس تقطيع أوصال الأحياء الشرقية من المدينة وتقسيمها إلى مربعات أمنية يسهل التعامل معها والسيطرة عليها من الجيش العربي السوري يؤرق مسلحيها المضطرين للتعامل مع أمر واقع، سيفرض عليهم لاحقاً، بالانسحاب نحو مساحة ضيقة توفر المدينة القديمة أفضل احتمالاتها على الرغم من أنها لا تشكل عشر مساحة الأحياء الشرقية.
وكشف المصدر أن قناعة مسلحي الأحياء الشرقية ترسخت، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن الدول الداعمة لهم ولاسيما تركيا، تخلت عنهم لصالح أجندتها الخاصة وسحبت أعداداً لا بأس بها منهم نحو ريف حلب الشمالي إلى جرابلس والراعي، في حين انشغل عنهم مسلحو ميليشيا «جيش الفتح» الذي تقوده «فتح الشام» بمعارك أخرى مثل حماة واللاذقية، ولم تعد حلب تشكل أي أولوية لهم خصوصاً مع الاقتتال الدائر في إدلب بين ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جند الأقصى»، وبالتالي، لا يوجد أي أمل لهم في فك الحصار عن أحيائهم مجدداً.
ورأى خبراء عسكريون تحدثت إليهم «الوطن» أن مخططات الجيش العربي السوري وحلفائه ستسبق أي سيناريو محتمل للمسلحين بما فيه الاحتماء بحلب القديمة وأن جبهاتهم ستنهار بطريقة دراماتيكية مع مواصلة الضغط عليها وتحقيق مزيد من الإنجازات الميدانية في ظل فقدانهم تماماً للحاضنة الشعبية ونفاد ذخيرتهم بشكل مخيف ومقتل أعداد كبيرة منهم وتراجع روحهم القتالية إلى الحضيض.
إلى ريف العاصمة فقد أكدت مصادر ميدانية متطابقة في الغوطة الشرقية تحدثت لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري العاملة في منطقة الريحان نجحت بدخول منطقة المعامل الثلاثة: وتار والزيوت والكابلات، موضحة أن الجيش لم يسيطر على تلك المنطقة بشكل كامل.
وفي ريف حماة أكد مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش بدأ التمهيد الناري في تل بزام ومدينة صوران، بينما دمر الطيران الحربي مقرات وأرتال آليات للإرهابيين والمسلحين في كل من معردس وتل بزام ومحيط معان وفي عطشان وأم حارتين ومورك وسكيك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن